جرت العادة بعد كل تفجير أن يقوم الزعماء والسياسيون ومن بينهم وزير الداخلية بزيارة أماكن التفجيرات كتعبير عن الإدانة من جهة وعن جهوزية الجهات المعنية للمتابعة من جهة ثانية .
وقد لوحظ في تفجيري برج البراجنة غياب وزير الداخلية عن مسرح الجريمة وعدم حضوره كما جرت العادة ، ما أدى إلى انتقادات حادة وجهت إلى الوزير عبر بعض المتطفلين على مواقع التواصل الإجتماعي .
وللتوضيح فإن عدم زيارة وزير الداخلية والذي من عادته أن يكون جانب الأهالي في مثل هكذا أحداث يحمل من بين أسبابه حالة التشنج التي طبعت علاقته بحزب الله منذ فترة بعد جملة تصريحات للوزير فيما يخص الحوار وغيره .
ولئن جرى ترتيب تداعيات هذه التصريحات إلا أن مخاوف عدة أدت الى امتناعه عن هذه الزيارة أهمها تعرض جمهور حزب الله الغاضب للوزير أو التطاول عليه ، حيث أنه من المعروف عدم انضباط هذا الجمهور وخصوصاً في مثل هذه الظروف فجاء الامتناع عن الزيارة في محله لتخفيف الاحتقان وتلافي حصول الأسواء مع حرص الوزير المشنوق على أن يكون إلى جانب أهالي الضاحية ومعهم في مثل هذه المحنة ، وبالتأكيد فإن خطوة كهذه من الطبيعي أن تكون منسقة مع قيادة حزب الله ، وبالتالي فإن الانتقادات التي وجهت للوزير لم تكن في محلها ولم يكن الوزير بعيداً عن متابعة هذه الأحداث .