إجماع دولي على ضرب الارهاب , فهل مصدر الارهاب هو الفضاء وتموله السماء
السفير :
يبدو أن تأكيد فرضية التفجير الارهابي في حادث طائرة الركاب الروسية في سيناء قد حسم خيارات فلاديمير بوتين في حربه ضد التنظيمات المتشددة، وعلى رأسها «الدولة الاسلامية».
وخلال اجتماع في الكرملين، ارتدى بوتين حلة داكنة، والتزم، هو والحضور، بدقيقة صمت تكريما لأرواح ضحايا الطائرة المنكوبة، قبل ان يقول لقادته العسكريين والامنيين إن الحادث هو واحد من أدمى الهجمات في تاريخ روسيا الحديث، ويأمرهم بالبحث عن الارهابيين «اينما اختبأوا»، وبتكثيف الضربات الجوية في سوريا.
ولم تكد ساعات تمضي على هذا الاجتماع، الذي بثه التلفزيون الروسي، حتى ظهر بوتين بين كبار جنرالات الجيش الروسي في مقر قيادة الاركان، ليطّلع منهم على الترجمة العملية لقرار تكثيف الحملة الجوية ضد المسلحين، وخصوصاً في معاقلهم في الرقة ودير الزور، وذلك عبر استخدام القاذفات الاستراتيجية والصواريخ المجنّحة، بالاضافة الى تكثيف الغارات الجوية الاخرى، التي وفرت، بحسب البلاغات العسكرية التي قدّمت لـ«الرفيق القائد الاعلى»، غطاءً جوياً فعالاً للعمليات البرية التي يقوم بها الجيش السوري على مساحات واسعة تمتد من ريف دمشق وتدمر، مروراً بحمص وادلب وريف اللاذقية، وصولاً الى حلب.
وبالاضافة الى ذلك، وفي خضم انشغال فرنسا ببحث سبل الرد على هجمات باريس، أمر بوتين البحرية الروسية في شرق البحر المتوسط بتنسيق أعمالها في البحر والجو مع البحرية الفرنسية.
وفي تطوّر آخر، أعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري، أمس، أن «الحدود الكاملة لشمال سوريا أغلقت 75 في المئة منها الآن، ونحن مقبلون على عملية مع الأتراك لإغلاق 98 كيلومترا متبقية». ويبدو ان كيري يقصد بذلك، المنطقة الممتدة من مدينة جرابلس إلى مدينة مارع شمال حلب، والتي يتمركز فيها الآن «داعش»، وهي المنطقة الحدودية الوحيدة «الداعشية» التي تحاذي الحدود التركية، ويبلغ طولها مئة كيلومتر تقريباً، مع الاشارة الى ان هذه الرقعة الجغرافية كانت تريد تركيا، ولا تزال، أن تجعلها منطقة عازلة لتجميع اللاجئين السوريين فيها بحسب المبرر العلني.
ومن جهة ثانية، اعتبر كيري ان سوريا قد تبدأ مرحلة «انتقال سياسي كبير» في غضون «اسابيع» بين النظام والمعارضة، وذلك اثر التسوية الدولية التي تم التوصل اليها في ختام مفاوضات فيينا.
وبعد 17 يوماً على سقوط طائرة الركاب الروسية في سيناء، حسم جهاز الامن الفدرالي الروسي فرضية العمل الارهابي، بما يؤكد، عملياً، تبنّي تنظيم «الدولة الاسلامية» للهجوم.
وقال رئيس جهاز الامن الفدرالي الروسي الكسندر بورتنيكوف، خلال اجتماع مع بوتين، انه «بعد فحص المتعلقات الشخصية والامتعة واجزاء من الطائرة الروسية التي تحطمت في مصر في 31 تشرين الاول الماضي، كشف خبراؤنا عن وجود آثار لمادة متفجرة. وبحسب الخبراء، فإنّ عبوة ناسفة يدوية الصنع تحتوي على كيلوغرام من مادة (تي ان تي) تم زرعها على متن الطائرة، ما ادى الى تحطمها في الهواء، وهو ما يفسر تناثر جسم الطائرة على هذه المساحة الواسعة من الارض».
واضاف «استطيع الآن ان اؤكد انها كانت عملية ارهابية».
وأعلن جهاز الأمن الروسي عن مكافأة مالية قدرها 50 مليون دولار لمن يساعد في إلقاء القبض على المسؤولين عن تحطم الطائرة.
لكن السلطات المصرية رفضت تبني الاستنتاج الروسي، برغم تأكيدها انها ستأخذ في الحسبان ما خلص اليه المحققون الامنيون الروس.
وخلال اجتماع الكرملين، قال بوتين، بعد استماعه الى بورتنيكوف، «نحن لن نمسح دموعنا من ارواحنا وقلوبنا، ستظل هذه المأساة معنا الى الابد، ولكن الحزن لن يمنعنا من ايجاد المجرمين ومعاقبتهم، فهذه الجريمة لن تسقط بالتقادم، ونحن في حاجة لمعرفة من نفذوها، وسنبحث عنهم في اي مكان... اينما كانوا يختبئون سنجدهم، وفي اي مكان في الارض سنحاسبهم».
واكد بوتين ان روسيا ستصعد ضرباتها في سوريا بعد اسقاط طائرة الركاب الروسية، موضحاً «نحن نأمل من خلال هذه العملية ان يتم ايجاد من كان يقف وراء عملية اسقاط الطائرة. وسنعمل ضمن اطار المادة 51 من ميثاق الامم المتحدة، والتي تمنحنا الحق بالدفاع عن انفسنا».
وتنص المادة 51 على أنه «ليس في هذا الميثاق ما يضعف أو ينتقص الحق الطبيعي للدول، فرادى أو جماعات، في الدفاع عن أنفسها إذا اعتدت قوة مسلحة على أحد أعضاء الأمم المتحدة، وذلك إلى أن يتخذ مجلس الأمن التدابير اللازمة لحفظ السلم والأمن الدولي».
وبدا ان حسم فرضية التفجير الارهابي لطائرة الركاب الروسية قد احدث تغييراً في الاستراتيجية الروسية لمواجهة «داعش»، بحسب ما قال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، وهو ما تبدّى في الاعلان عن تبني خطة جديدة للعمليات العسكرية في سوريا، وتكثيف الهجمات على مواقع المجموعات الارهابية، بحسب ما اكد القادة العسكريون الروس خلال اجتماع عقد في مقر قيادة الاركان في وزارة الدفاع الروسية، بحضور بوتين.
وخلال الاجتماع العسكري، قال شويغو انه «تمت زيادة عدد الطائرات الروسية في قاعدة حميميم، لتنضم اليها طائرات من طراز (سو-27) و(سو-37)، بمساندة من طائرات «توبوليف» بعيدة المدى.
واضاف «حتى الساعة الخامسة والنصف (صباحاً)، تم تنفيذ ضربات جوية على الرقة ودير الزور. وحتى الساعة التاسعة والاربعين دقيقة قامت طائرات (تو-160) و(تو-195) باستهداف مواقع لـ(داعش) في محافظة حلب، وكل الضربات اصابت اهدافها».
واضاف «خلال الليل (امس) يُخطط لتنفيذ 127 طلعة جوية ضد 206 اهداف، وقد تم خلال هذه الغارات القضاء على 140 موقعاً للمجموعات المسلحة... وخلال الفترة المقبلة، سيتم العمل وفق الخطة (الجديدة) المقدمة، وكل المعدات والوسائل المطلوبة متوافرة لدينا».
من جهته، قدّم رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية الجنرال فاليري غيراسيموف تقريراً عسكرياً لبوتين بصفته «الرفيق القائد الاعلى»، وجاء فيه: «بموجب تعليماتكم، فإن طائرات القتال لقواتنا المسلحة تقوم بتوجيه ضربات للتنظيمات الارهابية في اراضي سوريا، ابتداءً من 30 ايلول، وقد تم تنفيذ اربعة الاف و119 ضربة صاروخية، وباستخدام قنابل، على المواقع الدفاعية ومراكز القيادة للارهابيين، حيث تم تدمير 54 مصنعاً لانتاج الذخائر والمواد المتفجرة».
واضاف غيراسيموف ان «عمليات الطيران الحربي الروسي مكّنت الجيش السوري من الانتقال الى الهجوم في جبهة واسعة من حلب الى ادلب وحمص، لتحرير اراض شاسعة من التنظيمات الارهابية».
واضاف «تنفيذاً لتعليماتكم بتعزيز الضربات على مواقع (داعش) وغيره من التنظيمات الارهابية، وضعت هيئة الاركان العامة خطة جديدة لعمليات القوات الجوية، تأخذ في الاعتبار توجيه ضربات اضافية، باستخدام 25 طائرة اضافية من اراضي روسيا الاتحادية، ومختلف انواع الطائرات والمقاتلات الاخرى».
واشار غيراسيموف الى انه «بهدف تحديد احداثيات دقيقة للاهداف يستمر تعزيز الاستطلاع العسكري في منطقة الشرق الاوسط، حيث تشارك في هذه العملية 10 اقمار اصطناعية، بما في ذلك اقمار مدنية، وقد تمت اعادة توجيه المسارات المدارية لهذه الاقمار، لتكثيف التصوير ومسح اراضي سوريا من الفضاء الكوني. كما يتم استخدام ايضاً اقمار اصطناعية موجودة في الاحتياط العملياتي».
ولفت غيراسيموف الى انه «اثناء الضربة الجوية المكثفة اليوم (امس)، تم استخدام 34 صاروخاً مجنحاً، وجرى تدمير 14 موقعاً مهماً للارهابيين».
النهار :
لم تخرج جلسة الحوار العاشرة بحلول مبتكرة لأزمات البلاد المتحكمة بكل تفاصيل الحياة، انما سادها جو ايجابي تحت عنوان "التسوية الشاملة" التي طرحها أخيرا الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله، ومن المتوقع ان تكون مادة للبحث الاضافي في الجولة التالية للحوار الاربعاء المقبل. لكن مصادر وزارية توقفت عند توضيح أدلى به رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد الذي قال ان "لا جديد في ما قاله نصرالله عن الدعوة الى تسوية شاملة "فقد سبق له أن وجه دعوة مماثلة".
واذا كانت قوى 14 آذار وجدت فيها ايضا صدى لـ"خريطة طريق" رسمها الرئيس سعد الحريري في 14 شباط الماضي، فان المبادرة قوبلت بايجابية من التيار الازرق تحديدا، اذ اعتبر الرئيس فؤاد السنيورة ان فكرتها "أمر جديد وجيّد ويعكس رغبة في الحل، الا أنه يحتاج الى خطوات على الارض لوقف الشحن". ورأت كتلة "المستقبل" ان كلام نصرالله يجب ان يستثمر في المكان المناسب للاستفادة منه وعلى وجه التحديد في الموضوع الأساس المفيد، أي في موضوع انتخابات رئاسة الجمهورية، التي يعتبر التوافق فيها وعليها المدخل الأساس لتحصين لبنان وحمايته".
وتنعقد اليوم هيئة مكتب مجلس النواب للاتفاق على تكليف لجنة درس مشروع قانون الانتخاب، قال الرئيس نبيه بري إنها "ستكون مصغرة خماسية او سداسية. وسأحدد فيها معايير التمثيل، من أجل أن لا تكون هناك حجة عند البعض ليقول إنه غير مشارك لعدم وجود ممثلين له فيها". ولم يدخل بري في مسألة من أين تبدأ "المهم ان تصل الى التوافق، أياً يكن عدد المشاريع. المهم ان يقدموا مشروعاً جديداً. وستساعد هيئة الحوار هذه اللجنة قدر الامكان".
وقالت مصادر وزارية لـ"النهار" ان تشكيل اللجنة يلبي مطلبا مسيحيا ويساعد في اعادة تفعيل عمل مجلس الوزراء. فالحكومة التي تعطلت من باب النفايات قد تعود اليها الروح من بوابة النفايات ايضا على وقع المطالبات المتكررة بعقد جلسة وزارية تصادق على حل لهذه المشكلة، في ظل اقتصار الحل على التصدير الى الخارج. وقد تحدث الرئيس تمام سلام في جلسة الحوار مشيرا الى ان "الازمة باتت طويلة جدا، ولا بد من حلول. وبعد رفض المطامر واستحالة تطبيقها، بات أمامنا حل الترحيل". وأضاف ان "سبعة عروض قدمت الى لبنان، وثمة وزير احدى الدول مستعد لزيارة بيروت وتقديم بعض الآليات".
وسألت "النهار" الوزير أكرم شهيب عن الخطة البديلة من خطته فأجاب: "تم تعطيل الخطة لأسباب سياسية ومناطقية، ولأسباب أخرى لن أفصح عنها او أدخل في تفاصيلها". وعن خيار التصدير إلى كل من سوريا وقبرص التركيّة، نظراً الى أن الترحيل إلى الدول الأوروبية مستحيل، لأن لبنان لا يمتلك التقنيات التي تمكّنه من تحويل نفاياته إلى المواصفات المطلوبة قبل تصديرها، نفى شهيب الوجهة وقال: "لم نقرّر حتى الآن بل ندرس العروض من الناحية البيئية والصحية والقانونية ومن ناحية الوجهة المثلى التي يمكننا ترحيل النفايات إليها، فلا يمكننا اتخاذ القرار بهذه السرعة".
واذا كان النائب ميشال عون لم يعترض على جلسة للنفايات، ومثله حزب الكتائب، فقد حصل سلام على تأييد جلسة الحوار لتفعيل الحكومة، وأبرزت كتلة "المستقبل" ضرورة "المبادرة فوراً للدعوة إلى اجتماع الحكومة بشكل استثنائي في هذه الظروف".
في المقابل، علمت "النهار" ان لا جديد في العمل الحكومي وفقا لما انتهى اليه الحوار النيابي ذلك ان عجز المتحاورين عن متابعة بند انتخاب رئيس جديد أدى الى الانتقال الى بند تفعيل عمل الحكومة من غير أن يتخذ المجتمعون توصية بعقد مجلس الوزراء. ولا يمكن المجلس ان ينعقد ما لم ينه المختصون درس العقود المقدمة، وتبيان ما هو قابل للتنفيذ منها. فتأتي الجلسة لإقرار الحل مباشرة. في المقابل استمرت حركة اتصالات مسائية دفعا الى عقد جلسة هذا الاسبوع تدرس العروض المقدمة.
الأمن
وفي خضم المتاهة السياسية، تستمر وتيرة الانجازات الامنية التي ترصد حركة الارهابيين وتقبض على مزيد منهم، فتعطل حركتهم على الأقل في المدى القريب، ويلاقي الجهود الداخلية، استمرار الجيش في ضرب مواقع لـ"داعش" و"النصرة" عبر الحدود الشرقية. وعلمت "النهار" في هذا المجال، أن "حزب الله" يحضّر لشن هجوم جديد على محاور عدة يستهدف فيها مواقع للمسلحين في القرى السورية المواجهة لأخرى لبنانية، منعا لهروب مسلحين وتسللهم عبر الحدود. ويلاقي الحزب الجهود الدولية لمنع تمدد الارهابيين، بل لمحاصرتهم والقضاء عليهم. والاستعدادات قائمة لحشد مزيد من المقاتلين. وفي المعلومات ايضا "ان المواجهة حتمية لانه لن يكون مفر سوى لبنان وهو ما سيواجهه الحزب مدعوما من الجيش والاهالي".
وقد رفض لبنان عبر قنوات غير رسمية العرض الذي قدمته "النصرة" لإطلاق العسكريين في مقابل تسليمها قريتين سوريتين يسيطر عليهما "حزب الله" مع الجيش النظامي "لان الأمر يتخطى الحدود الانسانية الى اعادة السيطرة على مناطق استراتيجية تشكل خطرا على الحدود اللبنانية وايضا على العاصمة السورية، وعلى خطوط الامداد التي تربط لبنان بسوريا".
وقد واصلت وحدات الجيش عمليات استهدافها لمواقع المسلحين في جرود بلدتي رأس بعلبك وعرسال بالقذائف الصاروخية وشمل الاستهداف عدداً من مقار تنظيم "داعش".
المستقبل :
سجّلت شعبة المعلومات أمس إنجازاً أمنياً جديداً تمثّل بضبط متفجّرات تكفي لتجهيز 50 انتحارياً بأحزمة ناسفة مجنّبة لبنان المزيد من دماء الابرىاء، في وقت سجّل الحوار الوطني في عين التينة «بداية تحوُّل» في موقف «حزب الله» إزاء القضايا الوطنية المطروحة بفعل مناخات التغيير المتوقّعة في المنطقة، رغم استمرار الخلاف حول أولويات «السلّة» التي اقترحها رئيس مجلس النوّاب نبيه برّي للمرّة الثانية أمس على الطاولة، بعد أيام من موقف مماثل للأمين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله.
وإذا كان جدول أعمال الحوار تضمَّن عناصر «السلّة» المُشار إليها، أي بنود رئاسة الجمهورية والحكومة وقانون الانتخاب، ومعها عمل مجلس النواب وقانون استعادة الجنسية ودعم الجيش، فإنّ عدداً من هذه البنود قد «نُفِّذ»، كما قال رئيس كتلة «المستقبل» الرئيس فؤاد السنيورة لـ«المستقبل»، وأوضح أنّ تفعيل عمل المجلس النيابي تمّ في الجلسة التشريعية الأخيرة، وأنّ عمل مجلس الوزراء تقرَّر تفعيله بالإجماع في جلسة أمس «مع العلم أنّنا لسنا نحن مَن يعطّله»، كما أقرّ قانون استعادة الجنسية في مجلس النوّاب ومعه الاعتمادات المتعلّقة برواتب العسكريين والموظّفين، وفي حين سلك قانون الانتخاب طريقه إلى لجنة مختصّة «لم يبقَ من هذه السلّة إلاّ بند رئاسة الجمهورية».
وردّاً على سؤال حول وصف الرئيس برّي لموقفه في الجلسة أمس بأنّه «لا يزال متشدّداً»، قال السنيورة: «هذا ليس تشدّداً، ما نعنيه بإصرارنا على أولوية انتخاب رئيس هو أنّه بمجرّد إنجاز هذا الاستحقاق كل المسائل الأخرى تتحلحل الواحدة تلو الأخرى على طريقة أحجار «الدومينو»».
الترحيل
وكانت جلسة الحوار التي انتهت إلى توافق على ترحيل النفايات، وعلى مشاركة كل مكوّنات الحكومة في جلسة سيدعو إليها رئيس الحكومة تمام سلام خلال أيام لإقرار هذا الملف، بعد أن قدّم عرضاً عن نتائج عمل لجنة الوزير أكرم شهيب بناء على سؤال من برّي عن أسباب عدم دعوة الحكومة إلى الاجتماع، استُهلّت بإعادة تذكير من الرئيس برّي ببنود جدول أعمال الحوار، وإشارته إلى أنّ النقاش حول بند رئاسة الجمهورية أنجز ويُفترض الانتقال إلى البنود الأخرى، مكرّراً ما سبق أن أشار إليه من أنّ مؤتمر الدوحة لم ينجز التوصّل إلى انتخاب رئيس قبل التوافق على قانون للانتخاب والحكومة.
إلاّ أنّ الرئيس السنيورة طالب بإنهاء ملف الرئاسة «قبل الانتقال إلى بند آخر»، فاعترض أركان 8 آذار مطالبين بالاتفاق على «سلّة كاملة» قبل أن يبدأ التنفيذ بالرئاسة.
وكان رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد ردّ على الكلام الذي أشاد فيه الرئيس السنيورة بتصريح نصرالله الأخير والذي قال إنّه عبّر فيه عن «رغبة مستجدّة للتوصّل إلى تسوية»، فقال رعد إنّه لم يرَ في كلام الأمين العام للحزب «جديداً ولا مبادرة بقدر ما هو دعوة جديدة للحثّ على الحوار لأنّ الحوار يُوصل إلى تسوية».
أضاف رعد: «لو افترضنا أنّنا انتخبنا رئيساً للجمهورية وليس عندنا جمهورية بسبب الترهّل في المؤسسات وفي كل الميادين، فماذا يغيّر ذلك؟».
الديار :
صدر القرار بقطع رأس داعش دوليا والقرار السري الذي اتخذ في قمة العشرين في تركيا هو هذا القرار، أي انهاء داعش نهائياً بالدرجة الأولى في سوريا ثم لاحقاً في العراق.
وقررت فرنسا ارسال 40 طائرة رافال على ظهر حاملة طائرات شارل ديغول إضافة الى وضع طائرات رافال في الأردن وطائرات رافال في الامارات، لقصف ليل نهار مراكز داعش وها هي تنفذ كل ليلة غارة كبيرة على مدينة الرقة عاصمة محافظة الرقة في سوريا.
والطيارون الفرنسيون لديهم أوامر بتدمير كل ما له علاقة بداعش، فالاقمار الاصطناعية تقوم بالتصوير، والطائرات من دون طيار تصوّر المدينة، وتعرف اين هي مراكز داعش ثم تقوم طائرات الرافال المزوّدة بالأشعة تحت الحمراء بالقصف ليلا على الرقة وعلى مراكز داعش.
اما روسيا فبعد ان تبلغ الرئيس بوتين نهائيا من الامن الفيدرالي وتأكد ان قنبلة هي التي اسقطت الطائرة الروسية فوق سيناء، وتبنت العملية حركة داعش فقرر ايضاً العمل على انهاء داعش بأقصى سرعة.
ومن دون بيانات عسكرية، بدأ باطلاق صواريخ كوماهوغ كروز او لنقل الصواريخ المجنحة التي تسير وفق الأقمار الاصطناعية وتضرب الرقة وحلب وادلب.
كما انه قرر ارسال 25 طائرة ثقيلة وكبيرة من نوع توبولوف 160 وتوبولوف 90 وهي حاملات قنابل كبيرة في الجو تشبه طائرة الـ ب 52 الأميركية وتلقي القنابل كميات كثيرة على المراكز الأرضية لداعش فتدمرها نهائيا.
وأعطى الرئيس بوتين الامر الى السفن الروسية في البحر المتوسط بالتعاطي مع السفن الفرنسية كسفن حليفة والتعاطي مع حاملة الطائرات شارل ديغول كسفينة حليفة وتبادل المعلومات بين السفن الروسية والسفن الفرنسية وتنسيق العمليات الجوية الروسية - الفرنسية على مدينة الرقة كي لا يحصل اصطدام بينهما.
كما امر الرئيس بوتين بارسال 14 سفينة صواريخ الى البحر الأسود لتمر عبر البوسفور في تركيا وصولا الى المتوسط لاطلاق الصواريخ على مراكز داعش في سوريا.
وبذلك اكتملت الحلقة الروسية - الفرنسية لضرب داعش، ولن يمر شهر الا وتكون مدينة الرقة قد سقطت ان لم نقل قبل ذلك لان القصف التي تتلقاه بالقنابل والصواريخ من الجو لا يمكن ان تتحمله مدينة مهما كانت كبيرة ومهما كان فيها ملاجىء، وستضطر داعش الى الخروج من الرقة الى الأرياف وستلاحقها الطائرات لتضربها أينما ذهبت حتى تقضي على اعصابها وانهاء وجودها في محافظة الرقة.
الذي قرر الانتقام اكثر هو الرئيس بوتين فصحيح ان الرئيس هولاند اعلن انها ستكون حربا بلا هوادة وبلا رحمة مع داعش لكن الذي اتخذ الإجراءات الكبرى هو الرئيس الروسي بوتين عبر ارسال 25 طائرة ضخمة من نوع توبولوف الى قاعدة اللاذقية الروسية وبدء القصف من هناك على الرقة وحلب وادلب.
وبالتالي، ان فاعلية هذه الطائرات توبولوف هي كبيرة جدا للغاية، وهي قادرة على تدمير بمسافة كيلومتر مربّع كل الأبنية الموجودة والسيارات والأسلحة والذخيرة ومراكز التدريب والقيادة وغيرها، ففي كل غارة تشنّها طائرة توبولوف واحدة هي قادرة على تدمير شارع بكامله وانهاء كل المباني فيه، وهنا الحرب بلا رحمة، فالرئيس بوتين يتعامل مع داعش مثلما تعامل مع الشيشان، عندما انهى وجودهم كليا واقتلعهم من جذورهم وعيّن رئيسا لجمهورية الشيشان، وانتهت ازمة الشيشان ولم يعد هنالك اية مشكلة في الشيشان.
اليوم الرئيس بوتين يفعل الشيء ذاته مع داعش في سوريا، يستعمل سوخوي ويستعمل طائرات التوبولوف ويستعمل الصواريخ المجنحة بكثافة بالغة حتى ان الناطق العسكري الروسي اعلن ان الطائرات الروسية نفذت 4 الاف و 300 طلعة وغارة في خلال 48 ساعة فقط، وهذا يدل على حجم الغارات الروسية على مراكز داعش.
والصور التي تم التقاطها من الرقة تظهر المدنيين العزّل وهم يفتشون عن مأوى لهم بعدما تدمرت مبانيهم، وينزعج بوتين كثيرا من الاعلام الذي يقول ان الطيران الروسي يقتل مدنيين في سوريا، فهو لا يريد هذه اللهجة، بل يريد ان يقال ان الطائرات الروسية قصفت داعش فقط، في حين ان المدنيين في مدينة الرقة مصابون بالويلات ولم يعد عندهم بيوت ولا مأوى ويهربون كل ليلة من شارع الى شارع.
وتأتي الطائرات الفرنسية من نوع رافال بعدد 80 طائرة وهي طائرات تطلق نيرانها بدقة بالغة حيث يأتي الصاروخ في قلب النافذة، وفي قلب الباب، لدقة الإصابة، كما انها تصيب أهدافها كلها على اللايزر والقنابل التي ترميها وتتوجه وفق الأقمار الاصطناعية نحو الأهداف، فالقمر الاصطناعي يكون خلال النهار صوّر الأهداف وأصبحت موجودة باللايزر وفي الليل عندما تنطلق الاقمار توجها نحو اللايزر ونحو الاهداف التابعة لداعش.
انها حرب من دون رحمة وخلال شهر سنرى ان داعش انتهت في الرقة.
اما بقية المناطق في العراق وادلب وحلب فسيأتي دورها تباعا وقد تنتهي الرقة ربما خلال أسبوعين وليس خلال شهر، وخلال 3 اشهر ستكون الطائرات الروسية والفرنسية والأميركية قد انهت عملها الجوي وقامت بتصفية كل قواعد داعش وقياداتها ومراكز تدريبها ومخازن ذخيرتها.
لقد انتهت داعش نقولها اليوم ليتذكر من يقرأ بعد 3 اشهر ان القرار الدولي اتخذ بإعدام داعش وخلال 3 اشهر يتم تنفيذه وينتهي.
ـ اسلحة استراتيجية تشارك بالقصف ـ
على صعيد اخر أمر الرئيس الروسي بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة، بتكثيف الغارات على مواقع الإرهابيين في سوريا، لكي يدرك المجرمون أن «الانتقام لا مفر منه»، في إشارة إلى تورط الإرهابيين في تفجير الطائرة الروسية في سيناء.
كما أعلن شويغو عن بدء مشاركة قاذفات استراتيجية روسية بعيدة المدى في توجيه الضربات إلى مواقع «داعش» في سوريا، موضحا أن الحديث يدور عن طائرات « تو-160» و«تو-95 إم إس» و«تو-22 إم3» تابعة للطيران الروسي بعيد المدى.
وأوضح أن 12 قاذفة روسية استراتيجية من طراز «تو-22 إم 3» شاركت فجر امس في توجيه الضربات إلى معاقل «داعش» في الرقة شمال سوريا. ومن ثمة قامت طائرات «تو-160» و«تو-95 إم إس» بإطلاق 34 صاروخا مجنحا على مواقع الإرهابيين في ريفي حلب وإدلب.
بدوره قال قائد الطيران الروسي بعيد المدى أناتولي جيخاريف في سياق تقديم تقريره للرئيس بوتين إن طائرات «تو-160» و»تو-95 إم إس» في سياق مشاركتها في العمليات بسوريا بقيت في الجو لمدة تجاوزت 8 ساعات، فيما قطعت طائرات «تو-22 إم3» مسافة تجاوزت 4500 كيلومتر.
هذا ونشرت وزارة الدفاع الروسية أشرطة فيديو تصور بعض الغارات التي قامت بها الثلاثاء الطائرات الروسية بعيدة المدى في سوريا.
بدوره كشف رئيس هيئة الأركان الروسية فاليري غيراسيموف أنه سيتم إشراك 25 طائرة إضافية تابعة للطيران بعيد المدى إلى العملية ضد «داعش»، بالإضافة 8 قاذفات واعدة من طراز «سو-34»، و4 مقاتلات «سو-27 إس إم».
وكشف أن الضربات التي نفذتها الطائرات الروسية الثلاثاء بواسطة 34 صاروخا مجنحا، أسفرت عن تدمير 14 موقعا مهما للإرهابيين، بما فيها مراكز قيادة معنية بتنسيق عمليات عصابات «داعش» في ريفي إدلب وحلب، ومخازن كبيرة للذخيرة في شمال غرب سوريا.
وأكد أن الجيش الروسي أبلغ مسبقا سلاح الجو الأميركي وجيوش الدول الأخرى المشاركة في التحالف الدولي المناهض لداعش بتوجيه الضربات الصاروخية الروسية المكثفة على مواقع التنظيم الإرهابي في سوريا يوم الثلاثاء.
وتابع أن الغارات الروسية على صهاريج النفط وبعض المنشآت النفطية في الأراضي الخاضعة لسيطرة «داعش» أدت إلى تقليص قدرات التنظيم الإرهابي على الاتجار بالنفط بقدر كبير.
كما كشف غيراسيموف أن سلاح الجو الروسي قام منذ بدء العملية العسكرية في سوريا يوم 30 أيلول الماضي بـ 2289 طلعة قتالية، ودمر 4111 موقعا للإرهابيين، بما في ذلك 562 مركز قيادة و64 قاعدة تدريب للإرهابيين و54 ورشة لإنتاج الأسلحة والذخيرة.
وتابع أن الغطاء الجوي الروسي سمح للجيش السوري ببدء التقدم على كامل خط الجبهة في محافظات حلب واللاذقية وإدلب وحمص ودمشق، وتحرير 80 بلدة من أيدي الإرهابيين، واستعادة السيطرة على أراض تتجاوز مساحتها 500 كيلومتر مربع.
كما أكد غيراسيموف على توسيع المنطقة الآمنة حول قاعدة حميميم الجوية في اللاذقية.
من جانبه كشف رئيس هيئة الأركان العامة الروسية فاليري غيراسيموف خلال الاجتماع أن القوات المسلحة الروسية تعتمد على بيانات تقدمها 10 أقمار استطلاع روسية اصطناعية، وهي أقمار عسكرية ومدنية.
وكشف عن تعديل مدار بعض الأقمار من أجل التقاط صور للأراضي السورية بشكل دوري.
وتابع رئيس هيئة الأركان أنه من المخطط مواصلة تعزيز مجموعة الأقمار الاصطناعية المعنية بالعمليات الاستطلاعية في سوريا عن طريق إطلاق أقمار جديدة والاعتماد على أجهزة فضائية احتياطية.
ـ كيري: الحسم خلال اسابيع ـ
كما اعلن كيري أن بلاده بدأت عملية مع تركيا لإغلاق ما تبقى من حدودها مع سوريا.
وقال كيري في مقابلة مع شبكة «سي. إن. إن» إنه «تم إغلاق الآن 75 في المئة من كامل الحدود الشمالية لسوريا. ونحن نقوم بعملية مع الأتراك لإغلاق آخر 98 كلم متبقية».
ورأى كيري أن وقف إطلاق النار بسوريا ممكن خلال الأسابيع الـ3 أو الـ4 المقبلة وذلك مع توسيع عدد المشاركين في التحالف الدولي ضد تنظيم «داعش».
الجمهورية :
خيّمت الأجواء الإيجابية التي سادت عقبَ التفجير المزدوج في محلّة برج البراجنة على الجلسة العاشرة لهيئة الحوار الوطني التي التأمت أمس، في عين التينة برعاية رئيس مجلس النواب نبيه بري وإدارته. وناقشَ المتحاورون في غياب حزب «القوات» اللبنانية ومقاطعة حزب الكتائب، قضايا الساعة، بدءاً من الملف الأمني الملتهب بفعل الإرهاب المتواصل، مروراً بالملفّين الرئاسي والحكومي، وصولاً إلى الملف التشريعي من بوّابة قانون انتخاب جديد، علماً أنّ هيئة مكتب المجلس النيابي ستشكّل في اجتماعها اليوم اللجنة النيابية التي ستتولّى درسَه. كذلك لم يغِب ملف النفايات عن المناقشات في ظلّ رجَحان كفّة الترحيل إلى الخارج، فيما حضرَت بقوّة مبادرة الأمين العام لـ»حزب الله» السيّد حسن نصر الله التي دعا فيها إلى تسويةٍ سياسيةٍ شاملة بسلّة واحدة، ولاقت ترحيبَ الجميع وثناءَهم عليها، وأدلى كلّ منهم بدلوه حيالها. وحدّد بري الأربعاء المقبل موعداً جديداً للمتحاورين وأولمَ على شرَفهم. وفي إطار الحرب الدولية على الإرهاب، أعلنت وزارة الدفاع الفرنسية أنّ مقاتلاتها ألقت 20 قنبلة على معقل تنظيم الدولة الإسلامية في الرقة. فيما عكسَت تصريحات المتحاورين أجواء ارتياح سادت جلستَهم، جاء في البيان الذي صدر في ختامها «أنّ المجتمعين جددوا استنكارهم للجريمة الإرهابية التي وقعت في برج البراجنة، وأثنوا على الالتفاف الوطني الجامع على إدانتها والتضامن الذي عبّرت عنه مختلف القوى السياسية في مواجهة الإرهاب.
وقدّروا عالياً جهود الأجهزة الأمنية التي استطاعت بسرعة قياسية كشفَ كلّ تفاصيل هذه الجريمة وتوقيف المجرمين، وشدّدوا على أهمية استمرار التنسيق في ما بينها للحفاظ على الاستقرار وضبط أيّ محاولات إرهابية. وكان إجماعٌ بعد النقاش على ضرورة تفعيل عمل المؤسسات وفي مقدّمها عمل مجلس الوزراء لمعالجة القضايا المُلِحّة».
برّي
في مستهل الجلسة كانت مداخلة لرئيس مجلس النواب نبيه بري شدّد فيها على اهمية استمرار الحوار ومواصلة المتحاورين البحثَ في جدول اعمالها توصّلاً إلى التوافق على الحلول المنشودة.
ولاحقاً قال بري لزوّاره: «إنّ مسار جلسة الحوار كان جيداً وإيجابياً، وتحدثنا في كل الامور ومن ضمنها قانون الانتخاب وكلّ شيء، وركّزنا، بالاضافة الى رئاسة الجمهورية، على تفعيل عمل الحكومة، وكان هناك إجماع على هذا التفعيل.
وأضاف بري: «بالنسبة الى قانون الانتخاب سنشكّل لجنة مصغّرة له في اجتماع هيئة مكتب المجلس غداً (اليوم) وسأحدّد معايير التمثيل في هذه اللجنة، بحيث لا تكون هناك حجّة لأحد بعدم وجوده فيها، وسأبقى على موقفي بجعلها مصغّرة قدر المستطاع، ولكن وفق معايير التمثيل المطلوبة. والمهمّ في عمل اللجنة هو التوافق أياً يكن عدد مشاريع القوانين الانتخابية المطروحة التي ستبحث فيها، وقد تُقدّم مشروعاً جديداً، لكن المهم التوافق، وإنّ هيئة الحوار ستساعد اللجنة في عملِها قدر الإمكان».
واعتبر بري «أنّ روح القانون الانتخابي هي الدوائر الانتخابية ونظام الاقتراع، وهذا دورُنا في هيئة الحوار، وبالتأكيد فإنّ اعضاء اللجنة سيكونون ممثلين في هيئة الحوار، وبالتالي فإنّ اللجنة تستطيع ان تعود الى اقطاب هيئة الحوار في أيّ موضوع في نطاق مهمّتها».
وأكد بري «أنّ مهمة اللجنة هي النتائج التقنية، ولا أعتقد انّ في هذه مشكلة، خصوصاً أنّ البعض يعتقد انّ الشيطان يكمن في التفاصيل». وقال: «الدوائر الانتخابية ونظام الاقتراع هما في اساس قانون الانتخاب ويساهمان في تكوين السلطة، وإنّني سأتابع عمل اللجنة بشكل دائم ويومي، وإذا اضطرّ الامر أن اكونَ معها فلن أقصّر، وستكون هناك صلة وصل بيني وبينها».
مداخلة المر
وكانت لنائب رئيس مجلس الوزراء السابق النائب ميشال المر مداخلةٌ لافتة على طاولة الحوار، جاءت ذات شقّين سياسي ـ أمني:
في الشقّ السياسي، أكّد المر «أنّ البند الأوّل في جدول أعمال الحوار هو رئاسة الجمهورية، وقد عَقدنا حتى الآن عشرَ جلسات ولم نتوصّل بعد إلى اتفاق على انتخاب رئيس جمهورية جديد.
والآن وفي ضوء دعوة الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله إلى تسوية سياسية شاملة، على رأسها الاتفاق على رئيس جمهورية، وبَعد ردّ الرئيس سعد الحريري إيجاباً عليها، فإنني أقترح أن يبادر دولة رئيس مجلس النوّاب نبيه بري إلى التواصل مع السيّد حسن نصرالله والرئيس الحريري والاتفاق معهما على مرشّح لرئاسة الجمهورية نوافق على انتخابه جميعاً، وإذا ما تعَذّر التفاهم بينهم على هذا الرئيس، فلنبادِر عندئذٍ إلى انتخاب رئيس جمهورية لفترة سنتين فقط، تكون خلالهما قد تبلوَرت الحلول للأزمات السائدة في المنطقة والتي يتلقّى لبنان تداعياتها.
وفي الشقّ الأمني، قال المر إنّه «بعد التفجير الذي ضرب منطقة برج البراجنة، وبعد التفجيرات التي ضربت باريس ودفعَت بالإدارة الفرنسية إلى إعلان الحرب على «داعش» في المنطقة، فإنّ هذه الحرب تفرض على لبنان اتّخاذ كلّ الإجراءات لمواجهة تداعياتها عليه، لأنّ «داعش» موجودة في الداخل اللبناني وعلى كلّ حدود لبنان مع سوريا، وقد تتعرّض لهجمات فرنسية عليها، ما يفرض على لبنان أن يتحسّب لهذه الحرب التي قد تطاول أراضيه».
وتوجَّه المر إلى رئيس الحكومة تمام سلام طالباً منه أن يجتمع مجلس الوزراء ويعلن حالة الطوارئ في البلاد، لافتاً إلى ما تنصّ عليه المادة الأولى من المرسوم الاشتراعي الرقم 52 المتعلّق بإعلان حالة الطوارئ، وهو الآتي:
«عند تعرّضِ البلاد لخطرٍ مداهم ناتج عن حرب خارجية أو ثورة مسلّحة أو اضطرابات أو أعمال تهَدّد النظام العام والأمن، أو عند وقوع أحداث تأخذ طابَع الكارثة، تُعلن حالة الطوارئ في جميع الأراضي اللبنانية أو في جزء منها».
عون
ومن جهته، رئيس تكتّل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون، وصَف جلسة الحوار بـ»الجيّدة»، وأكّد «أنّ المواصفات الواجب اتّباعُها لإقرار قانون جديد للانتخاب هي العدالة والتمثيل الصحيح، وتصحيح الخَلل القائم من دون أيّ مواربة».
ميقاتي
وطالبَ الرئيس نجيب ميقاتي في مداخلته بأن يتلازم درس قانون الانتخابات النيابية الجديد مع قانون اللامركزية الادارية، سواء في لجنة واحدة أو في لجنتين متلازمتين. وشدّد على ضرورة ان يكشف رئيس الحكومة عن الاسباب التي تعوق معاودة عقد جلسات مجلس الوزراء لكي يُصار الى مساعدته في هذا الإطار. وثمّنَ عالياً «وعيَ اللبنانيين الذي يتجلّى في الاوقات الصعبة، خصوصاً بعد الانفجار الاخير وعدم انجرارهم الى الفتنة».
مكاري
ولاحظ نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري في كلام السيّد نصرالله والرئيس سعد الحريري «جوّاً إيجابياً يجب أن يتبلور في جلسات الحوار الوطني، وكذلك في الحوار الثنائي بين تيار «المستقبل» و»حزب الله». وقال للمتحاورين: «لن نتمكّن من أن نتفق على رئيس للجمهورية ما لم تتمّ حَلحة بعض الأمور الأخرى، ومن أهمّها قانون الإنتخاب».
وأضاف: «قريباً سيعيّن الرئيس بري لجنة لدرس قانون الانتخاب، وستجتمع هذه اللجنة، ولكن ما لم تضَع هيئة الحوار لهذه اللجنة المبادئ التوجيهية والمعايير التي يتّفق عليها الجميع، ستفشل في مهمتها، وستعمل شهرَين بلا نتيجة، وسيتمّ بعدها تكليف اللجان النيابية المشتركة مجدداً التصويت على المشاريع الـ17 الموجودة، ولن تحقق تالياً أيّ تقدّم نحو إقرار قانون للانتخاب». وشدّد على ضرورة تفعيل الحكومة.
ملفّ النفايات
وبعد ساعات قليلة على اجتماع هيئة الحوار الوطني، دُعيَ وزير الزراعة المكلّف ملفّ النفايات أكرم شهيب وأعضاء اللجنة الإدارية ـ المالية والتقنية المكلّفة البحث في عروض تصدير النفايات، إلى اجتماع يُعقد بعد ظهر اليوم في السراي الكبير للبحث في العروض التي تلقّاها لبنان وشروطها الإدارية والمالية والفنية والبيئية والتقنية، بهدف تكوين صورة نهائية عن الملف قبل ان يوجّه سلام أيّ دعوة الى مجلس الوزراء لبتّ مشروع متكامل من مختلف النواحي.
وقالت مصادر مطلعة لـ«الجمهورية» إنّ اللجنة التي تضمّ الموظفين الكبار من ممثلي وزارتي البيئة والمال، ومن إدارة الجمارك ومجلس الإنماء والإعمار ومديرية النقل البحري وقانونيين في مجالات عدّة، ستبحث في أبرز العروض التي تسلّمَتها الوزارة بعدما بات ما هو مطروح محصوراً فقط بعملية الترحيل مهما قيل عن مبادرات قد تحيي البحث في المطامر في ضوء المتغيّرات السياسية والأجواء الإيجابية التي ظلّلت المواقفَ أخيراً.
وأضافت المصادر أنّ الحديث عن المطامر لا داعي له في هذه المرحلة، ولا فائدة منه بعدما عبَرت البلاد اليوم الأول من الشهر الخامس على المأساة البيئية التي تسَبَّبت بها طريقة تعاطي بعض السياسيين مع هذا الملف وأدّت الى تطييف النفايات ومذهبَتها، ما أفرزَ مجتمعاً يتحدّى فيه المواطنون القرارات الحكومية، وبعدما أثبَت السياسيون عجزاً مطلقاً لدى جمهورهم في مرحلة انتهى فيها البحث بما هو علمي ومنطقي لمصلحة مَن استفادوا لعقود من مليارات هي عائدات النفايات وتسبّبَت بوجود مجتمع كامل يتحدّث عن روائحهم الكريهة.
نصف مليار دولار للنفايات
وذكرَت المصادر أنّ أبرز العقود المطروحة على الحكومة اللبنانية وأقلّها كلفةً ستُرَتّب على لبنان صرفَ مبلغ نصف مليار دولار، هو الكلفة المقدّرة لتصدير النفايات للأشهر الـ 18 المقبلة، وهو أمرٌ يقود الى بتّ هذه الكلفة الكبيرة التي ستفاجئ اللبنانيين في المرحلة المقبلة.
وبناءً على ما تَقدّم كشفَت المصادر أنّ سلام سيدعو بعد اجتماع اليوم مجلسَ الوزراء الى جلسة تُعقد قبل نهاية الاسبوع.
وكان سلام حملَ الى اجتماع هيئة الحوار ملفَّ النفايات عارضاً لبعض العروض التي تَسَلّمها حول التصدير. وقال أمام المتحاورين: «العروض المقدّمة موجعة، ولكن ليس أمامنا سوى التصدير، فما تركَته هذه الجريمة التي ارتُكبت بحقّ اللبنانيين لا يمكن استيعابها على الإطلاق».
وانتقدَ بشدّة «طريقة تعاطي بعض السياسيين مع هذا الملف وتسخيره لأهداف سياسية وصولاً إلى ما يشبه الكارثة التي لا يمكن معالجتها»، وأوضح انّه «لن يقدم على أيّ خطوة في مجلس الوزراء أياً كان الحدث الذي ستَشهده البلاد قبل الوصول الى حلّ لهذه المعضلة، وأياً كان الثمن، علماً أنّ على مجلس الوزراء ان يتحمّل العبء الماليّ المخيف الذي سيرَتّبه ملف التصدير، وليتحمّل المسؤولية من أعاق الحلول العلمية والبيئية التي جَهدنا للوصول إليها لقاءَ أحلام بقيَت تراود البعض بتقاسُم مردود ملف النفايات مرّةً أخرى، وإصرار البعض الآخر على الاستثمار السياسي في هذا الملف، أياً كانت النتائج الكارثية التي وصلنا إليها، وكأنّ ما حصل في السنوات الماضية لم يكن كافياً».
ودعا رئيس تيار «المردة» النائب سليمان فرنجية الى «الإسراع في الترحيل طالما إنّه باتَ خياراً نهائياً ووحيداً». فيما تحدّث النائب طلال ارسلان عن الظروف التي أعقبت رفض اعتماد مطمر الـ»كوستابرافا» وموقف الأهالي.
وبعد المناقشات أيّد المتحاورون طرحَ سلام ودعوه إلى الإسراع في بتّ العروض المقدّمة والتحضير لجلسة مجلس الوزراء التي تعهّدَ الجميع المشاركة فيها.
الى باريس
وفي هذه الأجواء كشفَت مصادر مطلعة أنّ سلام يستعدّ لزيارة فرنسا للمشاركة في «قمّة المناخ» المقرّرة في 30 الجاري بحضور أكثر من 40 رئيس دولة وستُشكّل هذه القمّة تظاهرة كبيرة داعمة للسلطات الفرنسية في حال عدم تأجيلها لأسباب أمنية.
الاخبار :
أجواء إيجابية... انقسام أقل... ولكن ما من تقدم فعلي في انتظار ترجمة النيات الحسنة أفعالاً. هذه هي خلاصة جلسة الحوار الوطني أمس التي أفضت إلى شبه اتفاق على ترحيل النفايات إلى خارج البلاد، وعلى تفعيل العمل الحكومي من دون إجراءات جديّة حول آليته وجدول الأعمال، فيما تُرك قانون الانتخاب للجنة التي سيشكلها الرئيس نبيه بري
للمرة الأولى، خرجت جلسة من جلسات الحوار الوطني من دون انقسام حاد بين المتحاورين، بعد شبه الإجماع الذي حازه خيار ترحيل النفايات إلى الخارج، والاتفاق الأوّلي على تفعيل عمل الحكومة، خلال الجلسة التي انعقدت أمس في عين التينة. وعبّر أكثر من مصدر مشارك في الجلسة عن الأجواء الإيجابية التي طبعت مداخلات الحاضرين، لا سيّما ردود الفعل حول مبادرة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله للوصول إلى سلّة حلّ متكاملة حول الأزمة السياسية اللبنانية.
وأعرب رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط عن تفاؤله بأجواء الجلسة، وقال لـ«الأخبار» إن «الجو كان إيجابياً جداً. الأوضاع منيحة في الوقت الحاضر. وُضعت نقاط معينة وثُمّنت الجلسة التشريعية. ونسير اليوم وفق سياسة الخطوة خطوة: بالأمس الجلسة التشريعية، وغداً الجلسة الوزارية، وبعدها حلّ مسألة النفايات».
بري للسنيورة:
الكل يتقدم وأنت ترجع
إلى الوراء
ورأى جنبلاط أن «مبادرة السيد نصرالله حول سلّة التسوية الشاملة وتلقّف الرئيس سعد الحريري لها بإيجابية، يفتحان آفاقاً جديدة... وإن شاء الله خير». بدوره، وصف الرئيس نبيه بري الجلسة بأنها «جيدة وإيجابية، وتحدثنا في كل المواضيع، وركزنا، الى رئاسة الجمهورية، على تفعيل عمل الحكومة، وكان هناك إجماع على ذلك، وعلى قانون الانتخاب». وأكد رئيس المجلس أمام زواره ليلاً أنه سيؤلف، في اجتماع هيئة مكتب المجلس اليوم، لجنة نيابية تكلف وضع قانون الانتخاب، و«ستكون سداسية أو خماسية، أحدد فيها معايير التمثيل بحيث لا تكون ثمة حجة لأحد بعدم وجوده فيها. سأبقى على موقفي بجعلها مختصرة قدر المستطاع». وقال إن «المهم في عمل اللجنة التوافق أياً يكن عدد المشاريع المطروحة أمامها، وقد تقدم مشاريع سواها. الأساس هو التوافق وطاولة الحوار ستساعد قدر الامكان. روح قانون الانتخاب تكمن في تقسيم الدوائر ونظام الاقتراع، وهذا دورنا في طاولة الحوار. بالتأكيد ستكون اللجنة النيابية من ممثلي طاولة الحوار وتستطيع أن تعود إلى الاقطاب. مهمة اللجنة تقتصر على النواحي التقنية، ولا أعتقد أن في ذلك مشكلة».
وشدد على أن تقسيم الدوائر ونظام الاقتراع «هما في أساس قانون الانتخاب ويساهمان في تكوين السلطة. سأتابع عمل اللجنة يومياً، وإذا اقتضى الأمر أن أكون معها فلن أُقصّر، وستكون هناك صلة وصل بينها وبيني».
جنبلاط: الأوضاع منيحة
ونسير وفق سياسة الخطوة خطوة
وبحسب أكثر من مشارك، فإن الانقسام حول قانون الانتخاب لا يزال موضع التجاذب الرئيسي بين الكتل السياسية، وقد ظهر الأمر واضحاً خلال النقاشات، لا سيّما التجاذب حول النسبية والأكثرية، على رغم عدم دخول المشاركين في التفاصيل بعد إعلان برّي نيته تشكيل لجنة نيابية لنقاش القانون. إلّا أن الرئيس فؤاد السنيورة عارض أن يستمر النقاش حول قانون الانتخاب في ظلّ وجود اللجنة، ليكون اقتراح من الرئيس نجيب ميقاتي مدعوماً من برّي بأن تقوم طاولة الحوار بوضع العناوين العريضة لعمل اللجنة، وتتكفّل اللجنة بترجمتها عبر التفاصيل التقنية. وأشار برّي إلى أن «طاولة الحوار بإمكانها وضع الخطوط العريضة»، مشبّهاً إيّاها «بطاولة الدوحة».
وفي ما خصّ تفعيل العمل الحكومي، أبدى المتحاورون إجماعاً لافتاً على ضرورة عودة الحكومة إلى العمل المنتظم في ظلّ الأوضاع التي تمر بها البلاد، إلّا أن أكثر من مصدر أكّد لـ«الأخبار» أن الاتفاق على تفعيل العمل الحكومي يبقى كلاماً في الهواء إن لم يتبع ذلك اتفاق واضح على آلية عمل الحكومة وطرح جدول الأعمال، وهو ما لم يحصل حتى الآن. وعلّقت مصادر مشاركة في قوى 8 آذار على هذه النقطة بالقول إن «الجلسة لم تكن خلافية، لكن ما من تقدّم فعلي».