اجتمعت طاولة الحوار برئاسة الرئيس نبيه بري وحضور ممثلي الاطراف اللبنانية السياسية وكان الموضوع الطاغي على الحوار هو كيفية حل مشكلة النفايات، فشرح الوزير طلال ارسلان ان هنالك مشكلة بين الناس والسياسة وان الشعب لم يعد يصدق السياسيين ولا الحكم ولا الحكومة وقال: هذا هو جوهر الموضوع ويصعب على احد ايجاد حلول للمطامر في لبنان طالما ان الشعب يرفض اقامتها او يرفض وجود مكبات للنفايات. وبالنسبة للشويفات والعمروسية وغيرها قال ارسلان ان لديه مشكلة حقيقية في اقناع الناس في الشويفات بأن يكون الكوستا برافا مطمراً للنفايات، ذلك ان تراكم مشكلة النفايات سنة بعد سنة ولّد عدم ثقة بين الشعب والسياسيين وجاء دور الوزير وليد جنبلاط الذي ايد بقوة ما قاله الوزير ارسلان وقال: بالفعل هنالك مشكلة حقيقية فانا غير قادر على الزام الناس بالقوة بفتح مطمر الناعمة لمدة سبعة ايام فقط ولا استطيع استعمال قوتي الحزبية في هذا المجال حتى ان الوزير اكرم شهيب اصبح مريضاً نتيجة مشكلة النفايات والعقد التي فيها، ثم تابع ممثلو الكتل قولهم ان هذه هي الحقيقة ويجب ايجاد حل جزري لها.
عندها قال الرئيس تمام سلام انه درس مع شركات ترحيل النفايات من لبنان على قاعدة اقتراحين: الاول يقول بتعبئة السفينة بالنفايات وان لها فرصة 9 اشهر كي ترمي النفايات في المياه الاقليمية اللبنانية ولكن في العمق واذا لم تستطع تعيد النفايات الى لبنان وهو اقتراح غير جدي، اما الاقتراح الثاني فهو ترحيل النفايات من لبنان بواسطة بواخر يتم الدفع لها وتأخذ النفايات على عاتقها وتشحنها من لبنان.
وقال سلام: انا لا اريد ان ادخل في موضوع قد يصيبني بسمعتي وان هذا السعر فيه صفقة، وان هذا السعر هو غالٍ وان هنالك سعراً ارخص). فاذا لم تتبنّ كافة المكونات السياسية الموضوع ونقوم بتلزيم شركة ترحيل النفايات من لبنان فانا لن اجمع مجلس الوزراء لنختلف في الحكومة ويتبين كأن تمام سلام له مصلحة مالية مع شركات ترحيل النفايات.
اضاف سلام: انا غير مستعد لهذا الامر، فإذا قررتم الموافقة فابلغوني عن موافقتكم لادعو مجلس الوزراء الى جلسة يكون فيها الجميع موافقين على اقتراح الترحيل وعندها نخرج بقرار واحد. وبالمناسبة انتم تعرفون ان الشركات في الخارج تدرك وضعنا المأساوي ولذلك فهي تطلب اسعاراً عالية لكننا نجري مناقصة بين شركات عدة ونأخذ الشركة الافضل والارخص.
وقال سلام ان الموضوع قد تم درسه وحصلت اتصالات مع شركات في مجال الترحيل ولم يبق الا موافقة الاطراف اللبنانيةوانتم تعلمون ان مطمر سرار في عكار عليه اعتراض كبير ومطمر كوستابرافا في شويفات عليه اعتراض كبير وان مطمر الناعمة لم نعد نستطيع فتحه لمدة اسبوع، لذلك لا حل الا ترحيل النفايات من لبنان.
هنا اثنى الرئيس بري على كلام الرئيس سلام وتضامن معه وايد بقية الاطراف طرح سلام، لكن لم يصلوا الى صيغة متى تتم دعوة الحكومة وتلزيم الترحيل خاصة قبل موجة شتاء ثانية قد تأتي خلال اسبوع وتشكل فضيحة في لبنان.
ويبدو ان الامور ذاهبة في اتجاه اعتماد ترحيل النفايات بالبواخر في اول جلسة حكومية ستعقد ربما هذا الاسبوع.

ـ الجلسة التشريعية ـ

على صعيد الجلسة التشريعية صرح النائب انطوان زهرة بأن «القوات» ستقاطع جلسة مجلس النواب طالما ان قانون الانتخابات لم يتم وضعه على جدول الاعمال، لكن الرئيس بري بقي صامتاً امس في جلسة الحوار واجّل البحث لمرحلة لاحقة. هذا يعني ان الرئيس بري يريد ان يتفاوض مع التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية بشأن جدول اعمال جلسات مجلس النواب وهو لم يغلق الباب امام الاقتراحات، كذلك فان هنالك مرونة لدى «القوات» والتيار الوطني الحر لحل قضية الجلسة التشريعية.
ما جرى في طاولة الحوار يؤكد ان الشعب ليس عنده ثقة بالحكام ووعود الحكومة، لانه ملّ النقاشات والاجتماعات والوعود دون اي نتيجة، فكل الاجتماعات ليست الا «طبخة بحص» لن تنضج بتاتاً. والمشكلة تبقى على المحاصصات وعدم تنظيم «السرقة» بـ خصوصا ان الارباح من النفايات تفوق مليارات الدولارات.

ـ ما حصل بين جنبلاط وارسلان ـ

وبعد انتهاء طاولة الحوار، التقى الوزير اكرم شهيب الرئيس سلام في السراي الحكومي وقال: فوجئنا كلجنة فنية باختيار موقع الكوستابرافا، وفوجئنا برفض المعنيين لكننا لم نتفاجأ برفض الاهالي، ورفض شهيب الغوص في الحديث عن بديل الكوستابرافا. وقال ان الامور تحتاج الى مزيد من المشاورات بيني وبين الرئيس سلام والدعوة الى مجلس الوزراء توقفت الى حين الوصول الى البديل عن المطمر او موضوع الترحيل الذي طرح على طاولة الحوار.
وقد ترددت معلومات عن تباين حصل بين النائبين جنبلاط وارسلان على طاولة الحوار، لكن ممثل الحزب التقدمي الاشتركي في الشويفات هيثم الجردي «ابو الشهيد»، كان الى جانب ارسلان في مؤتمره الصحافي والذي اعلن رفض مطمر الكوستابرافا. واشارت المعلومات الى ان جنبلاط قال للمجتمعين بحدة «قولولي بيكفي اكرم او بوقف ولا اريد العودة الى الناعمة» فتدخل سلام مشيداًَ بشهيب وعندما طرح ارسلان بوجود العودة الى الشويفات والعمل مع وليد بك على اقناع اهالي الشويفات ورد جنبلاط «شوف اكرم» فرد ارسلان الامور لا تحل على مستوى اكرم... فقام جنبلاط وغادر الاجتماع دون اي رد وهذا ما حصل بين جنبلا ط وارسلان.
على صعيد آخر، علقت مصادر قيادية في هيئة التنسيق على ما صدر عن هيئة مكتب مجلس النواب بخصوص السلسلة وتأجيلها الى جلسة تشريعية لاحقة بالقول «ان ما حصل نوع من المماطلة والتسويف ومحاولة كسب الوقت وتخدير والهاء هيئة التنسيق، وبالتالي محاولة ثنيها عن القيام باي تحركات تصعيدية، واصفة الوعود الجديدة بانه «كمن يبيع سمك بالبحر». وتساءلت المصادر في ظل التعطيل الذي يهيمن على عمل مجلس النواب، وباقي المؤسسات فمن يضمن انعقاد جلسة تشريعية ثانية لمجلس النواب وترجمة هذه الوعود تعني ان لا سلسلة في المدى المنظور على الاقل ولاحظت ان هيئة التنسيق بكل مكوناتها ستكون امام تحدي استمرار التحركات لفرض اقرار السلسلة، او العودة الى الانتظار من جديد على غرار ما حصل في الاشهر الماضية.