أكد وزير الخارجية عادل بن أحمد الجبير ، قبيل عقد اجتماع الدول العربية ودول أميركا اللاتينية ، على أن تقارب الدول العربية مع دول أمريكا اللاتينية سيزيد من عزلة إيران على الصعيد العالمي، و أن وضع إيران ضعيف جداً، و ليس بالشكل المتوقع ؛ إذ أنّ إيران ليس لديها أصدقاء كثر، ولذا تسعى لكسب الود من أي دولة ، نافياً أن تكون علاقات إيران بأمريكا اللاتينية تشكل أي خطر على الدول العربية .
ولفت الجبير إلى أنّ الدول اللاتينية غالباً ما تؤيد المواقف العربية الجوهرية والأساسية ، مستشهداً باعترافها بالدولة الفلسطينية في حدود عام 1967م وبالقدس عاصمة لها.
وقال الجبير في وقت سابق " ولا نزال نقول إنّ إيران محور الشر وهي دولة راعية للإرهاب وتخضع لعقوبات بسبب دعمها للإرهاب ، والخطوات العدائية من إيران أفسدت العلاقات مع دول المنطقة".
أثارت تصريحات وزير خارجية السعودي ردوداً إيرانية تتراوح بين التهكم والتهجم والتسخيف والرد الدبلوماسي .
اكتفت إيران بالرد عبر خبير في وزارة الخارجية الذي سخّف تصريحات الجبير، والرد الدبلوماسي لم يتم عبر وزير خارجية إيران محمد جواد ظريف الذي يترفع عن التلاسن مع نظيره قليل الخبرة عادل الجبير، وحتى حسين أمير عبداللهيان معاون وزير خارجية إيران لم يرد على تصريحات الجبير الأخيرة ، ربما بسبب أن تلك التصريحات تفتقد إلى أدنى معايير الاتزان والتماسك والخبرة، ولا يعبّر عن مدى الحقد الشخصي الذي لا مكان لها في عالم العلاقات الخارجية .
فضلاً عن أن تلك التصريحات تتناقض تصريحات الجبير السابقة، أو سلفه الراحل سعود بن فيصل التي تتخوف من تداعيات رفع العقوبات على قوة إيران السياسية والعسكرية.
وحتى بغض النظر عن تلك التصريحات، يكفي لوزير خارجية السعودي أن ينظر إلى لائحة زيارات نظيره الإيراني واستقباله نظرائه الأوربيين خلال شهرين والنصف الماضية، حيث يبدو أن لم يبق هناك وزير خارجية أوربي لم يزر طهران خلال الأشهر الماضية، بدء بلوران فابيوس الفرنسي ووصولاً بوزير خارجية بلجيكا الذي أهدى للرئيس الإيراني صورة تاريخية عن تقرير أول سفير لبلاده لدى طهران قبل 125 عاماً أي في العام 1890 لدى وصوله إلى إيران والذي يعرب السفير البلجيكي فيه عن فرحه بحفاوة الإيرانيين لدى استقباله وترحيبهم به.
وتخلل هاتين الزيارتين زيارات لمعظم وزراء خارجية أوربيين زاروا طهران متسابقين بعضهم البعض، حيث حصل إزدحام لا نظير له في زيارة أي بلد في العالم خلال الأشهر الماضية.
هل تصور عادل الجبير أن نظراؤه العرب المشاركون في الاجتماع، أصبحوا أميون لدرجة لا يعرفون شيئاً عن الزيارات الدبلوماسية الأوربية وغير أوربية لجارتهم إيران؟ أم يزعم بأن عقد اجتماع مع دول أمريكا اللاتينية كفيلة بفرض عزلة دولة على طهران؟ فإن العالم لا يقتصر على تلك الدول التي بطبيعة الحال أواصر العلاقات الاقتصادية والسياسية بينهم وإيران قوية لدرجة لا يتمكن السعودية ولا غيرها من زعزعتها.
إن علاقات الدول ببعضهم البعض ليست علاقات شخصية خارجة عن العقود والقوانين حتى يمكن قطعها بين عشية وضحيها بفعل الضغوط أم الإغراءات. إن التعويل على هذا النهج الطفولي لا سابقة له في السياسة السعودية الخارجية حتى مع إسرائيل. فلم يعهد تاريخ السياسية الخارجية للسعودية مبادرة سعودية من أجل تهميش الكيان الصهيوني في المجتمع الدولي أو المجتمع الاقليمي، بل على العكس نسمع من السعودية أصواتاً تتحبب إلى الكيان الصهيوني وتحنّ إلى التحالف معه.
أما الرد الأعنف غير الرسمي من قبل الإيرانيين جاء من قبل طلاب في كلية الطب في جامعة قم أعربوا عن استعدادهم لتقديم خدمة علاجية نفسية للوزير السعودي الجبير، اعتبروا بأنه مصاب بمرض دماغي يكشف عنه تصريحاته الأخيرة.