بعد إحباطهم اتفاقاً منجزاً لإطلاق سراح العسكريين الرهائن، عاد إرهابيو جبهة النصرة إلى المناورة. مطلبهم الجديد أعاد المفاوضات إلى النقطة التي كانت عليها قبل عام، عندما طالبوا بالحصول على بلدتين في منطقة القلمون السورية، مقابل الإفراج عن المخطوفين
عاد خاطفو العسكريين في جرود عرسال إلى التسويف. وبعدما لبّت الدولة اللبنانية كل مطالبهم، ووصل الاتفاق عبر الوسيط القطري إلى نهايته، نبش إرهابيو «تنظيم القاعدة في لبنان الشام ــ جبهة النصرة»، مطلباً كانوا قد اقترحوه على أبواب الشتاء الماضي، قبل عام بالتحديد. يريدون بلدتين في القلمون السورية، لإطلاق سراح الجنود الرهائن.
هذا المطلب الذي خرج إلى العلن أمس، طرحه إرهابيو «النصرة» في جرود عرسال، على والد الجندي الرهينة وائل حمص، الذي زار الجرود قبل أيام للاطمئنان إلى ولده. كذلك طلبوا منه نقل بند آخر من لائحة مطالبهم التي لا تنتهي، هو إطلاق سراح خمس موقوفات في لبنان بجرائم الإرهاب.
المفاوضات مع الخاطفين كانت قد توقفت منذ نحو شهرين. وصلت حينذاك إلى خواتيمها، بعدما دخلت مرحلة البحث في مكان تنفيذ الاتفاق الذي نص على إطلاق نحو 50 موقوفاً من السجون اللبنانية، في مقابل إطلاق النصرة جميع الجنود الذين لا تزال تحتفظ بهم رهائن. بعد ذلك، اختفى الوسيط القطري. وأول من أمس، أعلن المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم أنه طرح أخيراً خلال زيارته لقطر «عرضاً يتضمن مخارج إضافية» لملف الجنود الرهائن، متوقعاً أن «تشهد القضية دفعاً إلى الأمام».
ولفت إلى أن «المسؤولية لا تقع على الدولة اللبنانية، بل على الأطراف الخاطفة التي تستثمر هذا الملف وفقاً لأجندة خاصة بها»، مذكّراً بأن «الدولة اللبنانية قبلت بمبدأ المقايضة في عملية التفاوض، ما يثبت أن الدولة لم تقصّر ولم تترك مجالاً أو باباً لاستعادة العسكريين إلا طرقته، وأقدمت عليه من دون تردد».
أمنياً أيضاً، استمرت الأجهزة الأمنية بملاحقة من بقي طليقاً من أفراد الخلية التي نفّذت جريمة برج البراجنة الإرهابية، ومن ساعدهم. ولم يحصل جديد في هذا المجال أمس. وأعلنت عائلة سرور في اللبوة أنها تطالب القضاء اللبناني بإنزال أشد العقوبات بأحد أبنائها الموقوف بتهمة تهريب أحد انتحاريي برج البراجنة، في حال ثبوت تورطه في ما يُنسب إليه.
يُتّهم نواب 14 آذار
المستقلون بإسقاط مرشح القوات في انتخابات نقابة المحامين
وأصدرت قيادة الجيش أمس بياناً أعلنت فيه إحالة استخبارات الجيش على القضاء موقوفاً بتهم الإرهاب يُدعى محمد ط، إثر إقراره بالانتماء إلى تنظيمات إرهابية، وانضمامه إلى مجموعة علاء كنعان الذي ورد اسمه في ملف فندق «دي روي»، وإخفاء أحزمة ناسفة. كذلك يُشتبه في مشاركته بالاعتداء على رجال أمن في بلدة فنيدق العكارية، إضافة إلى تخطيطه للاعتداء على مركز للجيش قرب البلدة.
سياسياً، يستمر الهدوء مسيطراً على الخطاب السياسي لطرفي النزاع الداخلي، رغم عدم تحويل هذا الهدوء إلى «خطوات عملية» تُسهم في وضع مبادرة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله موضع التفاوض الجدي. وكان نصر الله قد اقترح في آخر خطابين له الاتفاق داخلياً على انتخاب رئيس للجمهورية وعلى عمل الحكومة ومجلس النواب، من دون انتظار الخارج.
وبانتظار جلسة طاولة الحوار اليوم، تفاعلت أمس قضية انتخابات نقابة المحامين، بعد سقوط مرشح القوات اللبنانية بيار حنا، إذ قدم رئيس مصلحة المحامين في القوات المحامي روبير توما استقالته من رئاسة المصلحة إلى رئيس الحزب سمير جعجع الذي قبلها. لكن القضية لم تكن نقابية فحسب وتتعلق بإدارة المعركة قواتياً. إذ تكشفت نتائج المعركة سياسياً عن وقوف بعض النواب المسيحيين المستقلين إلى جانب المرشح العوني، أي النقيب الجديد أنطونيو الهاشم، وأبرز هؤلاء النائبان المحاميان بطرس حرب وهادي حبيش، الذي رفض علناً أمام المحامين التصويت لمرشح القوات، إضافة إلى نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري. وفيما قدرت بعض المصادر أن النواب الثلاثة تمكنوا من التأثير في ما يقارب خمسين صوتاً فحسب، أشارت إلى أن حزب الكتائب انحاز بعد الدورة الأولى أيضاً إلى المرشح العوني.
وجاءت خلفيات التحول في مواقف نواب ١٤ آذار كجزء من ارتدادات المعركة التي قادها جعجع أخيراً بالتحالف مع العماد ميشال عون في شأن الجلسة التشريعية، وانتقاد جعجع لدور بعض النواب المستقلين ووقوفهم في وجه «الإجماع المسيحي»، عبر موافقتهم على حضور الجلسة قبل التوصل إلى التسوية الأخيرة.
حردان: مستمرون في قتال التكفيريين
من جهة أخرى، أكّد رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي النائب أسعد حردان، استمرار قتال الحزب في المعارك السورية ضد القوى التكفيرية، موجّهاً التحية إلى شهداء وجرحى ومقاتلي «نسور الزوبعة» ــ الجناح العسكري للحزب، وإلى «شهداء وجرحى الجيش العربي السوري والجيش اللبناني والمقاومة».
وأدان حردان في مؤتمر صحافي عقده في مركز الحزب في الروشة بمناسبة العيد الـ83 لتأسيس الحزب «التفجيرات الإرهابية في الضاحية وفي فرنسا»، وأشار إلى «إنجازات المؤسسات العسكرية والأمنية في سياق الدفاع عن لبنان في مواجهة الإرهاب، من خلال اعتقال الشبكات الإرهابية وكشف منفذي الجرائم الوحشية، وآخرها جريمة برج البراجنة»، مؤكّداً أن «على كلّ الشعوب أن تنخرط في جبهة واحدة لمواجهة الإرهاب».
ولفت حردان إلى أن «الاحتلال الأميركي للعراق لم يكن إلا لتفكيك الدولة والمؤسسات والشعب ونحن مع وحدة العراق»، وثمّن «عالياً دور روسيا وإيران». يذكر أن الحزب استعاض عن حفل الاستقبال السنوي الذي يقيمه بمناسبة تأسيسه، بالمؤتمر الصحافي بعد تفجيري الضاحية.