تمتلأ مواقع التواصل الإجتماعي بعديد من الأكاذيب والحسابات الوهمية ، ولكن من سوء حظ البعض أن تنقلب هذه الشبكة الإلكترونية من نعمة إلى نقمة ....

وائل و أخته ميرا ، لم يتوقعا أن يتحابا عبر الفيسبوك ، فما بين بروفايله الذي يحمل اسم "الأسمر الغامض" ، وصفحتها المزينة بصورة إحدى نجمات هولييود وبإسم الفاتنة ، لم يحسبا أن يجتمعا ليقع المحظور !

 

في أحد المجموعات ، وأثناء التعليق على منشور ما ، تبادلا الرأي والحديث ليرسل لها إضافة ، لم تتردد ميرا في قبوله وهي التي أسست هذه الصفحة بسرية للتسلية فيما أخيها أرادها ليرسل لنفسه طلبات لأجل لعبة البوكر التي أدمنها .

بعد عدة أيام على الإضافة أثارته منشوراتها العاشقة كلاماً ، فراسلها وبدأ يتعرف عليها ، هنا بدأت علاقتهما غير أنها علاقة كاذبة فهي كانت تزود كل من يراسلها بمعلومات مغلوطة خوفاً من أن يكتشف أمرها ، ولكن هذه المرة كانت مختلفة فتهربها وغموضها جعلاه يتعلق أكثر بها ويحاول أن يكشف الستار عن هذه المجهولة .

أكثر من شهرين تواصل لم يتمكن من أخذ رقمها ولا صورتها إلا أنه علم أن اسمه "راما" وطبعاً كانت تكذب بهذا الأمر ، ومع استمرار الأكاذيب المتبادلة بينهما فهو كان يرفض التصريح بأي أمر لها ما لم تصرح هي ، غير أنه أخبرها أن اسمه وائل وهي لم تشك للحظة أنه أخيها !

 

طالت المدة وهي تعلقت به كما هو أحبها ، إلا أن الحاجز بينهما كان يغيظه فوضعها أمام خيارين أو أن يعلم كل شيء عنها أو لن يحادثها ، هي تمنعت فإمتنع عن محادثتها "مسنجر" ولم يكن يرد على رسائلها .

أكثر من أسبوع على هذه الحالة حتى ما عادت هي تطيق لا صبراً ولا شوقاً فراسلته كاتبة "شو بدك بيصير"

هنا أجابها بإختصار إن كنت فعلاً تحبيني كما أحبك ، سوف تأتي على هذا الموعد وفي هذا المكان ، فإن أتيت بدأت علاقتنا لتبصر النور وأنا أريد ارتباطاً جدياً وإن لم تأتِ يكون كل شيء بيننا منتهياً ولا تحادثيني بعدها .

هي صمتت ولم ترسل إجابة وقضت تلك الأيام قبل الموعد حائرة ، ضائعة ، إلا أن جاء اليوم لتستيقظ وتجد رسالة منه فحواها "ما تنسي ناطرك حكون" ..

بعد كثير من التردد حسمت قرارها ، فإرتدت أجمل ما عندها وتزينت وراستله " أنا جاية حتعرفني من الشال الأحمر " ثم ذهبت ..

 

حان الموعد وهو في المقهى متوتر ينتظر محبوبته أن تأتي ونظراته معلقة على الباب ، وفجأة دخلت ذات الوشاح الأحمر ولكنها أخته ميرا ؟

هنا كاد يقع أرضاً من هول صدمته ولم يدعها تراه وإنما هرب لحيث الحمامات وظل هناك متحيراً أيعقل هي ؟ أم غيرها ؟ وما سبب تواجد أخته في هذا المكان في نفس التوقيت وذات لون الشال ...

وليقطع شكه راسلها أين أنتِ؟  وهو يراقب أخته من بعيد ، ليتفاجأ بها تفتح هاتفها وتكتب فتصل رسالة "وصلت ناطرتك أنت وينك "

هنا لم يعد يعلم ماذا يفعل أخته الصغيرة الخجولة هي التي أحبها الكترونياً كيف يعاتبها وهو مجرم مثلها ، هل يواجهها ، صمت للحظة وهدأ وأيقن أن جرمه مثلها وأن خطأه كما الخطأ التي ارتكبته هي فكتب لها " أنا مش جاية كنت بتسلى نصيحة سكري صفحتك ولا تعيشي بوهم "

وغادر المقهى دون أن تراه ..

 

ما فعله وائل قتلها ، ولكنه كان درساً لها ، وكان أخف وقعاً وصدمة من أن تدرك أن عشيقها هو "أخيها"