لم تكن ظاهرة السرقات في لبنان سابقا متجذرة في لبنان كاليوم، ولم يكن تعاطي المخدرات منتشرا بكثرة و"على عينك يا تاجر" دون أي خجل أو رادع.
وإن كانت الظروف المعيشية الصعبة جعلت المتعاطين والسارقين في ازدياد وذلك حسب ما أوردته الدراسات الاخيرة خصوصا في الضاحية الجنوبية والشمالية.
وربما ما يؤكد هذه النظرية الأحداث الأخيرة التي حصلت في دويلة حزب الله التي من المفروض أن تكون المنطقة الأكثر أمانا بالنسبة لسكانها.
فالحزب الذي يقاتل باسم المقدسات الدينية ويترفع عن الرذائل حسب ما يدّعي المنتمون إليه والمؤيدون له باتت ضاحيته وكرا للفساد وتعاطي المخدرات والسرقات، ووصل الأمر بسكان هذه الاحياء إلى التذمر من الواقع الذي أصبح تحمله صعبا جدا.
ومما لاشك فيه أن كل المناطق اللبنانية تعاني من هذه الظاهرة إلا أنني من سكان "الضاحية الجنوبية" وما انتقادي هنا إلا تمردا على حجم الإهمال الذي يبدو أن حزب الله غافل عنه في دويلته لأجل حماية المقدسات في مكان آخر.
فوحدها هذه الروايات التي سأذكرها تؤكد ما أقوله وهو ما يدفعني للإنتقاد والكتابة عن الضاحية.
ففي غضون أسبوع واحد وبالتحديد في منطقة المريجي (في حي آل زعيتر) تعرضت أربع محلات للسرقة وإحدى هذه السرقات في وضح النار حيث دخل أحد الشبان الذين يتعاطون إلى سنترال ورفع السكين على الموظفة لتعطيه كل المال وإلا تدفع روحها ثمنا فأذعنت له وكل ذلك أمام عيون المارة لكن "ما حدا بيقدر يحكي"
وفي اليوم التالي وعند الساعة الثالثة والنصف فجرًا، تفاجأت إحدى السيدات أثناء خروجها إلى الشرفة بان جارها المدعو "أبو حسين" لا زال موجودا في السوبرماركت ويبيع أحد الاشخاص لتتفاجأ في اليوم التالي أن هذا لم يكن "أبو حسين" إنما سارقا فتح باب السوبر ماركت بكل هدوء وأخذ كل علب التبغ وأشياء أخرى غالية الثمن والصدمة الكبرى تكم في أن الزبون الذي كان يشتري إحتياجاته كان قد اشترى من السارق وعلم ذلك عندما عاد في اليوم التالي إلى "الدكان" ليقول "والله منيح بتبقوا فاتحين للتلاتة ونص الصبح" فتقاجأ صاحب السوبر ماركت وأخبره أنه اشترى من "الحرامي"
هذا وقد حاول شابان مراقبة صاحبة صالون للتزيين النسائي فعمدوا إلى الحديث معها وسؤالها عن عقد لمرأة ما فنفت ذلك وأخبرتهم عن صالون آخر بنفس الإسم ليعودوا بعد 10 دقائق ويلفقون الأكاذيب حول أنهم "عم نتصل وما عم يردوا علينا وأنا إجري منصابي وما فيي إنزل وإسأل" فطردتهم بالقوة وعندما رحلوا سألتهم إن كانوا سيعودون فضحكوا وقالوا لها "يمكن" ليعودوا في اليوم التالي لكن تفاجاوا بوجود فتيات عندها فرحلوا.
وعلى ما يبدو أن صاحبة الصالون كانت فريسة سهلة لهم لكن الحظ لم يحالفهم.
وإن كانت هذه الروايات في غضون أقل من أسبوع في منطقة واحدة فما بالكم بحي السلم والليلكي اللذين يعتبران وكرا لتعاطي المخدرات و"الحشيشة"؟
وانطلاقا من هنا فإننا نتوجه بالسؤال إلى دويلة الفساد "لماذا لا تدعون الدولة تقوم بواجباتها؟ وإن كنتم غير قادرين على حماية الضاحية فكفاكم دفاعا عنه في الخارج