مع التدخل العسكري الروسي في الحرب السورية فإنّ المنطقة دخلت مرحلة جديدة ومع بدء المقاتلات الروسية بغاراتها الجوية على مواقع المعارضة السورية فإنّ أطراف الصراع عمدت إلى مراجعة حساباتها وكانت مناسبة لإعادة جدولة أولوياتها .
فدخول موسكو العسكري على خط الأزمة السورية دفع داعش إلى خيارات جديدة على الرغم من أن هذا التنظيم كان أقل تعرضاً للضربات الروسية من القوى الأخرى التي تقاتل النظام ، فإنّه يدرس خطة سيعتمدها إذا ما تمكنت قوات النظام السوري من السيطرة على دمشق وامتداداتها سيما وأن موسكو مصرة على حماية بشار الأسد في العاصمة دمشق وحماية الطريق المؤدي إليها من الساحل السوري.
والمعلومات المتواترة تؤكد على نية الروس بناء قاعدة عسكرية لهم في العاصمة قريباً ، لذا فإنّ المقاتلات الروسية ستباشر على الأرجح شنّ غارات عنيفة على المنطقة لتواكب جيش النظام وحزب الله والتنظيمات الحليفة لإيران في الحملات البرية لإحكام السيطرة عليها .
هذه التطورات الميدانية قد تضطر داعش حسب تقدير بعض المحللين إلى التمدد في الإتجاه اللبناني .
ومن هنا تبدو لدى تنظيم داعش رغبة واضحة في استباق التطورات فتسعى للسيطرة على بلدة عرسال وجرودها قبل موسم الثلوج وانسداد الطرق الجردية الوعرة .
وفي تقدير المراقبين فإن داعش تستعد لمعركة عنيفة ستندلع في المنطقة الممتدة بين جرود القلمون وريف دمشق وبالتالي فإنّه لم يعد أمامها سوى خيار إختراق الحدود اللبنانية بكثافة لتعويض الخسارة في الداخل السوري وعليه فإنّها ستحاول السيطرة على بلدة عرسال وجرودها ومن ثم التمدد في مناطق في الشمال اللبناني والسعي إلى فتح منفذ على البحر .
وهذا يؤشر على أن داعش هي التي نفذت عملية التفجير ضد علماء القلمون المحسوبين على جبهة النصرة وجيش الفتح وهي التي زرعت العبوة التي استهدفت الجيش اللبناني في عرسال الأسبوع الماضي وذلك بهدف إحكام السيطرة على البلدة باعتبارها جزء من منطقة نفوذ جبهة النصرة.
فداعش تعتقد أنها قادرة على تصفية النصرة في عرسال وجرودها بهزيمتها عسكرياً ودفع مقاتليها للإلتحاق بالتنظيم .
وخطة داعش تقضي بالتمدد في الإتجاه اللبناني وستكون مضطرة لمواجهة مزدوجة مع الجيش اللبناني الذي يستعد لأي مفاجآت عسكرية في مناطق حساسة كالقاع ورأس بعلبك ومع حزب الله الذي بات في مواجهة مباشرة مع داعش في نقاط حدودية متقاربة.
وهكذا تبدو الحدود اللبنانية السورية أمام استحقاق ساخن ومرتبط مباشرة بالحدث السوري إلا أن توقيت هذا الإستحقاق لا يبدو واضحاً لكنه على علاقة مباشرة بالتطورات العسكرية في الميدان السوري .