في سياق ما تضج به الحالات من قصص شاذة عن المألوف ، نصطدم بالعديد من الأحداث التي قد تصيبنا بالعديد من التساؤلات والمخاوف حتى نكاد لا نصدق هل حدثت فعلياً أم أنها من مخيلة الراوي ..
فاتنة ابنة التاسعة عشر عايشت لمدة أربع سنوات من التحرش على يد زوج أمها وما زالت ، قصة هذه الفتاة بدأت بعد وفاة أمها وهي في الخامسة عشر لتتابع حياتها مع ربيبها الذي تكفلها من عمر الثالثة ، فوالدها توفي دون أن يراها إذ كانت ما زالت في حينها نطفة في الرحم ، وبعد ولادتها بسنتين تعرف أمها على ماهر الذي أحبها وتعهد أن ابنتها هي ابنته .
لم يعامل ماهر فاتنة يوماً معاملة مختلفة ، أو قاسية ، أو باردة ، بل كان نعم الأب ولم يفرق بينها وبين أحد من أبنائه الذين رزق بهم فيما بعد ، كانت تناديه "بابا ماهر" وكان يغنجها "ابنتي الحبيبة" ، غير أن كل ذلك انكسر واختلف .
فمع وفاة والدتها ، لم تتوقع الفتاة الجميلة التي بأوّج نضجها وأنوثتها أن يقع "أبوها" في فخ الإغراء غير المقصود ، وهي التي رفضت دعوة جدّيها للسكن معهما مصرة البقاء مع الأب الرمزي ومع إخوتها ، بعد عدة أشهر على الوفاة بدأت نظرات ماهر تتغير لفاتنة فلم يعد يراها تلك الطفلة وإنما ملامح الأنثى الظاهرة بها كانت تربكه وكانت كل الروادع في تلك اللحظة تسقط بالنسبة إليه وبالأخص أنها ليست بإبنته الفعلية .
قاوم ماهر كثيراً هذه المشاعر وحاول تلافي الوقوع في الخطأ ، لدرجة أنه كان يقضي عدة ليالي خارج المنزل حتى لا يلتقي بفاتنة ، إلا أن كل حلوله لم تنفع فالفتاة الشابة التي تشبه أمها كثيراً استحوذت مخيلته .
فاتنة لم تكن تعي شيئاً فماهر هو "بابا" وكانت منهمكة بين دراستها وإخوتها بكل محبة وفرح ، حتى جاء ذلك اليوم الذي عاد بها ماهر متأخراً من عمله في حينها كان الكل نائم إلا غرفة فاتنة مضاءة ، دخل ماهر إليها و وجدها منشغلة بدروسها ، ظل يتأملها للحظات حتى دفعته العاطفة إلا أن يلتف ويغمرها من الخلف ويطبع على خدها قبلة ، لم تستعجب فاتنة تصرفه فهي تعلم أنه يحب ك"أب" غير أن مشاعر ماهر كانت في مأخذ آخر .
ابتعد عنها قليلاً وابتسم ثم قال لها "اديش بتشبهي أمك بس انتي احلا"
نظرت فاتنة إليه خجلة فهي لم تتعود الغزل منه بهذه الطريقة واللهجة ، ليعود ويغمرها مرة ثانية ويطبع قبلات متفرقة على وجهها وجسدها ثم يتركها في حالة صدمة ويذهب .
في اليوم التالي التقيا صباحاً لم يتحادثا ولم تتخذ هي أي موقف ، فكان شيئاً ما يجعلها معجبة بالذي حصل تلك الليلة ، زيارات ماهر لفراش فاتنة تكررت وأصبحت اعتيادية غير أنّه كان يكفي بتقبيلها وتلمسها ولم يكن ينجرف حد ايذائها .
ما يجري بين فاتنة وماهر لم يتوقف ، ليتحول الأب من زوج أم ... إلى ما يشبه الزوج لفاتنة !