تمرّد على الواقع والمجتمع لا بد أن يمر به كل شخص ضائع بين مرحلتي الطفولة والرشد، وهنا كما هو معروف أهمية دور العائلة في احتضان المراهق كي لا يسير بالمسار غير السوي.
فعلي ابن الستة عشر سنة لم يشعر في منزله بالأمان الذي احتاجه، والدته مشغولة بالعمل لتعيله وأخواته ووالده أيضا خصوصا أنه لديه عائلتين ليعيلهما.
وبين الإهمال الذي شعر به من قبل والديه وعدم نجاحه في المدرسة إضطر إلى العمل لكن كان رفقاء السوء له بالمرصاد، فأصبحت سهراته خارج المنزل تكثر وأحيانا كان يعود مخمورا ما جعل دفة العلاقة مع والديه تنحرف عن مسارها بشكل تام.
وكما كل شاب في هذا العمر ينجذب جنسيا نحو الجنس اللطيف كذلك فعل علي لكنه أخطأ في الفتاة التي اختارها فريسة لإشباع شهواته حيث أن ليلى تبلغ من العمر 11 عاما.
ولعل المصيدة التي نصبها للطفلة نجحت باعتبار أنهما جارين والأهل على علاقة طيبة مع بعضهما فكان باب الثقة مفتوحا أمام علي، ففي أحد الأيام كان الأهل مشغولون بأعمالهما الخاصة وإذ بعلي يذهب لجارته طالبا منها شيئا ما لوالدته ففتحت الأخيرة الباب لينقض عليها دون رحمة ما جعل الفتاة “تخسر شرفها” بحسب ما يقوله أهالي القرية، وولى هاربا ظنا منه أنه سينجو من فعلته لكن الأم عادت ورأت إبنتها مرمية على الأرض ودمائها تسيل منها ما استدعى أخذها إلى الطبيب الشرعي الذي أكد فقدان الفتاة لعذريتها.
وبعد الإلحاح عليها إعترفت ليدحض علي روايتها بالقول انها “من سلمت نفسها له دون أي مقاومة والأمر برمّته كان برضاها، لذلك لست نادما” لكن علاقاته وتصرفاته جعلت التشكيك بروايته أمرا لا مفر منه.
وبما أن المغتصب والمغتصبة قاصرين فقد تم تحويله إلى سجن الأحداث في سجن رومية ليخرج بعد ستة أشهر وذلك عندما أسقط أهل ليلى الدعوة المرفوعة عليه والتخلي عن حق ليلى كان له شرط “أن يتزوجا وعندما يبلغا سن الرشد يستطيعان أن يقررا مصيرهما معا”.
فقصة علي ليست الوحيدة وطبعا لن تكون الأخيرة طالما اننا لا زلنا بمجتمع لا يستطيع الأهل ان يفهموا أولادهم وبمكان لا أهمية للإهتمام وإننا لا ندعو إلى الإهتمام الزائد عن حده “فالزائد خي الناقص” لكن أليس إعطاء المراهقين أهمية لآرائهم وجعلهم يشعرون بأهمية وجودهم في حياتنا علاج لقصص نحن بغنى عن الوقوع بحفرها؟!
(خاص-liban8)