انتظروه من ساحة النجمة توافقا، فجاء من حي السكة في برج البراجنة ارهابا. هكذا تراجع نجم الجلسة التشريعية من صدارة الاخبار التي احتلتها لايام مهددة بانفجار مذهبي ، تاركة الساحة لتفجيرين أيقظا الفتنة السنية- الشيعية ،من التباس مفرقعات الطريق الجديدة، مرورا بالصور والاخبار المدسوسة، وصولا الى هتافات الموت لآل سعود.
حتى الساعة، وخلافا لكل التسريبات والسيناريوهات ، لا خارطة طريق واضحة لدى جهات التحقيق حول المسار الذي سلكه الانتحاريان ، باستثناء ما ثبت بافادة الشهود ،والتي بينت ان الانتحاريين وصلا الى الشارع المستهدف على متن دراجة نارية مفخخة ، ترجل الاول قبل ان يتابع الثاني سيره بالدراجة حوالي الخمسين مترا قبل ان يركنها امام احد الافران ، لتفجر عن بعد قبل ان يتمكن من الابتعاد عنها لاكثر من امتار ما ادى الى مقتله وانفصال جسمه الى قسمين دون ان ينفجر الحزام الذي كان بحوزته، وما هي الا دقائق قليلة حتى قام الانتحاري الثاني بتفجير حزامه الناسف على بعد ٤٠ مترا من موقع الانفجار الاول.
في المبدأ ، وبحسب الاستنتاج الاولي ، فان العملية كانت تهدف الى ان تكون ثلاثية ، غير ان خطأ ما حصل ادى الى فشل احد الانتحاريين من تفجير نفسه ،نتيجة امر لا يزال مجهولا دفع بالمكلف بتفجير الدراجة عن بعد الى تنفيذ مهمته قبل ان يبتعد الانتحاري عنها المسافة الكافية .
لكن الى ماذا توصلت التحقيقات؟ ما بات اكيدا ان عدد الانتحاريين اثنين، قتل الاول نتيجة عصف انفجار الدراجة النارية قبل ان يفجر نفسه، وقد بقي الحزام الناسف الذي كان يرتديه سليما، فيما نجح الثاني في تفجير نفسه.كما بين تحليل المواد المتفجرة انها من نوع "سي ٤" ، تستخدم لاول مرة في الاحزمة الناسفة، خلافا للمرات السابقة، فيما عجزت الاجهزة حتى الساعة في العثور على اي خيوط تقود الى تحديد هوية الانتحاريين، رغم ان وجه احدهم لا يزال سليما.
مصادر مشاركة في التحقيقات الجارية اشارت الى ان التركيز حاليا يتمحور حول:
- التوسع في التحقيق مع احد الاشخاص الذي اعتقلته مخابرات الجيش في عرسال واعترف بتفخيخه عددا من الدراجات النارية، وآخر من آل الاحدب موقوف لدى فرع المعلومات سبق واعترف بتجهيزه ١٥ حزاما ناسفا لصالح مجموعة المولوي - منصور، فيما بينت الافادة الاولية لانتحاري جبل محسن المزعوم "ابراهيم .ج"عدم وجود اي علاقة تجمعه بانتحاريي الضاحية.
-مقارنة اكياس الكرات الحديدية التي حشي بها الحزام الذي لم ينفجر، باخرى مشابهة صادرها الامن العام من احد المستودعات التابعة للشيخ احمد الاسير.
-مراجعة الكاميرات المنتشرة عند الحواجز العسكرية عند مداخل الضاحية وفي الشوارع الداخلية والتي لم تقدم حتى الساعة اي جديد يمكن ان يبنى عليه.
-حصر لائحة العمال السوريين الذين عملوا في منطقة الانفجار طوال السنتين الماضيتين، لاعتقاد المحققين ان المخطط كان على علم مفصل بالحركة في تلك المنطقة ، وكان يملك حرية حركة مكنته من رصد المنطقة واختيار الهدف ، كما من اختراق الاجراءات الامنية في محيط الضاحية.
-مراجعة حركة الاتصالات الخليوية في دائرة الانفجار لمعرفة ما اذا كان هناك من تواصل حصل بين اشخاص من المنطقة وخارجها خلال الفترة التي سبقت وتلت الانفجارين.
- ترجيح المحققين ان تكون عملية تسليم الاحزمة والدراجة المفخخة قد تمت داخل الضاحية وفي مكان قريب من المنطقة المستهدفة.
- محاولة تحديد هوية الشخص الذي قام بتفجير الدراجة عن بعد ومكان تمركزه في ساحة العملية ، رغم ميل المحققين الى وجود اكثر من شخص في المكان من المشاركين في العملية.
الثامن من آذار قرأت في العملية المزدوجة ، ومن خلفها حزب الله، ردا على الميثاقية اللبنانية المرممة ، وجوبا بالدم على مبادرة امين عام حزب الله السيد حسن نصر الله الجامعة .... وقيادات الرابع عشر من آذار، خلافا لمشاعر الكثير من جمهورها، تضامنت وتوحدت خلف الضاحية..... لتبقى "داعش" التي اتفق الفريقان على انها تتحرك وفقا لتوقيت الاستحقاقات الداخلية اللبنانية .... خلافا لكل واقع وحقيقة
"ليبانون ديبايت"