و إنّ كنتُ رجل دين و لكن ألا يحق لي مقاربة الموضوع من زاويته الوطنية اللبنانيّة بعيداً عن الانتماءات الطائفيّة ... فما هي مسؤولية السلطة حيال التفجيرات بل و عموم حالة التشنج المذهبي التي تولّد كرهاً و بغضاً و حقداً وصولاً للحالات العنفيّة التي تضرب الأماكن السكنيّة و المواطنين الأبرياء !!! و هل يحق لنا وضع الأمر في إطاره الطائفي السني - الشيعي فقط دون تحميل أيّة مسؤوليّة لسلطة رسمية ما ؟!
هذا مع إقرارنا بحضورالوازن للشيعة و السنّة , و دورهم الفاعل بل و الأساسي على مستوى الوطن .
أنّ تقف الدولة موقف المتفرّج فهذا نوع من أنواع الإستقالة من دورها , و التخلّي عن مسؤوليّاتها ... و أن يُفكر مواطنون بأنّ هذا شأن سني - شيعي صرف , فهذا ينم عن رؤيتهم للبلد الذي يحلمون به , و بمستواه الوضيع الذي ينسجم مع روآهم و تطلعاتهم !
آن لهذا الشعب اللبناني أن يُدرك أن المسؤوليّة الأسياسيّة في هذا المضمار هي على الطبقة الحاكمة - هذه الزمرة التي تحكم دون وجه حق - لأنّها لا تقوم بواجباتها المفروضة في ضبط البلد , و في وضع حدٍ لكل من يبث الفتن و الأحقاد فيما بين اللبنانيين , مهما علا شأنه في السلطة ... و في أي فريق من فريقي النزاع كان .
من واجبات الدولة منع الخطاب التحريضي الذي ينتشر في أكثر من طائفة , و في أكثر من منطقة!!
ما المانع أن تضع الدولة حداً لرجال الدين الذين يثيرون العصبيات و الفتن ...
و من واجبات الدولة منع انتشار السلاح , على مستوى كل الوطن دون استثناءات , و لكن أنّى نحن من ذلك و كل مناطق لبنان مليئة بالاسلحة على أنواعها ؟!
و من واجبات الدولة حفظ الحدود , ومنع التسلل لداخل الوطن ... و لكن أين نحن من ذلك في ظل تسلل الألوف !!!
و من واجبات الدولة الحفاظ على النسيج الوطني اللبناني ,و على هذا التنوع ... و لكن أين نحن من ذلك مع وجود الملايين من الفلسطينيين و السوريين على أرضنا دون رقيب أو حسيب !!
و ان كان من واجبنا الوقوف مع أشقائنا الشعبين الفلسطيني و السوري فهذا لا يعني أن نترك الساحة لهم يعبثون بها كيفما شاؤوا !
تأتي متفجرة برج البراجنة لتكشف ما تبقى من السلطة اللبنانية أكثر , و لتؤكد على مسؤولية الشعب اللبناني في انتاج طبقة سياسيّة نظيفة و واعدة , و متى ما قامت السلطة بواجباتها نضمن الاستقرار و السلام و الأمان .
بقلم
الشيخ محمد علي الحاج العاملي
مدير حوزة الامام السجاد العلميّة