كما في كل مرة، لبنان ضحية الفلتان الأمني، وكما في كل مرة "أسياد" الدويلة في دولة القانون هم الحاكمون، فبعد فضيحة الأمتعة التي حصلت في مطار رفيق الحريري الدولي، تظهر فضيحة أخرى لا تليق بتصرفات الشعب اللبناني وسمعته.
فبعد أن كان لبنان مشهورا في أوساط البلاد الأخرى بالأمن والإستقرار، بات زائروه يهابون الوصول الى المطار من أجل تفادي العراك مع "الحمالين الشبيحة" (وهم الذين يحملون الحقائب في المطار) الذين ينتظرون فريستهم عند باب الوصول في المطار لينقضوا عليها ويحملون حقائبها ولو بالقوة من أجل مبلغ مالي، ولا تقف القضية هنا إنما أحيانا يكون القادم من السفر على وشك الركوب بسيارته لكن "الشبيح" لا يهتم لهذا الأمر فيحمل الحقيبة وينتظر الإكرامية. وأفادت بعض المصادر أن هؤلاء الشبان من الضاحية الجنوبية وهم ليسوا من موظفي المطار ،يأتون في الليل على دراجاتهم النارية التي يركنوها بعيدا عن المطار وينتظرون الواصلين من بلاد الغربة أو الأجانب على باب المطار.
والجدير بالذكر أن هؤلاء الشبان يختارون فرائسهم بعناية فهي إما إمرأة لا رجل معها وإما طاعن في السن لا يقوى على الرفض، كما أن "الشبيحة" يعمدون إلى الصراخ على الضحية وإثارة الشغب وقد تصل أحيانا إلى الإشكالات إن لم ترضخ الضحية لمطالبهم وتدفع لهم. وتعقيبا على منشور صفحة "وينيه الدولة " تحدث عدد من المعلقين حول حقيقة ما حصل معهم وأفادوا تعرضهم لهذه الأنواع من المضايقات فكتب خضر ياغي " العمى ما اوقحهم ما كان معي لبناني فأخي أعطى واحد منهم عشرين الف رجع شخصين عالحارك عّم يقولونا وين اكراميتنا وكأني مخلفه وناسيه" وأكدت Hanan Houhou على صحة المعلومات فكتبتت" Mazbout100 % Ana kl ma2rja3 mn lasfar bynoto 2dam lsayara wbykon lshofeir 3anbi 7ot lshenat blsayara ,wlkarsi eza ba3ty 10 aw 20 dhs byz3al wbytala3 fie bl2lb !!!" وأما ريما رمضان سرحال فقالت "انا صارت معي اول مرة و ما قدرت امنعهم يحملو شنطي من العربايه للصندوق .افتكرتو منهم بعدين طالبو باكراميه.... بس تاني مرة منعتهم بالقوة"
ولعل هذا العدد من التعليقات بات كافيا لإيضاح الصورة امام القارئ وعلى ما يبدو أن الأجهزة الأمنية والدولة كما غابت سابقا عن فضائح كثيرة تتعلق بالمرافق العامة ، فإنها اليوم أيضا تلوح بوجهها عن ازمة اخرى تؤثر على صيت مطار رفيق الحريري، وربما هنا لا يمكننا لوم الدولة الميتة إذ أنها لم تتحرك ساكنا إزاء مصيبة أعظم كملف النفايات، لكن كمواطنين يحق لنا التساؤل "وينيه الدولة من "الشبيحة" و"البلطجية"؟ لذا نضع هذا المقال بتصرف الاجهزة المعنية ربما يتم وضع حد لهذا الفلتان