الإعلام من الوسائل التي تسهم في رفع مستوى الوعي في المجتمع ,فكلما تمتع بالاستقلالية كلما أصبح شريكا حقيقيا للسلطات الثلاث التشريعية والتنفيذية والقضائية وعمل على استمرارها ونجاحها من باب التكامل وليس من باب التبعية, فليس من حق احد أن يهمش هذه السلطة أو يحولها إلى بوق خاص ووسيلة خاصة لمآرب مصلحية وشخصية وآنية تحكمه العقلية الحزبية الأحادية وضوابط التنظيم.
إن الإعلام مساحة حرة في أي دولة أو مجتمع مهمتها التوعية الأخلاقية والسياسية والأمنية، والإضاءة على ما هو خفي مستور لبيان الحقيقة وتوضيحها، وخصوصا في مجتمعاتنا التي تنخرها الأحداث والعصبيات والطائفية والمشاكل الاجتماعية.
وإن أي محاولات للحد من حرية هذا الإعلام هي محاولات لتجريد المجتمع من أبسط حقوقه التي كفلها الدستور ويحميها القانون.
ولأن الإعلام رسالة مقدسة ينبغي أن يعصم نفسه عن الكذب والتلفيق وينقل الواقع بصدق ومهنية ، وينقل الصوره بشفافية ليكون الحق أقوى وتكون كلمة الحقيقة هي الأعلى، وليكون بعيدا عن التبعية والنفعية والمصالح الضيقة.
إن اتهام الإعلام هنا وهناك واللجوء الى التضييق عليه هي محاولات بائسة لا تنفع أصحابها ولا تعود عليهم بشي، بل تجعل منهم أطرافا ومتهين في محاولات كم الأفواه والتضييق على الحريات وكتم الصوت وتغييب الحقيقة.
إن حرية الإعلام لا تقف على باب حزب أو زعيم أو طائفة، إنها حرية كفلها القانون ويحميها الدستور ، وشرعة الأمم المتحدة، وهي أكبر من أن تحدها عصبية حزبية أو طائفية أو سياسية لأن رسالة الإعلام راسخة في أي وطن أو دولة رسوخ القانون بالشرعية ورسوخ الدستور بالدولة وليس لأحد أن يجعل من الإعلام بوقا خاصا لمصلحة الحزب أو الزعيم أو لمصلحة سياسات ضيقة في اهدافها وممارساتها.
إن ما نشهده اليوم في لبنان من الإعتداء على حرية الاعلام والصحافة من قبل حزب الله هي سقطة إضافية وإخفاق جديد يضاف الى الإخفاقات التي مني بها حزب الله سياسيا واجتماعيا وعسكريا، وكان على حزب الله أن يتفادى هذه السقطة خصوصا أن لديه ما كينته الإعلامية التي من حقها هي أيضا أن تدافع عن رأيه بالطريقة التي يراها مناسبة، أما اللجوء الى القضاء فهو محاولة رخيصة لن تفيد حزب الله بشي
جهاد عبدالله