بعد يومين من الاعتداءات الارهابية التي تبناها تنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش) في باريس والتي أوقعت 129 قتيلاً ونحو 300 بينهم 89 في حال الخطر الشديد، أحرزت التحقيقات تقدماً بعدما اعتقل عدد من المشتبه فيهم واستجوبوا. وأعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند تمديد حال الطوارئ ثلاثة اشهر. وأكد ان "فرنسا لن ترحم"، واصفاً ما حصل بأنه "عمل حربي".
وبين المنفذين السبعة للاعتداءات، تمكن المحققون حتى الان من تحديد هويات ثلاثة. واعلن مدعي عام باريس فرنسوا مولان، تحديد هويتي انتحاريين فرنسيين آخرين شاركا في الاعتداءات. وقال في بيان إن هذين الشخصين كانا يقيمان في بلجيكا، وان احدهما (20 سنة) هو "منفذ أحد الهجمات الانتحارية التي ارتكبت قرب ستاد دو فرانس"، والآخر (31 سنة) هو من فجر نفسه على بولفار فولتير في شرق باريس.
والانتحاري الفرنسي الاول الذي حددت هويته هو عمر اسماعيل مصطفى (29 سنة)، الوحيد حتى الان الذي كشفت هويته ضمن مجموعة قاعة "باتاكلان"، وهو فرنسي مولود في ضواحي باريس.
وأفادت النيابة العامة البلجيكية ان فرنسيين اثنين اقاما في حي مولنبيك ببروكسيل، هما ضمن الانتحاريين الذين نفذوا اعتداءات باريس. واوضحت ان سيارتين ، "بولو" و"سيات"، سوداوين استخدمهما المهاجمون وعثر عليهما في باريس او في ضاحيتها القريبة، استؤجرتا مطلع الاسبوع في بلجيكا.
وقالت أثينا إن جواز السفر السوري الذي اعلن العثور عليه قرب جثة احد منفذي اعتداءات باريس يحمل اسم احمد المحمد (25 سنة) وكان قدمه طالب لجوء وصل الى اليونان قبل ان يسلك طريق البلقان.
وأكد القضاء الفرنسي ان هذا الاسم مجهول لدى أجهزة مكافحة الارهاب.
واشار مدعي عام باريس ان ثلاث مجموعات على ما يبدو شاركت في الاعتداءات وقتل سبعة انتحاريين نتيجة تفجير أحزمتهم الناسفة، ثلاثة قرب "ستاد دي فرانس" حيث كان 80 الف شخص يتابعون مباراة ودية في كرة القدم بين فرنسا وألمانيا، وثلاثة في قاعة "باتاكلان" حيث كان ١٥٠٠ شخص يستمعون الى حفلة موسيقية لفرقة أميركية والأخير في أحد المقاهي. ولكن يمكن ان يكون اشخاص آخرون شاركوا في الهجمات. وهو الفريق الثالث الذي تتعقبه القوى الأمنية الفرنسية.
وأمس بدأ الحداد الرسمي الذي أعلنه هولاند لثلاثة ايام وقرعت أجراس كاتدرائية نوتردام حزناً ونكست الاعلام، فيما أقفلت المتاحف وصالات السينما والمسارح والملاعب الرياضية والمؤسسات التربوية في العاصمة الفرنسية. كما بدت ارصفة مطاعمها خالية.
وأبلغ هولاند الاحد مسؤولين برلمانيين انه يريد ان تستمر حال الطوارئ التي اعلنت بعد اعتداءات باريس الجمعة ثلاثة اشهر، كما أفادت مصادر برلمانية.
واستقبل الرئيس الفرنسي، الذي دعا الى الوحدة الوطنية، زعماء الأحزاب وبينهم سلفه نيكولا ساركوزي الذي دعا الى "تعديل جذري للسياسة الأمنية". وسيلقي هولاند كلمة اليوم امام مجلسي البرلمان مجتمعين في قصر فيرساي في حدث سياسي استثنائي.
وقرر هولاند نشر ثلاثة آلاف جندي إضافي للحفاظ على الامن ومواجهة الارهاب. وقد تتصاعد وتيرة الانتشار الامني مع اقتراب موعد قمة المناخ المقرر عقدها في باريس بين ٣٠ تشرين الثاني و١١ كانون الاول والتي من المقرر ان يشارك فيها أكثر من ٦٠ مسؤولاً دولياً.
وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" في بيان أن الولايات المتحدة وفرنسا اتفقتا على خطوات ملموسة لتصعيد الحرب ضد "داعش" وذلك خلال مكالمة بين وزيري الدفاع الأميركي أشتون كارتر والفرنسي جان - إيف لو دريان.
ولاحقاً قالت وزارة الدفاع الفرنسية إن مقاتلات فرنسية شنت أوسع غارات لها في سوريا حتى الان على معقل "داعش" في الرقة. وأضافت في بيان أن "الغارة... التي شاركت فيها 10 مقاتلات نفذتها بشكل متزامن دولة الإمارات العربية المتحدة والأردن. وألقيت 20 قنبلة". وأشارت الى أن المهمة جرت مساء أمس بالتنسيق مع القوات الأميركية وأصابت مركزا ًللقيادة ومركزاً لتجنيد المتشددين ومستودع ذخيرة ومعسكر تدريب للمقاتلين.