بعد تهميش وزير الداخلية نهاد المشنوق لدور الامن العام واغفال حقائق عن الرأي العام اللبناني هي اساسية بالنسبة لجريمة برج البراجنة اصدر الامن العام اللبناني البيان الآتي :
«تمكنت المديرية العامة للامن العام من توقيف كل من اللبناني ابراهيم احمد رايد، والسوري مصطفى أحمد الجرف، وبالتحقيق معهما بإشراف النيابة العامة العسكرية، اعترف الاول بمشاركته مع آخرين بالتخطيط للعملية الانتحارية الإرهابية التي وقعت في 12 الجاري في برج البراجنة، حيث قام بنقل أحد الانتحاريين من الاراضي السورية الى شمال لبنان ومن ثم الى منطقة بيروت وتسليمه المتفجرات التي جرى نقل كميات منها الى داخل لبنان بالاضافة الى صواعق واسلحة فردية، وكان يتلقى اوامره وتعليماته مباشرة من احد امراء تنظيم داعش الامنيين في الداخل السوري المدعو «س.ش»، ويدير شبكته الارهابية الموزعة في طرابلس والاشرفية وبرج البراجنة. واعترف الثاني بإقدامه على تحويل اموال لمصلحة أعضاء الشبكة المشار اليها، وضُبطت بحوزته كمية كبيرة من الاموال.
احيل الموقوفان مع المضبوطات الى النيابة العامة العسكرية. ولا تزال الاجهزة المعنية في الامن العام، وبإشراف القضاء المختص، تلاحق باقي أفراد الشبكة الارهابية ليصار الى توقيفهم».
والمعروف ان الامن العام الذي استطاع ايقاف من قام بنقل احد الانتحاريين من الاراضي السورية الى شمال لبنان ومن ثم الى منطقة بيروت هو الذي كشف المؤامرة حتى رأسها من قبل احد امراء تنظيم داعش الامنيين في الداخل السوري المدعو «س.ش.» واذا كانت شعبة المعلومات استطاعت القاء القبض على سبعة متهمين شاركوا وكانوا يريدون المشاركة في التفجيرات فلان الامن العام اللبناني استطاع كشفهم من خلال القبض على المخطط والمشترك احدهم كان يدير شبكته الارهابية الموزعة في طرابلس والاشرفية واعتراف الثاني بتحويل اموال الى اعضاء الشبكة المشار اليها.
وكان يجب على وزير الداخلية في مؤتمره الصحافي ان يعلن هذه الحقائق للشعب اللبناني بدل القول فقط ان شعبة المعلومات اعتقلت سبعة لبنانيين متهمين بالتحضير للتفجير.
وكان المشنوق قد كشف في مؤتمر صحافي عقده في مبنى المديرية العامة لقوى الامن الداخلي، عن انه كان من المفترض ان ينفذ تفجير برج البراجنة 5 انتحاريون، الا انه اوضح ان ما افشلها هو القبض على انتحاري لبناني هرّب من سوريا الى لبنان عبر الهرمل.
واوضح ان الانتحاريين الخمسة، هم انتحاريا برج البراجنة، والارهابي اللبناني الذي اعتقل في الشمال وانتحاريان لم يدخلا الاراضي اللبنانية.
واعلن ان الشبكة الارهابية التي تم كشفها تتألف من 7 سوريين موقوفين ولبنانيين اثنين، واحد انتحاري والآخر من هرّبهم عبر الحدود، وهذا اول الخيط.
ولفت الى انه يمكن ان نكشف عن مهربين اخرين، مشيرا الى ان الانتحاري الذي قبض عليه في طرابلس، حاول اثناء اعتقاله من قبل شعبة المعلومات في قوى الامن الداخلي تفجير نفسه بالعناصر الامنية الا ان عطلاً فنياً طرأ على «عتلة» الحزام الناسف. وافاد ان السوريين الموقوفين كان جزء منهم بمخيم البرج والجزء الآخر بشقة في الاشرفية كان يعمل فيها على تحضير الاحزمة الناسفة. (التفاصيل ص6)
الوضع الامني
ويبدو ان الوضع الامني في البلاد جعل من الاجهزة الامنية تزيد من استنفارها العام خصوصاً ان كل التقارير الامنية الغربية والعربية تؤكد ان الارهاب لن يترك لبنان وهناك تخوف من اشعال النار فيه والذي بات خطوة مطلوبة من بعض القوى الاقليمية كونه آخر ساحات الكباش في محوري الصراع في المنطقة، وهناك تقاطعات اقليمية ودولية كبيرة لها مصلحة استراتيجية في ارباك لبنان وجرّه الى حرب.
ويشكل الملف الامني اولوية ملحة لدى حزب الله الذي بدأ، وبعد تفجير برج البراجنة، باتخاذ اجراءات متقدمة في الداخل وعلى الساحة السورية. واشارت المعلومات الى ان قيادة المقاومة اجرت تقويماً دقيقاً «للثغرات» الامنية التي حالت دون اكتشاف المخطط الارهابي قبل وقوعه، وهذا الامر يتطلب مراجعة كاملة لكل الاجراءات الامنية المتخذة، ويتطلب ايضا تغييراً جذرياً في التعامل النمطي مع الواقع الامني السائد في المخيمات الفلسطينية للحدّ من تحويلها الى «محطة» دعم «لوجستي» للارهابيين.
وتؤكد المعلومات ان هناك توسيعاً لنطاق العمليات الاستباقية بالتعاون مع الاجهزة الامنية اللبنانية، وتكثيف للاجراءات الاحترازية المتعلقة بمسح شامل متجدد لجميع الوافدين الجدد والقدامى الى المناطق المعرضة للاستهداف وغيرها من الاجراءات البعيدة عن الاضواء.
وشددت المعلومات على ان المعارك الاكثر ضراوة ستكون على الساحة السورية حيث ستتكثف العمليات النوعية للقضاء على الرؤوس المدبرة، والاولوية ستعود لتنظيف مناطق سيطرة «داعش» في الجرود المقابلة لرأس بعلبك والقاع.
اتصالات لعقد مجلس الوزراء
على صعيد آخر، يرتقب خلال الساعات المقبلة ان تتكثف الاتصالات من اجل انعقاد مجلس الوزراء ربطاً بالتطورات الامنية التي حصلت اخيراً، واشارت المعلومات الى ان حركة باتجاه السراي انطلقت من قبل بعض الوزراء الموفدين من قبل قياداتهم وزعاماتهم لا سيما الوزيران علي حسن خليل ووائل ابو فاعور. ولفتت المعلومات الى ان احد وزراء التيار الوطني قد يلتقي الرئيس تمام سلام في الساعات المقبلة للتباحث في الآلية او المخرج لانعقاد هذه الجلسة.
هذا الحراك، تضيف المعلومات، يأتي وفق اجواء وتمنيات نقلها بعض السفراء الغربيين والعرب خوفاً من انفلات الامن في لبنان على خلفية التقارير التي بحوزة الاجهزة الامنية والتي تحذر من خطورة الوضع.
غارات في جرد رأس بعلبك
وامنياً ايضاً، شنت أمس مروحيات الجيش اللبناني عدة غارات على مواقع للمسلحين في جرد رأس بعلبك.
كما ان مدفعية الجيش استهدفت أيضا مواقع المسلحين في جرد القاع اللبناني، وسمعت انفجارات قوية تردد صداها في كل منطقة البقاع الشمالي، تبين انها ناتجة من غارات عنيفة تشنها أيضا مروحيات روسية على جرود قارة والجرود الفاصلة مع جرود القاع».