ما من كلمات توصف شعور الأسى والحزن الذي ينتابنا جرّاء العمل الإرهابي الذي استهدف يوم أمس برج البراجنة ، فاليوم هو حداد ، حداد إنساني قبل أن يكون وطني على الضاحية الجنوبية التي هي ضحية السياسات والثنائيات والحرب في سوريا والأعمال الإنتحارية التي لا يغطيها لا انتماء ولا مذهب .
إلا أننا في هذه المرحلة الدقيقة وأرواح شهداء الحسينية ومن كانوا قربها ، ما زالت تغلي ، والجرحى في المستشفيات لا تنفك آلامهم تدمي ، علينا أن نتصبر وأن نعتصم بالوعي وبحبل الوفاق مع الشريك اللبناني لأجل التوافق الوطني .
فمن قام بهذا الصنع ، لا يريد استهداف الضاحية بقدر ما يريد استهداف لبنان بكل أطيافه ، والإسلام بجناحيه السني والشيعي ، هذا المجرم الذي أرسل 4 انتحاريين لعملية إرهابية نوعية تشكل جرحاً لا يندمل إنمّا هو يريد إغراق البلد بفتنة مذهبية وتحويل دماء الشهداء لذريعة يتقاتل بها الأخوان في الوطن .
أخي الشيعي ، أخي السني ، أخي المسيحي و أخي الدرزي ، الضاحية ببرجها وإن كانت ذات المسك الشيعي إلا أنها صاحبة هوية لبنانية ، الضاحية وإن كانت هي من طعنت أمس غير أنّ الجرح ينزف في كل لبنان من أقصاه لأقصاه ...
فلنتسلح بالوطن في هذه الجريمة ، ولنرد على الإرهاب بالوحدة والتكاتف ، ولتكن رايتنا برج البراجنة ابنة لبنان والضاحية ... لبنانية لبنانية !