عادل ترمس، تكاد تعرفه من محل “ميزان الدركسيون” الذي يملكه في منطقة الاوزاعي. شاب ثلاثيني ينحدر من بلدة طلوسة الجنوبية. لم يكن يوم أمس الخميس عادياً بالنسبة إليه، حوله فنجان قهوة اراد ان يحتسيه إلى شهيد. تقول الرواية التي حصلت عليها “الحدث نيوز” بشأن منقذ برج البراجنة من مجزرة، ان عادل، كان قد وقف أمام “أكسبرس” على مفترق مسجد الامام الحسين بالقرب من محل ملابس ضيا لكي يرتشف فنجاناً من القهوة، ومعه طفله الصغير. إنتهى من الفنجان متوجهاً نحو المسجد. هناك، إستشعر بشيءٍ مريب في شخص طويل القامة يسير في خطى غير ثابتة ومتحيّر في أمره.
اوقفه، تحدث معه، إلتمس ربما من كلامه ما هو مريب أكثر من تصرفاته، ربما لمح ما يخفيه تحت سترته، كان الوقت وقت دعاء كُميل الذي يلي الصلاة. على ما يبدو ان الإنتحاري كان ينوي دخول المسجد المزدحم في مثل هذا الوقت او القيام بفعلته في محيطه، فهناك من خرج من الصلاة متوجهاً إلى منزله، وهناك من خرج من المسجد قاصداً محل “برهوم” للسندويش، وهناك من يقصد الجلوس في قهوة داخل موقف قريب للسيارات، او ان يجلس على مقربة من صورة عملاقة لشهداء حرب تموز أمام مسجد الامام الحسين، رمز “الشعبة الشمالية” في حزب الله. الإنتحاري الذي أراد ان يكون تفجير نفسه بالمصلين، صك عبور نحو “جنة الفردوس” التي وُعد بها زوراً، لم يحافله الحظ، فشأن عادل، شأن الشهيد عبد الكريم حدرج، والدركيان حمية ومشيك وغيرهم من الذين واجهوا الموت بالموت.
بعد ان إستشعر الشهيد ترمس الريبة من كلام الإنتحاري وربما إستشهر ما يخفيه، حاول الإرهابي المرور نحو المسجد، لكن الشهيد إلتفّ بجسده عليه وإلى جانبه نجله، فما كان من الإنتحاري إلا أن فجر نفسه خارجاً.. منقذاً المصلين من مجزرة محققة. حذى “عادل” خذو من سبقه من الشهداء الاستشهاديون الذين سبقوه في عملية إنقاذ الابرياء، ليكتب في دمه قصة جديدة من ملحمة الفداء. إستشهد إلى جانب عادل العشرات لكن “بطل عين السكة” يرقد بسلام مطمئناً على قسطه للعلى.