أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في كلمته المتلفزة بعد تفجيرات برج البراجنة مضي حزب الله وإصراه على القتال ضد تنظيم داعش، وجاء هذا التأكيد كرد فعل على الهجمات التي شنها تنظيم داعش في الضاحية والتي ذهب ضحيتها 43 شهيدا و139 جريحا.
من حق الحزب أن يرد على هذه الهجمات ومن حقه أيضا الدفاع عن نفسه في هذه الحرب، إلا أن الإصرار أن يكون الرد في سوريا يعيدنا إلى نقطة الخلاف الرئيسية مع الحزب وهي عن جدوى القتال في سوريا ما دام العدو المفترض يغزو الحزب في عقر داره، وهل أن الرد في سوريا سيؤدي الى الحد من الهجمات الارهابية التي يقوم بها تنظيم داعش ؟
لقد كانت تجربة الحرب الاستباقية فاشلة وكان الحزب عرضة لهجمات عديدة في الضاحية بدأت منذ سنتين وأكثر واستمرت، وكان آخرها تفجيرات برج البراجنة وذلك يدل بشكل أو بآخر على فشل الحرب الإستباقية وبالتالي فإن مهمة الحزب يجب أن تكون داخلية أكثر منها خارجية وليس من الصواب أن يكون الرد بمضاعفة العمليات بسوريا أو ان يكون الرد على الأراضي السورية خصوصا وأن امتدادات داعش وجذورها تتعدى الجغرافيا السورية لتصل الى بلدان عربية أخرى.
لذا فإن الرد الأمضى يكون بتحصين الساحة الداخلية من الإختراقات الأمنية، وهنا يستطيع الحزب بقدراته الأمنية أن يحقق انتصارات على الشبكات الامنية التي يشغلها تنظيم داعش كما استطاع الحزب في الفترة السابقة تفكيك البنية الاساسية للتنظيمات الارهابية بعد عمليات استهداف الضاحية في الرويس وبئر العبد وبئر حسن، واستطاع بعد ذلك أن يؤمن جبهته الداخلية أكثر وأدت الإجراءات الصارمة التي قام بها الحزب بالتعاون مع الجيش والأجهزة الأمنية إلى تحقيق أعلى نسبة من الأمن على مدى أكثر من عام استطاعت الضاحية خلالها أن تنعم بالأمان والاستقرار.
إن التهديد الجديد بالاستمرار في الحرب السورية لا طائل منه طالما أن الخلايا الإرهابية تعبث بلبنان من أقصاه إلى أقصاه كما أعلنت مؤخرا الأجهزة الأمنية وكما أفيد عن نتائج التحقيق مع الإرهابيين الذين تم اعتقالهم مؤخرا، لذا فإن الدعوة الأساسية اليوم لحزب الله هي بحصر عمله على الداخل اللبنانيين من ناحيتين:
الأولى : التحصين الأمني لمنطقة الضاحية وقدرات الحزب الأمنية تستطيع تأمين الحد الادنى من هذا التحصين وأجهزة المقاومة الأمنية طالما استطاعت رفد الأجهزة الأمنية بالمعلومات التي أدت الى كشف الكثير من الشبكات.
الثانية : المضي بالتسوية السياسية التي أعلن الأمين العام للحزب عن استعداده للمضي بها مع الأطراف السياسية على الساحة اللبنانية من أجل الوصول إلى كل لكل الملفات الخلافية في البلاد ، وإن من شأن هذه التسوية أن تؤدي ترسيخ حالة من الاستقرار السياسي تكون البلاد معها على استعداد لمواجهة الاستحقاقات الأمنية الملحة ما يجنب البلاد المزيد من التوتر والمزيد من الهجمات الارهابية.
جهاد عبد الله