"شو هيدا ... شو هيدا ... والشيعة احتلوا صيدا "
"لبيك يا حسين !"
وغيرها من الشعارات التي قام بإطلاقها جمهور نادي النجمة بعد المباراة التي جمعتهم بفريق الأنصار ، هذه الشعارات التي استنكرها سريعاً كل من الرئيس بري ونادي النجمة بروح الوحدة الوطنية ، والتي تم تداركها بوعي وحنكة ، تمظهر لنا حقيقة التعبوية التي ترسخت في العقل الشيعي اللبناني .
وهذا الإحتقان الطائفي ليس وليد اللحظة وإنما هو نتاج سلسلة من منابر التعبئة التي كان تستهدف الآخر بكل حيثياته ، فخطابات السيد حسن الأخيرة والتي مهدت لشعار الموت ل"آل سعود" (السنة) عبر اتهامه اياهم بشتى الأوصاف المسيئة والمدينة ، وتحميلهم مسؤولية القتل والإجرام بحق الحوثي (لأنه شيعي) ولأّن إيران من تدعمه وتحميه .
هذه الخطابات التي حوّلت معارك اليمن إلى غزو سني ، انعكست جلياً على الشارع اللبناني ، وللأسف أول ما تأثر بها علنياً وجهورياً (فالتأثير الضمني حاصل سلفاً) كان ملاعب الكرة و الروح الرياضية التي شهدت هتافات أبسط توصيف لها "طائفية .. مذهبية" وأقلّ ما قيل بها (الشيعة احتلوا صيدا) .
وبين الفعل وردة الفعل صدر خطاب الجماعة الإسلامية والذي كان موتوراً وغير واعياً لدقة المرحلة ، فتضمن " ان مدينة صيدا مقبرة لكل الغزاة والمحتلين" !
تم استيعاب الخطابين ، واتفق على المحاسبة ، وضمن منطق المثالية اعتبر البعض أن الوحدة الوطنية اللبنانية قد انتصرت ، غير أنّ ما يجهلونه أنّ ما حصل هو قليل من كثير وأن حل المشكلة لا يكون "بالمسكن" ، وإنما بالقضاء على الداء وبإستئصاله .
لذا ، ولنتجنب هكذا هتافات (الشيعة احتلوا صيدا) قد يقابلها أخرى مضادة مثال : " اي ويلا والضاحية للسنة كلا " أو ربما " عرسال شيعية وبدنا نستردا"
يستلزم منّا حرصاً وتخوّفاً ، وبالتالي العمل الواعي على تهدئة المنابر التعبوية والكف عن التجييش الشعبي الذي إن "هاج طائفياً" فعلى الوطن السلام !