من باريس إلى الضاحية الجنوبية وبغداد واليمن ونيجيريا ومصر وليبيا وسوريا ونجران والكويت وغيرها من مدن وعواصم العالم ، ينتشر هؤلاء المجرمون والقتلة كي يقتلوا الأبرياء والمدنيين في مساجدهم ومنازلهم وبيوتم وأسواقهم وأماكن لهوهم وشوارع مدنهم ، دون أي وازع أو أساس ديني أو شرعي أو انساني.
وحتى قواعد الحرب وأصول القتال لا يلتزم بها هؤلاء المجرمون والقتلى لأننا تعلمنا من الإسلام ومن كل الأديان ومن كل المبادئ القانونية والحقوقية أنّ هناك مبادئ وأسس للقتال والحروب ، فلا يقتل البريء ولا يقتل الأسير ولا يقتل غير المحارب ولا يقتل الطفل والمرأة.
فمن أين يأتي هؤلاء القتلة بكل هذا الحقد والموت والإجرام ؟ وهل حقاً أنّ هؤلاء ينفذون رسالة دينية ؟ أم أنّهم مجرمون وقتلة مأجورون ينفذون جرائمهم بوعي وإدراك من أجل تشويه صورة الإسلام والمسلمين.
ليس المهم التسميات التي يختبيء خلفها هؤلاء: داعش أو بوكو حرام أو حركة الشباب الصومالي أو غير ذلك من التسميات والكتائب ، لأنّ ما يقومون به أصبح واضحاً وصريحاً : إنّها جرائم بحق الإنسانية ولم يعد من الجائز السكوت عنها بل يجب مواجهتها بكل الإشكال والوسائل والأساليب ، وإن مسؤولية العرب والمسلمين تتقدم على غيرهم من شعوب الأرض في هذه المواجهة القاسية والصعبة.
فلم يعد من الجائز السكوت عن هؤلاء وأنّ من واجب العلماء والمفكرين والحركات الإسلامية وقادة الرأي التصدي لهذه الظواهر الخطيرة، كما أنّ تأسيس تحالف دولي حقيقي وشامل لمواجهة هذه الظواهر الخطيرة والإسراع بوقف كل الصراعات والأزمات للتصدي لهذه الظاهرة الخطيرة التي تتحدى كل العالم اليوم ولم يعد خطرها يشمل بلداً دون آخر.
ما يجري جريمة إنسانية كاملة وعلينا جميعا التصدي لها بكل ما آوتي لنا من قوة وقدرة.