8 قتلى ضحية كبتاجون إرتبط إعلامياً بحزب الله ، ولم ينبس إعلامهم الممانع ببنت شفة ، فمن تابع كل من المواقع الحزبية وحتى التيارية البرتقالية اليوم عقب الجريمة المروعة قد وجد تعاملاً خجولاً وسطحياً مع هذه الحادثة ، مع التأكيد إلى أنّ هذه المواقع والوكالات الإعلامية نفسها قد تبنت قضية الأمير السعودي الذي قبض عليه وهو يهرب 2 طن من الكبتاجون وتابعتها بحملة من الإنتقادات اللاذعة والمحقة في حينها ...
ولمرحلة ما ، تقاطع في تلك القضية إعلامنا مع إعلامهم فنحن جميعاً نرفض الإتجار بالمخدرات ودس السموم في البيئة اللبنانية وانتهاكها من أيّ طرف كان ، ولكن أن يكون مهرّب مخدرات مدان وآخر "بريء" فقط لأنه تابع لحزب الله (حسبما أشارت الصور) فهنا النفاق بأمّه ، لأتساءل كيف لجمهور الحزب أن يتعامل بلا مسؤولية مع هذا الحدث وبأي "وقاحة" نراهم يغردون اليوم على تويتر تحت هاشتاغ (أملنا بجيشنا والمقاومة ) ، بعدما شاع بالصور أن من أقدما على إطلاق النار على جنود من الجيش اللبناني إضافة إلى عدد من المواطنين هم إثنين من عناصر حزب الله ...
فهذه الصور والتي تم تداولها بالسوشيال ميديا توجه أصابع الإتهام إلى حزب الله حيث أنّها تشير إلى أن كل من المطلوبين أحمد عمار ومهدي زعيتر هما من الحزب ، مع التنويه إلى أنّها ليست المرة الأولى التي يتم بها زج اسم حزب الله في ملف المخدرات والحشيش ، فمنذ فترة وجيزة أثارت ضجة كبيرة الصور التي التقطت لتاجر المخدرات المطلوب للقضاء اللبناني "نوح زعيتر" إثر تفقده لأحد مراكز الحزب في القلمون الغربي وفي حينها أصدر الحزب بياناً ينفي الصور غير أنّ زعيتر عاد و قام بنشر صور أخرى مع قيادات حزبية تؤكد وجوده هناك في ردّ واضح على البيان وعلى النفي ...
أما اليوم وأمام هذه الكارثة ومع ما تم نشره من صور للمتهمين بالزي العسكري الحزبي ، فإن حزب الله أمام استحقاق توضيحي لجماهيره وللبنانيين عامة ، إذ أن إثبات ارتباط تاجري الكبتاجون بالحزب ، يضع الساحة اللبنانية أمام مفترق وأمام إعادة النظر بمفهوم المقاومة و "حزب الله" .
لا سيما وأن المناطق الخاضعة لسيطرة حزب الله السياسية هي من تتواجد بها معامل تصنيع الكبتاجون ( بريتال ، بعلبك ، الهرمل ) ، وهذا ما أشار إليه وزير الداخلية حينما أعلن وجود عصابات في تلك المناطق تحت غطاء حزبي .
كما أنه وحسب تقرير صحفي بثته المؤسسة اللبنانية للإرسال ففي خلال عام ونصف تم تصنيع 7 ملايين حبة كبتاغون ، وإرتباطات الحزب بهذا الملف عديدة منها أنه خلال عام 2013 أرادت الدولة إلقاء القبض على متهم بالكبتاجون و هو من عائلة الموسوي وعلى علاقة وثيقة بحزب الله ، غير أنّه لم يتم تسليم هذا الشخص حتى الآن للعدالة .
ليظل السؤال ، كيف سيتعامل حزب الله مع ملف الكبتاجون ؟ وكيف سيعيد تصويب الأمور بعد الإنغراق الذي طاله إثر تهم الإتجار التي ارتبطت ببعض عناصره ومن هم تحت غطائه ؟