للشهداء كل أيام السنة، فمن أعطى حياته وبذل روحه من أجل قضية عادلة فهو لا يستحق منّا إلا كل التقدير والإحترام ، به نفتخر ومنه نستمد كل الحياة أو ما تبقّى منها ، وأن يكون لشهداء حزب الله يوم فهذا أقل التقدير وأضعف الايمان ، وأن يختار يوم الشهيد بيوم أحمد قصير فهذا بلا شك ولا ريب له يوم يليق بهم .

وحتى يكون يوم الشهيد يوم للوفاء وتكملة المسيرة المحقة التي من أجلها استشهد ، فلا يجب أن تغيب القضية الأساس عن بالنا وعن تفكيرنا بالخصوص في مثل هذا اليوم

ولأن قضية الشهداء هي كغيرها من القضايا التي يمكن أن يصيبها الوهن أو الضعف فضلاً عن الإنحراف والضياع، وهذا أمر ممكن الحصول حتماً ، فقدسية الدم وعظمة القضية لا يشكلان وحدهما حصانة ذاتية يمنع الوقوع بالمحظور ، فكلنا يعرف أنّ استشهاد الإمام الحسين(ع) وواقعة كربلاء التي لا نزال في أجواء احيائها هذه الأيام  قد اصابها ما أصابها من تشوهات ومن محمولات لا تمت لها ولشهيدها باي صلة .

فالذي يعتبر أنّ دماء الشهداء وحدها كفيلة بصيانة المسيرة وهي الضامن لعدم الوقوع بالإنحراف هو واهم حتماً ، فالشهداء الأبرار قضوا نحبهم، وقاموا بواجبهم ومضوا إلى ربهم ، تاركين خلفهم من على عواتقهم واجب المحافظة على الأهداف السامية التي من أجلها استشهدوا .

ولا بد في هذا السياق، ومن خلفية الحريص على دماء هؤلاء الشهداء العظام الذين أعرف معظمهم، والذين منهم من استشهد بجانبي وبالقرب مني شخصياً ، أجدني معني كما غيري بالحديث عن حفظ الغاية، والتأكيد كل يوم على عدم الانحراف عن سواء السبيل .

ومن هذه الأجواء، استذكر مقطوعة من قصيدة الشاعر الكبير مظفر النواب ، وهو يصف مشهدية رائعة بعد فقدان أحد الشهداء في الجنوب ويقول : وكأني قبل ولادته أعرفه ... وتقدم مجموعته ... عبر الليطاني فقدناه ... وتبعنا رائحة الجرأة والدم وجدناه ....

فلا شك ولا ريب وفي حمأة الحديث عن التحرير والتنمية والعدالة والقدس والطريق إليها ، وبعد أن انغمس حزب الله بالقتال إلى جانب النظام المستبد في سوريا فإنني أعتقد بأن طريق هؤلاء الشهداء الذين لم يقوموا إلا لإقامة العدل ولم يستشهدوا إلا من اجل تحرير الارض والإنسان لا يمكن أن يرتضوا بأن تنقل أسماؤهم لتسجل بعد ذلك في لائحة الداعمين للظلمة أو المدافعين عن القتلة .

وفي يوم شهيد حزب الله ، ندعوا قيادة الحزب وقواعد الحزب وجمهور الحزب أن يتبعوا رائحة الجرأة والدم لهؤلاء الشهداء ليكشفوا بأن طريق القدس لا يمكن أن تمر من الزبداني ولا من حلب وأنّ الطريق إلى العدالة التي نصبو إليها لا تمر عبر تعطيل المؤسسات وإضعاف الدولة والسكوت عن الصفقات المشبوهة .

كما وأنّ طريق تحصين المجتمع ورفاهيته لا يمر عبر إعلان العداء للدول العربية كرمى لعيون الأخ الإيراني وعلى حساب مصالح وطننا ومجتمعنا ....

 كل هذا وغيره الكثير الذي لا مجال لذكره في هذه العجالة، يجعلنا نعتقد جازمين بأن الشهداء رضوان الله عليهم لو قدر لهم ان يتحدثوا الى قيدات الحزب الان لقالوا لهم : لماذا أضعتم الطريق ؟؟؟