لفت رئيس الوزراء التركي احمد داوود اوغلو إلى أن "الاعتداء على الطائرة الروسية التابعة لشركة "ميتروجيت" ومقتل 224 راكبا على متنها يعتبر اعتداء علينا جميعا"، موضحاً أن "الاعتداء يظهر أنه إن لم تحل الأزمة في بلد معين أو في منطقة معينة فإنه سيصعب احتوائها في دول أخرى، وحان التوقيت المناسب للعمل معا ضد خطر الإرهاب من أي جهة إرهابية كانت."
أما بالنّسبة للشأن السوري، أفاد داوود أوغلو في حديث لقناة "CNN" أنّه "لا يمكننا فرض حل بل يمكننا تيسير الوصول إلى حل، والحل واضح جدا ويتمثل في اليوم الذي يعود فيه ملايين اللاجئين السوريين إلى سوريا مفترضين حلول السلام هناك"، مشيراً إلى أنّه "ببقاء الرئيس السوري بشار الاسد في السلطة فلا اعتقد أن أي لاجئ سيعود للبلاد."
كما أوضح داوود أوغلو أن "اللجوء إلى إرسال قوات برية تركيّة لمحاربة تنظيم "داعش" الارهابي هو أمر بحاجة لمباحثات مع الجميع للمشاركة فيه، لكن هناك حاجة لاستراتيجية متكاملة تقوم على ضربات جوية وتدخل لقوات برية، غير أن تركيا لا يمكنها تحمل كل الأعباء بمفردها، إذا كان هناك تحالف يمتلك استراتيجية متكاملة وحسنة التخطيط فسنكون على استعداد للمشاركة بكل الطرق"، لافتاً إلى أن "التدخل البرّي ضد "داعش" دون وجود رؤية واضحة حيال للأوضاع القائمة قد يؤدي إلى ظهور جماعات متطرفة أخرى تحل محل داعش. يجب حل الأزمة السورية بطريقة شاملة".
كما أكد أن "تلك الاستراتيجية يجب أن تشمل محاربة التطرف ونظام الرئيس السوري بشار الأسد"، موضحاً أنّه "يجب أن تكون الاستراتيجية موجهة ضد جميع التنظيمات وضد الأنظمة التي أدت لخلق هذه المشكلة. ونواصل دعوة حلفائنا إلى النظر في إقامة منطقة آمنة وإبعاد داعش عن حدودنا."
وعن المواقف الأوروبية والأميركية والروسية حول إمكانية بقاء الأسد لفترة زمنية محددة بمرحلة انتقالية لفت داوود أوغلو إلى أن "السؤال لا يتعلق بالمدة التي سيبقى فيها الأسد بالسلطة، ولكن بطريقة وتوقيت مغادرته والحل المرتقب"، مؤكّداً أن "ما يقال حول رفض تركيا لتسليح الأكراد في سوريا بمواجهة داعش ليس صحيحا"، مشيراً إلى أن "أنقرة ترفض تسليح حزب الاتحاد الديمقراطي الذي تعتبره أحد أجنحه حزب "العمال الكردستاني".
ولفت إلى أن "القوى الكردية ليست الوحيدة التي تقاتل "داعش" وإنما هناك أيضا الجيش السوري الحر الذي يمكن تقديم السلاح له"، مفيداً أن بلاده سمحت لمقاتلي البيشمرغة الأكراد بعبور أراضيها للوصول إلى كوباني السورية ومقاتلة داعش فيها.
وأشار إلى أنّه "إذا أرادت أمريكا تسليح المقاتلين الأكراد على الأرض ضد داعش فنحن على استعداد لذلك، ولكننا نرفض تسليح القوى الإرهابية الكردية مثل حزب "العمال الكردستاني" إذا أرادوا مساعدة البشمرغة التي قاتلت داعش بسوريا والعراق فنحن على استعداد للمساعدة ولكن حزب العمال يهاجم المدنيين الأتراك ويضرب مدننا وقرانا ولا يمكن قبول تسليحه."