وعلى قاعدة الضرورات التي تبيح المحظورات، شق ملف رواتب العسكريين طريقه الى تسوية موقتة، لقد أخرج الرئيس تمام سلام الملف من شرك المناكفات السياسية، رافضا ان تطال تداعياتها التي تعطل مجلس الوزراء والمؤسسات الدستورية كافة، لقمة عيش المواطنين عموما والجنود والعسكريين خصوصا. فدعا، وعلى مسؤوليته الشخصية، وزير المال علي حسن خليل الى تحويل الرواتب للعسكريين، على أن يوقّع المرسوم في أول جلسة للحكومة وفق تسوية تم التوصل إليها، لكن لم يعلن عن تفاصيلها.
قبيل التوصل الى هذا الحل الذي أفرج عن رواتب العسكريين، كانت المؤسسة العسكرية تقدّم شهيدين جديدين في فصل جديد من مواجهاتها المفتوحة مع عصابات المخدرات، حيث سقط لها شهيدان في مداهمة دورية عسكرية فجر امس الاثنين ملهى في المعاملتين لتوقيف مطلوبين بجرائم مخدرات ودعارة كانوا في داخله، بادروا الى اطلاق النار في اتجاه الدورية ما ادى الى مقتل عدد من المطلوبين.
واذا كان رئيس مجلس النواب نبيه بري مصرأً على عقد الجلسة التشريعية "مهما كلف الامر" لان كلفة عدم انعقادها باهظة الثمن على لبنان، فان نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري لا يبدو أقل اصرارا وهو قال امس لـ"المركزية" انه "سيُشارك في الجلسة التشريعية التي يُحدد الرئيس بري موعدها، حتى ولو كنت المسيحي الوحيد الذي سيحضر، لان هناك اموراً وطنية تتخطى بأهميتها الميثاقية والعناد السياسي". ولم يستبعد "الاتفاق في اجتماع هيئة مكتب المجلس على تحديد جدول اعمال الجلسة"، الا انه استبعد الاتفاق على وضع قانون الانتخاب لانه يتطلب توافقا سياسيا، لافتا الى "ضرورة وطنية لعقد جلسة تشريعية شرط تأمين النصاب القانوني وليس الميثاقي"، ومعتبراً ان "حظوظ عقد الجلسة مرتفعة، لان الرئيس بري ونائبه يؤمنان بأهميتها، كما ان كل فريق سياسي تهمه مصلحة البلد مؤمن ايضاً بأهميتها".
في غضون ذلك، تتجه الانظار الى جلسة الحوار الوطني التي تعقد اليوم تحت قبة البرلمان حيث يستكمل المتحاورون البحث في مواصفات رئيس الجمهورية. وعشية الجلسة، اوضحت مصادر في فريق "14 آذار" ان قيادات هذه القوى عقدت اجتماعاً مسائياً في بيت الوسط مساء السبت نسقّت خلاله موقفها في الجلسة المرتكز الى قاعدة التمسك بسياسة "النأي بالنفس" مقابل تمسك فريق 8 آذار بتبني الرئيس خيار المقاومة، مع المطالبة بتوصيف واضح لـ"المقاومة" المطلوب دعمها.
وفي السياق، أفادت مصادر وزارية متابعة ان ملف النفايات سيحتل حيزا واسعا من المناقشات، لافتة الى ان رئيس الحزب الديمقراطي النائب طلال ارسلان سيقدم مداخلة في هذا الاطار يحدد فيها موقفه من اعادة فتح مكب "الكوستا برافا" بعد تحويله الى مطمر صحي.