اليوم..يوم فاتح عهد الإستشهاديين..يوم ذكرى اقتحام الاستشهادي أحمد قصير بسيارته المفخخة مقر الحاكم العسكري الاسرائيلي عند بوابة صور، مُسْقِطًا أكثر من 150 صهيونيًا من ضباط وجنود العدو بين قتيل وجريح، لتشكّلَ تلك العملية أكبرَ وأعظمَ وأنجحَ عملية استشهادية في تاريخ الصراع مع العدو الاسرائيلي.
فهذه العملية التي ألبست وطننا العز والكرامة جعلت من تاريخ 11-11 يوما للعنفوان والإباء وجعلت من قصير الذي لا زال حتى الآن محط نزاع بين الثنائي الشيعي رمزا لهما يتسارع كل طرف إلى تسجيل إسمه في تاريخ حزبه ليحصل على هذا الفخر.
ومن الطبيعي أن يسارع كل طرف لنيل هذا الشرف اليوم بعد ان ضاع مفهوم المقاومة في براثن الإصطفافات والمحسوبيات وبعد أن تحول سلاح المقاومة إلى الداخل اللبناني وأصبح سلاحا لقتل الأبرياء في اليمن وسوريا والعراق وحتى لبنان.
فقديما كانت السرية أساس نجاح هذه العمليات لكن اليوم..أين أصبحت هذه المقاومة؟
مما لا شك فيه أن هناك فرق كبير بين سير العمليات العسكرية بين الماضي والحاضر، ومن المؤكد أيضا أن المقاومة انحدرت اليوم إلى مستوى لا يليق بتاريخ شهدائها فباتت ابواب المقاومة مشرّعة لمن أراد ذلك ما جعل من إختراق منظومتها العسكرية وهيكليتها أمرا سهلا جدا.
والجدير ذكره أيضا، أنه منذ القدم كانت المقاومة تعج بالمقاتلين القادة المتدربين امثال أحمد قصير،هشام فحص، بلال فحص،صلاح غندور،حسن قصير،عبدالله عطوي،عامر توفيق كلاكش،هيثم صبحي دبوق،أسعد برو..وغيرهم أما اليوم فشباب العشرينات يذهبون أسبوعا لدورة عسكرية ونجدهم بعد ذلك يقاتلون في غير أوطانهم .
وانطلاقا من هنا، فإننا نأسف لتاريخ شهداء و دماء هدرت على وطن حوله مقاومو العصر إلى مسرح لتحقيق مآرب خارجية ولوثوا تراب الوطن بدماء الأبرياء بعد أن كانت سابقا عابقة برائحة الشهادة