عرسال مجددا الى دائرة الضوء على خلفية الاوضاع الامنية والتوتر الدائم في البلدة، منذ بدء الاحداث السورية حيث تحولت الى ملجأ للمسلحين من مختلف التنظيمات بالاضافة الى وجود اكثر من 90 ألف لاجئ سوري في البلدة منتشرين في مخيمات تحولت ايضا الى بؤر للمسلحين المنتشرين في جرود البلدة وسط مواجهة دائمة مع الجيش اللبناني ومع حزب الله، والسؤال الاساسي هل التفجيران الاخيران مقدمة لمرحلة جديدة من الاضطراب على الساحة اللبنانية وبالتالي اتخاذ الارهابيين قراراً بنقل التوترات الى الداخل اللبناني ام ان الخرقين الامنيين في عرسال متوقعين في ظل ما تشهده البلد.
وذكرت مصادر امنية ان التحقيقات مستمرة لمعرفة الجهة التي كانت وراء استهداف دورية الجيش في عرسال لكن المصادر اكدت ان ما حصل هو عمل ارهابي على غرار ما كان يحصل سابقا من استهداف للجيش. ورجحت المصادر ان يكون زرع العبوة جاء ردا على ما يقوم به الجيش في منطقة عرسال من استهداف لمواقع المجموعات الارهابية في جرود عرسال.
والى ذلك رجحت المصادر ان يكون استهداف هيئة علماء القلمون حصل في اطار الصراع القائم بين الهيئة وجبهة «النصرة» وبالتالي تستبعد المصادر ان تكون «داعش» هي التي قامت بالتفجير وانما «النصرة» التي ظهرت في الفترة الاخيرة منزعجة من استقلالية الهيئة.
ـ كيف حصلت الحادثة؟ ـ
بعد 24 ساعة على الانفجار الذي وقع امام هيئة علماء القلمون انفجرت عبوة ناسفة في البلدة امس مستهدفة آلية للجيش اللبناني.
وفي التفاصيل ان عبوة استهدفت الية للجيش في منطقة رأس السرج في عرسال بينما كانت قوة عسكرية تؤازر قوة المعلومات للكشف على موقع الانفجار الذي استهدف هيئة علماء القلمون. وفي طريق العودة وعند الوصول الى رأس السرج على طريق الجمالة انفجرت العبوة المركبة في دراجة على جانب الطريق واصابت ملالة من الدورية المشتركة ما ادى الى جرح 5 عسكريين بشكل طفيف ونقلتهم سيارات الاسعاف الى احدى المستشفيات في منطقة بعلبك.
وقد سارع الجيش بعد الحادث الى ضرب طوق امني حول مكان الحادث القريب من احد مخيمات اللاجئىن وقام بحملة مداهمات في مخيمات السبيل وقد تعرضت قوة الجيش الى اطلاق نار واطلاق قذائف صاروخية وقد رد الجيش على مصادر النيران واعتقل عدداً من المشبوهين كما استهدف الجيش تحركات المسلحين التكفيريين في جرود عرسال.
من جهتها اعلنت قيادة الجيش - مديرية التوجيه في بيان ان دورية تابعة للجيش تعرضت اثناء مواكبتها دورية لقوى الامن الداخلي في حي السبيل- عرسال لانفجار عبوة ناسفة كانت مزروعة الى جانب الطريق ما ادى الى تضرر ناقلة جند واصابة خمسة عسكريين كانوا في داخلها بجروح غير خطرة.
وعلى الاثر فرضت قوى الجيش طوقا امنيا حول المكان كما حضر الخبير العسكري وباشر الكشف على موقع الانفجار فيما تولت الشرطة العسكرية التحقيق في الحادث.
ـ الجلسة التشريعية ـ
وفي موازاة الحدث الامني الارهابي بقيت الساحة السياسية عرضة للتجاذبات على خلفية عقد جلسة تشريعية في ظل اصرار الرئيس بري على عقدها ورفض المكونات المسيحية الثلاث لعقدها اذا لم يأخذ الرئيس بري بالمطالب والا فان المواجهة الى احتدام في ظل تأكيد وزير المال علي حسن خليل لوكالة الصحافة الفرنسية ان الجلسة التشريعية ستعقد... وان عقد الجلسة بات لا يحتمل التأجيل لاقرار سلة من القوانين.
واكدت مصادر كتلة التحرير والتنمية ان عدد النواب المسيحيين الذين سيحضرون سيتجاوز الـ 30 نائبا مسيحيا وبالتالي الميثاقية مؤمنة وان الرئيس بري تلقى تأييدا من الرئيس الحريري والنائب جنبلاط ورئىس تيار المردة وكتل عديدة لعقد الجلسة وان مقاطعة الكتل المسيحية غير مبرر لا بل هو خاطئ.
فيما اكدت مصادر مسيحية متابعة للاتصالات بين العونيين والقوات ان تجاوز القرار المسيحي لجهة وضع قانون الانتخابات سيكون له مضاعفات خطيرة والامور لن تمر مرور الكرام. وان تصوير المسيحيين بأنهم يعطلون مؤسسات الدولة لا اساس له من الصحة وان البنود التي طرحتها المكونات المسيحية ليست تعجيزية ولا يمكن تجاوزها كما كان يحصل سابقا واشارت الى امكانية عقد اجتماعات بين النواب من كتل القوات وعون والكتائب لمواجهة قرار الاصرار على عقد الجلسة التشريعية.
ـ ازمة النفايات ـ
اما على صعيد ازمة النفايات فقد تواصلت اللقاءات بين الرئيس سلام والوزير اكرم شهيب في ظل موقف جنبلاطي حاسم بالوقوف الى جانب سلام لحلحلة مشكلة النفايات حيث طلب جنبلاط من شهيب استمرار العمل في الملف مع الرئيس سلام اللذين يتابعان اتصالاتهما بعيدا عن الاضواء.
واوضحت مصادر قريبة من رئيس الحكومة تمام سلام ان المفاوضات لترحيل النفايات بدأت في الساعات الماضية مع عدد من الشركات الاوروبية لكن اي شيء بهذا الخصوص لم يتحدد حتى الان. مشيرة الى ان مسار التفاوض حول الشروط الفنية والتقنية وحول الاسعار تحتاج الى وقت وليس من السهل بت هذه المسائل في وقت قريب. واشارت الى ان هناك عروضاً قدمتها هذه الشركات وتنتظر تقديم ايضاحات حول بعض المسائل التي جرى التطرق اليها حيال العروض المقدمة كما ان للشركات ايضا بعض الايضاحات سيصار في الايام المقبلة الى تقديم اجوبة حولها. وقالت ان البت بالعروض يتطلب مزيداً من الوقت وعندما تجهز الامور سيعمد الرئيس سلام الى دعوة مجلس الوزراء للانعقاد لكن قبل اتضاح موضوع الترحيل. فليس هناك من توجه لدعوة المجلس للانعقاد.