بعد الطائرة الروسية المسقطة بعبوة داعشية انتحاريان يهزّان أمن لبنان من شارع ضيق يعجّ بفقراء الله في برج البراجنة وآخر ينسف فرنسيين آمنين في حياتهم البعيدة عن الحروب وهواجس الموت التي تحيط بالشرق من كل حدب وصوب فيضطرب العالم لمقتلهم بعبوات تنظيم الدولة البشرية والمتنقلة في كل الأمكنة رغم عجقة التدابير المتخذة في الغرب قبل الشرق ليصبح العالم أسير فعل قادر على اللعب بأمن دول كبرى لا بدويلات نابتة على حواشي الخارطة الدولية .
لم ينجح الحلف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية في العراق على شلّ قدرات تنظيم الخلافة ولم ينجح الحشد الشعبي بقيادة الخبير الايراني في فنون الحروب قاسم سليماني في تحقيق مكاسب بحجم الحشد الشيعي العراقي كما أن روسيا المستعرضة للقوة من بحر قزوين الى الساحل السوري لم تفلح هجمات طائراتها الصاروخية واليومية على الشعب السوري في احراز نصر على تنظيم ربح جيله الأول حرباً على روسيا الشيوعية يوم كانت القوة الدولية الثانية بعد الولايات المتحدة الأمريكية وليس صعباً عليه التغلب على روسيا الجائعة اذا ما قررت فعلاّ الدخول مع " داعش " في حرب حقيقية بدلاّ من تحقيق أهداف ضدّ المعارضة السورية .
في حين أن تنظيم الدولة نجح حتى الآن في مواجهة الأحلاف المتعددة في العراق ولم ينجز جيش العبادي بأشهر ما خسره جيش المالكي بساعات وبقيّ تنظيم الدولة حيث هو وعلى تخوم خلافته صامداً أمام" أسراب" من الطائرات وأرتال من المشاة والآليات المتعددة الصنع . كذلك في سورية ورغم تدفق المتطوعين الدوليين مع طائراتهم لضرب التنظيم مازال هذا التنظيم ممسكاً بالثروة النفطية السورية وبجغرافية سورية لم تشهد حتى الآن زيارات مكوكية للطائرات الروسية .
يبدو أن هناك معطيات مختلفة تماماً عما هو سائد وهي توفر لتنظيم الدولة المزيد من النفوذ والقوّة لذلك يعيث فساداّ في الأرض دون رادع حقيقي وكأن الاستراتيجيات المحلية والاقليمية والدولية تعمل لصالح " داعش " وتصبّ صبّة واحدة لصالحه ويبدو أن التسهيلات المقدمة لهذا التنظيم جعلت منه قوّة تفجيرية هائلة قادرة وفي أيّ لحظة على الاخلال بأمن الدول ومهما كانت عظمى .