لا يحتاج الشيخ ياسر عودة الى من يرتدي " روب " المحاماة للدفاع عنه لآن الآخرين هم أحوج اليه منه بغية الدفاع عن أوهام وأحلام حولوها الى كوابيس تعبث بالكثيرين من المريدين لدين الأسطورة . ولا يحتاج الشيخ الذي قال كلمته ومشى وترك لهم حرية السبّ والشتم الذي يتقنون فنونه المتعددة .
لقد خرج عن صمته القاتل وقال كلمة الحقّ الذي يؤمن به أمام جمهرة طائفية منقادة للخرافة بشكل طوعي انسجاماً مع جهل مقيم فيها ولا يغادرها لعدم توفر أسباب موجبة للمغادرة من سراديب الألباب التي ما زالت مغلفة وغير مستعملة الى حين .
هبّ تُجّار العزاء لتكفيره كما فعل أربابهم من قبل ضدّ المرجع المُجدّد السيّد محمد حسين فضل الله عندما مال ميلته الطبيعية صوب العقل الذي اجتباه ورفض ما "يعتاش "عليه الجاهلون من جهل قديم أسهم في تضخيم أدوارهم الطائفية داخل مساحة حزبية ضيقة ومغلقة على سرديات تعيسة تسهم في قتل العقل من قبل استخدامه.
وتبعهم في ذلك غوغائيون ممن ينعقون مع كل ناعق ويميلون مع كل ريح انسجاماً مع غيرتهم على مذهب لا يفقهوه جيداً حتى أن أكثرهم لا يعرف اتجاه القبلة ولا يؤدي فريضة من الفرائض الواجبة . كنت أحاول الابتعاد عن لغة الشكيمة لكن ما بذلوه من كفر وتكفير ضدّ الشيخ ياسر عودة وآخرين من أتراب وأحباب السيّد فضل الله يدفع الى النزول قسراً الى مستويات لا يرغب فيها المؤمنون بالرأي والرأي الآخر استناداً الى منطق الأنبياء في دعوتهم الى الله .
نحن بحاجة الى من يردّ على الشيخ عودة وعلى غيره ولكن بطريقة علمية لدحض الفكرة بالفكرة ومُقارعة الرأي بالرأي ولكن للأسف ثمّة تربية طائفية باتت مسيطرة على واقع الطوائف اللبنانية وقد تكون الشيعية السياسية في هذه المرحلة الأكثر حدية لاعتبارات متصلة بمظاهر القوّة التي يحسبونها ميزة وعلامة فارقة في تاريخ السياسة اللبنانية ولم يتناه الى أسماعهم أن في قديم الزمان كان هناك طائفة مارونية مستقوية على الطوائف وممسكة بكل شيء وبعد مُدّة وصلت الى مستوى السحق السياسي وباتت مستلحقة بالطائفتين الشيعية والسُنية لتحصيل حصص سياسي شخصية وغير طائفية كما هو حال التيّار الوطني والكتائب والقوّات اللبنانية .
رحم الله السيّد فضل الله الذي زرع في الطائفة من أمثال الشيخ ياسر عودة ..