إستفاق اللبنانيون على خبر ترحيل السلطات السويدية لعائلات لبنانية، وإستبدالها بسورية، هاربة من جحيم الحرب في بلادها، مما ولد العديد من التساؤلات، خصوصا ان هذه العائلات كحال جميع المغتربين اللبنانيين، تساهم في دعم الإقتصاد عبر التحويلات المالية.

 

وقالت التقارير الصحفية، "إن السلطات السويدية، أصدرت قرارا بطرد العائلات اللبنانية التي لم تحصل على الاقامة وترحيلها بعد بالتواطؤ مع السلطات اللبنانية المختصة بتسهيل استحصال جوازات سفر لهم وتسفيرها بأقرب وقت الى لبنان".

 

واضافت، "العائلات المهددة بالترحيل، موجودة في السويد منذ اكثر من عشرة اعوام وقد أسّست لها مصالح خاصة وتدفع ما يتوجّب عليها من ضرائب بانتظار نيلها الاقامة التي لم تحصل عليها حتى اليوم، في حين ان آلاف العائلات السورية قد نالت هذه الإقامة فور وصولها البلاد".

 

صراع لبناني-سوري

 

التقارير تنقل عن اللبنانيين في السويد قولهم "السوريون يأخذون حقوقنا، نحن أسّسنا في السويد وندفع الضرائب، وها هم يحصلون على أموال هذه الضرائب دون تعب او عمل انطلاقا من حقّ اللجوء الذي منحته لهم دولة السويد مؤخّرا"، ويقول هؤلاء "نحن لا نطالب بمساواتنا بهم لجهة المساعدات المالية، لأنّنا نعمل وأوضاعنا الاقتصادية جيّدة ولكن نطالب بالمساواة في منح الاقامة".

 

اسباب الترحيل

 

بالمقابل، قال، شاب سوري وصل حديثا إلى السويد وقدم نفسه بإسم جاد اليماني، لـ"إيلاف"، " ان السلطات السويدية ترحل المقيمين على أراضيها فقط عند افتعالهم اي مشكلة"، متابعا، "اخبار ترحيل اللبنانيين لم أسمع بها رغم انني متواجد في منطقة يوجد فيها الكثير من العرب".

 

وأضاف الشاب، "صحيح ان هناك عدد من الأشخاص لم يحصلوا على اقامة بشكل سريع ولكن المدة الزمنية لم تصل إلى عشر سنوات".

 

حادثة مكررة

 

وهذه ليست المرة الأولى التي يتم الحديث فيها عن ترحيل لبنانيين من السويد، ففي عام 2011 تحدثت معلومات عن نية السلطات السويدية ترحيل 1500 عائلة لجأت إلى الدولة الإسكندنافية اثناء الحرب الأهلية اللبنانية، معللة قرارها، بأنه " لم يعد هناك من سبب لاعتبار اللبنانيين لاجئين فيها، لكون الحرب الأهلية في لبنان قد انتهت منذ مدّة طويلة".

 

ووجه المهددون بالترحيل يومها عريضة إلى المسؤولين اللبنانيين، قالوا فيها، " نعاني من السفارة اللبنانية، التي تُسهّل معاملات ترحيلنا من خلال استصدار بيانات قيد إفرادية لنا، وتسليمها إلى الشرطة السويدية بدون علم الشخص المعني. نناشدكم ونرجوكم مساعدتنا، فنحن لا نملك أي شيء في لبنان"، معتبرين، "ان من يرغب في العودة إلى لبنان، فليذهب إلى السفارة ويحصل على جواز سفره برضاه، لا أن يُرحّل ويترك جنى العمر خلفه فنحن في مهب الريح".