أعلنت قناة "خبر" للتلفزيون إيران الرسمي يوم الثلاثاء نقلاً عن مصادر مطلعة بأن المواطن اللبناني الموقوف منذ 18 ايلول العام الجاري نزار زكا، كان لديه علاقات وارتباطات معلوماتية- عسكرية مع الولايات المتحدة.
وفي نفس الوقت أفادت مؤسسة أمريكية ناشطة في مجال حرية الحصول على الانترنت في الشرق الأوسط مقرها في واشنطن، بأن نزار زكا شارك مندوبا لها في مؤتمر في طهران وبدعوة من معاون الرئيس الإيراني في شؤون الأسرة.
يُذكر إن نزار، بعد مشاركته في ذاك المؤتمر وإلقاء كلمة فيه حول تنشيط النساء في المجال الالكتروني، غُيّب في طريقه من الفندق إلى المطار، حيث كان ينوي العودة إلى بيروت.
ورغم تغييبه لم تبادر عائلة نزار بتغطية الموضوع إعلامياً ولكنها فوجئت بتوجيه تهمة الارتباط بالولايات المتحدة عسكريا.
الارتباط المعلوماتي بحد ذاته لن يُعتبر تهمة إذا لم يرافقه العمالة والتجسس، وهناك أشخاص وشركات إيرانية لديها علاقات معلوماتية مع شركات أمريكية، وأما العلاقة العسكرية التي أعلن عنها التلفزيون الإيراني الرسمي، فإنه مبني على الافتراض بأن المتهم نزار زكا، يحمل جنسية أمريكية، وإذا يحمل الجنسية الأمريكية فإنه صيد ثمين في يد القضاء الإيراني، وورقة ضغط بيده للحكم عليه ومن ثم تبادله وآخرون ممن اعتقل قبله بتهمة التجسس، من أمثال جيسون رضائيان مع معتقلين إيرانيين لدى الولايات المتحدة.
وكان لافتاً بأن المصدر المطلع الإيراني لم يوجه تهمة التجسس والعمالة لنزار زكا حيث لهذين العنوانين دلالات كبيرة، ولكنه اقتصر بتوجيه اتهام الارتباط المعلوماتي والعسكري وهذان العنوانان لا يعنيان بأنه متهم بالتجسس.
حصل الأجهزة الأمنية الايرانية على صورة لنزار تُظهره في زي عسكري أمريكي، مما قوى عندهم احتمال انتسابه الى الجيش الأمريكي، ولكن وزارة الخارجية الأمريكية نفت امتلاك نزار جنسية أمريكية.
في العام 2013 اتهمت جريدة وطن إمروز المحافظ المتشدد نزار بالارتباط الأمني مع جهات أمريكية، ولكن لم يأخذ نزار تلك التهمة بعين الاعتبار، ربما بسبب ثقته ببرائته ولكن اليوم يجد الرجل نفسه في سجن الأجهزة الأمنية الإيرانية.
يبدو أن مصير نزار بعد نفي وزارة الخارجية الأمريكية بأنه حامل لجنسية أمريكية، سيكون أفضل مما إذا ثبت بأنه مواطن أمريكي- لبناني. لأن ما يهم الإيرانيين حاليا هو كون الرجل حاملاً لجنسية أمريكية.
إن إيران تحاول الإفراج عن مواطنين لها لدى الولايات المتحدة، وليس لديها خيار أفضل من تبادل السجناء. فلديهم سجناء أمريكيون ولكنهم يريدون المزيد.