طاولة الحوار تعقد اليوم في عين التينة وليس في مجلس النواب لاعتبارات امنية ناتجة عن نصائح اسديت للرئىس بري بنقلها الى عين التينة كون الاجراءات الامنية في محيطه افضل من منطقة الوسط التجاري، هذا بالاضافة الى تجنب الانتقال من عين التينة الى مجلس النواب في ظل ما تشهده البلاد من خطر ارهابي، وفي ظل معلومات عن رصد نشاط للخلايا الارهابية بالاضافة الى معلومات المخابرات الاجنبية عن اخذ الحيطة والحذر ووجود سيارات مفخخة وانتحاريين رغم الاشادة الدولية بعمل الاجهزة اللبنانية وسرعة اكتشاف منفذي تفجيري برج البراجنة.
في ظل هذه الاجواء الامنية تعقد الجلسة ولكن في موازاتها تلتئم للمرة الاولى في اجواء سياسية مريحة وغير متشجنة منذ بدء جلسات الحوار، وهذه الاجواء فرضها التضامن اللبناني الواسع بعد متفجرتي البرج ومبادرة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بالدعوة الى التسوية الشاملة ورد الرئيس الحريري بايجابية مع التأكيد بأن المدخل للتسوية يكون بالانتخابات الرئاسية.
جلسة الحوار ستبدأ النقاش من حيث انتهت الجلسة الماضية اي بمواصفات رئىس الجمهورية واذا حسم هذا الامر دون الدخول في الاسماء، فانه سيتم الانتقال الى البند الثاني اي قانون الانتخابات، كما سيطغى الملف الامني على النقاشات وتحصين البلد والمبادرات كما سيطرح الرئيس سلام موضوع النفايات وربما فكرة الترحيل، ولذلك فان هناك تعويل بأن تخرج الجلسة باجواء ايجابية، خصوصاً ان نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم جدد التأكيد على التسوية الشاملة. وقال: ان التسوية الداخلية التي طرحها السيد حسن نصرالله لا بديل عنها وتدعو الى تسوية فيها تبادل للتنازلات والمكاسب، واشار الى ان الجهة الوحيدة التي استطاعت ان تواجه الارهاب التكفيري هو مشروع المقاومة وهؤلاء الارهابيون لا يستطيعون الاستمرار.
في المقابل، اوحى نواب المستقبل بهذه الاجواء الايجابية. واشار نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري ان التناغم الايجابي الذي لاحظناه بكلام السيد نصرالله عن «تسوية شاملة» وكلام الرئيس الحريري عن ان اي تسوية يجب ان تبدأ بانجاز الرئاسة يمكن ان يؤسس لامر ايجابي، وربما الى تكاتف كل القوى السياسية لتحصين البلد.
اما النائب سمير الجسر فاشار الى وجود اجواء ايجابية معتبراً ان مفتاح الحل انجاز الاستحقاق الرئاسي، وهذه الخطوة الاولى لاي تسوية سياسية.
واستبعدت مصادر سياسية مطلعة للحوار ان لا تفضي الجلسة او الجلسات القريبة الى مقاربات مشتركة حول «السلة الكاملة» التي دعا اليها السيد نصرالله. وقالت انه من المبكر الحديث عن حصول خرق ايجابي داخل طاولة الحوار، رغم ان خطر الارهاب اشعر الجميع بخطورة المرحلة وضرورة تحصين الوضع الداخلي.
ـ مصادر امنية: احد موقوفي الوطى من ضمن المجموعات الارهابية ـ
وفي الموضوع الامني، قالت مصادر امنية ان اعضاء الشبكة الذين اعتقلوا في احدى الشقق في وطى المصيطبة مع آخرين بينهم شخص خطير، وليس بعيداً عن المجموعات الارهابية التي جرى توقيفها في برج البراجنة، وتم التحقيق معه عن دوره، والشخص الذي اعتقل كان موضع متابعة من الاجهزة الامنية لعلاقاته واجتماعاته، علماً أن التحقيق سيتركز على «قرب» سكنه من السفارة الروسية. واشارت المعلومات ان السلاح الذي وجد في المبنى ربما كان قديماً ويتم التحقيق بالامر. واوضحت المصادر ان المشتبه الآخر الذي جرى تحويله الى القضاء وهو المدعو محمد عبدو طالب هو من الاشخاص الخطرين والذي كان من ضمن الرؤوس التي ادارت التحضير للعمليات الارهابية.
ولاحظت المصادر ان الاسلوب الذي اعتمده الارهابيون في تفجيري برج البراجنة واحبط جانب اساسي منه، هو نفسه الذي استخدم في الهجوم الذي تعرضت له العاصمة الفرنسية يوم الجمعة، وهو الاسلوب نفسه الذي كان اعد ضد جبل محسن، لو لم يتمكن الجيش من ضبط العبوة الناسفة وتمكن الامن الداخلي من توقيف الانتحاري الذي كان سيفجر نفسه هناك وكل ذلك بهدف ايقاع الفتنة سواء بين جبل محسن وباب التبانة او بين منطقة برج البراجنة ومخيم البرج.
اما على صعيد الشبكة التي تولت تفجيري برج البراجنة، فتبين وحسب التحقيقات ان المخطط الرئيسي للعملية هو احد قيادات داعش في الرقة «س.ش.» وان عبد الكريم الشيخ سوري الجنسية هو القائد التنفيذي للعملية في لبنان وكان يسكن في شقة في الاشرفية ويتولى الاتصال بعواد الدرويش والذي استأجر شقة في برج البراجنة، وان الارهابي ابراهيم رايد تولى نقل الانتحاريين والمتفجرات من الهرمل الى طرابلس مع الانتحاري ابراهيم الجمل كما ان عدنان سرور من بلدة اللبوة تولى المساعدة في نقل الارهابيين الى شقة في الدكوانة، وان الانتحاريين سوريين الاول يدعى وليد والثاني عماد وان العملية الاساسية كانت تستهدف مستشفى الرسول الاعظم عبر 5 انتحاريين لكنه تعذر تنفيذها بسبب الاجراءات الامنية لكنه تم استبدال العملية ونقلها الى برج البراجنة.
وتشير المعلومات ان توقيف الارهابي ابراهيم الجمل في طرابلس ساهم بكشف اعضاء الشبكة نتيجة ارتكابه «خطأ مميت» جراء عدم تخلصه من شريحة الخلوي الاساسية والتي جرى من خلالها التواصل مع شقة برج البراجنة وتمت مداهمتها وتوقيف اعضاء الخلية فيها لانهم كانوا يعتقدون ان ابراهيم الجمل حرق شريحة الهاتف، علماً أن هناك لبنانيين ما زالوا متوارين وهما: «ب.ب» و«ج.ب».
ـ الحراك... موعدنا عيد الإستقلال ـ
إجتماع حراكي حاشد لعدد ضخم من الحملات المشاركة في مركز توفيق طبارة في الصنائع، بدعوة من حملة «بدنا نحاسب» وبحضور عدد كبير من الشخصيات الحراكية، في مؤتمر صحافي على طريقة «المنبر المفتوح» توالى على الخطابة فيه عدد من الناشطين، والهدف هو الدعوة إلى المسيرة الوطنية الحاشدة التي سيقيمها الحراك المدني في يوم عيد الإستقلال الواقع فيه الثاني والعشرين من تشرين الثاني الجاري، وذلك من أمام المتحف الوطني، إلى ساحة رياض الصلح.
ولوحظت مشاركة عدد كبير من الناشطين من المناطق اللبنانية كافة، واجمعت الكلمات على أهمية استمرار الحراك المدني في زمن الإفلاس السياسي، وعجز الطبقة السياسية عن معالجة جميع الملفات، بحيث انتقد الناشطون استمرار الشغور الرئاسي، واستمرار أزمة النفايات في ظل تعطل الحلول، معتبرين أن المطلوب «نفضة» من خلال إنتخابات نيابية على أساس قانون عصري يلغي المحادل والبوسطات.