مع تغيّر طبيعة «الخطة» من طمر النفايات إلى ترحيلها، وتغيّر مهام اللجنة المعنية بمعالجة الأزمة من فحص المطامر إلى درس العروض، كشفت مصادر حكومية لـ«المستقبل» النقاب عن تشكيل لجنة جديدة برئاسة الوزير أكرم شهيب خلفاً للجنة الخبراء السابقة، وهي تضم ثلاثة أعضاء جدداً أحدهم يمثل وزارة البيئة وآخر مجلس الإنماء والإعمار بالإضافة إلى قاضٍ يتولى درس الجوانب القانونية في العروض المقدمة لترحيل النفايات اللبنانية، موضحةً أنّ لجنة الترحيل عقدت أول اجتماعاتها برئاسة شهيب أمس وباشرت في عملية جوجلة ودراسة العروض المطروحة حتى الساعة من قبل شركات مختصة تمهيداً لاتخاذ القرار المناسب وتحديد العرض الأكثر جدية وملاءمة لشروط الدولة قبل طرحها على مجلس الوزراء.

أمنياً، برز أمس الانفجار الذي استهدف مقر «هيئة علماء القلمون» في محلة السبيل عند أطراف أحد مخيمات النازحين في عرسال، ما أسفر عن مقتل 5 أشخاص وإصابة عدد آخر بجروح. وبينما كلف مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر الأجهزة الأمنية إجراء التحقيقات الأولية في الانفجار، تعددت الروايات حول طبيعته بين أنباء تتحدث عن انتحاري فجّر نفسه عند مدخل المقر ومعلومات تؤكد أنه وقع نتيجة انفجار دراجة نارية مفخخة كانت مركونة بجانبه، غير أنّ الثابت وفق المعطيات التي نقلها مصدر أمني لـ«المستقبل» أنّ الانفجار دوّى حين كانت الهيئة مجتمعة برئاسة الشيخ عثمان منصور، موضحاً أن الهيئة تعقد اجتماعات دورية شهرياً لمتابعة شؤون النازحين والمساعدات الإنسانية الخاصة بهم بالإضافة إلى قضايا شرعية تتعلق بمعاملات زواج وطلاق.

ورداً على سؤال، كشف المصدر أنّ هيئة علماء القلمون كانت تبذل «مساعي خير» في ملف العسكريين المخطوفين لدى «جبهة النصرة» بمبادرة ذاتية منها من دون تكليف رسمي من الدولة اللبنانية، موضحاً أنه ونتيجة انسداد الأفق أمام الوسطاء في هذا الملف ودخوله في الأشهر الأخيرة مرحلة من المراوحة والجمود، بدأت الهيئة مساعيها منذ قرابة الشهر في محاولة منها لإحداث خرق في جدار الأزمة. وذكّر المصدر في هذا الإطار بالفترات الأولى التي أعقبت عملية اختطاف العسكريين عندما تولت «هيئة علماء المسلمين» دور الوسيط مع «جبهة النصرة»، مشيراً إلى أنّ ما تحقق حينذاك من إطلاق لعدد من العسكريين إنما أتى نتيجة تواصل «علماء المسلمين» مع «هيئة علماء القلمون» التي لعب أعضاؤها دور الوسيط في العملية مع الخاطفين، علماً أنّ هذا الدور اقتصر على التواصل مع «النصرة» دون «داعش» نظراً للخلافات القائمة بين هذا التنظيم وبين «علماء القلمون».

أهالي العسكريين

تزامناً، زار وفد من ذوي العسكريين المخطوفين أمس سفير تركيا الجديد في لبنان تشاتاي أرجيس في مقر السفارة في الرابية لمناشدة الحكومة التركية التدخل في سبيل تأمين تحرير أبنائهم الأسرى لدى تنظيمي «النصرة» و«داعش». وإذ أعرب طلال طالب والد العسكري المخطوف محمد طالب بعد اللقاء عن أمله في أن «لا يؤثر الانفجار الذي استهدف مقر هيئة علماء القلمون على مصير العسكريين»، أوضح نظام مغيط شقيق المعاون أول المخطوف إبراهيم مغيط بدوره أنّ الوفد لمس «اندفاعاً وإيجابية من قبل السفير التركي لا سيما من الناحية الإنسانية غير أنه أكد في الوقت عينه عدم وجود أي علاقة لتركيا بالتنظيمات الخاطفة».