"الخال والد" هو تعبير تتداوله الأمثال الشعبية ، في إشارة إلى مكانة التي يتموضع بها في العائلة ، ولكن هل فعلاً يتحوّل هذا الإنسان إلى أب ويرعى بنات أخته كما بناته ، هذا ما ستناقشه قصتنا ....
"ريتا" والتي هي بطلة حكايتنا فتاة لم تتجاوز التاسعة عشر من العمر لتستيقظ ذات يوم على فجيعة حطمتها ألا وهي وفاة والديها بحادث سير أليم ، في حينها قد خسرت كل شيء حنان الأم وحماية الأب وتحملت مسؤولية إخوة صغار لا محب لهم غيرها ، هذه الفتاة المدللة من والديها والمرفهة أصبحت فجأة تحت رحمة "خالها" والذي نصبه القانون وصياً عليهم ..
هذا الخال الذي لم يكن يزرهم قط ، ولم يظهر إلا حين إعلان خبر الوفاة ليظفر من أموالهم ما أراد وليتحكم بتفاصيل حياتهم ، فبعد الأربعين قرر بخبث الإنتقال للعيش في منزل أخته تحت ذريعة العناية بالبنات .
ومنذ ذلك الوقت وبدأت معاملته القاسية اللا إنسانية تظهر لهم ، فكان يتدخل في أدق تفاصيلهم حتى أنه منع ريتا من متابعة دراستها الجامعية ، وما بين جدة عاجزة وأشقاء أم مسافرين ، وأعمام غير مبالين ، كانوا تحت سلطته .
لم تكن ريتا ضعيفة الشخصية وهي إن كانت تتنازل عن حقوقها غير أنّها كان تواجهه لأجل حماية الأمانة التي تُركت لها وهم إخوتها الصغار ، فكانت تصده عند محاولته حرمانهم من أي شيء وكانت تشارعه في أموالهم والتي كان يصرفها على مزاجه وكحوله وسهراته الحمراء .
وهذه المواجهات بينها وبينه كان تفقده صوابه لدرجة أنه أقدم على ضربها عدة مرات غير أنّها كانت تصمد وتظل على عنادها لأنه "لعيون إخواتا كل شي بيهون " ...
الخال فاض صبره منها وأراد أن يضع لها حداّ فلم يجد أمامه سوى تزويجها للخلاص منها ولوضع يده على كل شيء دون معارضة ، وتحقيق خطوته هذه لم تكن بالصعبة فالفتاة جميلة "وألف مين بيتمناها" ، كما أنه لا حاميَ لها وما من أحد سوف يردعه .
وليضمن السيطرة المطلقة قرر تزويجها لأحد رفاقه من أصحاب الكاس ، هي عارضت الأمر بشدة فما وجد من وسيلة سوى تهديدها بإخراج إخوتها من المدارس وحرمانهم من التعليم ومعاملتهم بعنف ، وبعد محاولاتها التي لم تنجح في إثنائه عن قراره ، ولأنه بالفعل نفذ تهديده فمنع الصغار من الذهاب للمدرسة لعدة أيام وكان يقوم بضربهم بلا رحمة أو شفقة ، في حينها وجدت ريتا نفسها بين خيارين أو مستقبلها أو مستقبل إخوتها فإختارتهم وكان الزواج ...
وما إن تزوجت حتى منعها من زيارتهم ومن رؤية أي منهم ، ومع كل التوسلات والترجي لم تنجح ريتا في إستعادة إخوتها ليظلوا تحت ظلم "الخال" ، أما زوجها السكير فكان أكثر فظاعة من خالها ولأنها خسرت كل شيء قررت الهروب !
ريتا لم تهرب من منزلها وزوجها وإنما من سكير أجبرت عليه ، ومن خال قتل أخته وصهره مرة أخرى بأطفالها .