بين الحق والباطل تزهق أرواح الأبرياء، وبين الخير والشر يقع العسكريون ضحايا الواجب، فاليوم عند الرابعة فجرا قام مطلوبون بإطلاق النار على دورية للجيش قرب ملهى ليلي في المعاملتين ما أدى إلى مقتل ستة مطلوبين بينهم فتاتان وإستشهاد عسكريين إثنين هما مارون.خ.من بلدة بقرزلا عكار والشهيد ميشال.ر. من بلدة الشيخ محمد عكار. وقد أبى هؤلاء الشهداء أن يودعوا لبنان إلا بزيهم العسكري العابق برائحة الإنتصار والكرامة.
كان المطلوبين مسلحين أطلقوا النار باتجاه الدورية التي ردت عليهم، ما أدى إلى مقتل أحدهم المدعو مهدي زعيتر، كما وسقط 5 آخرون هم:عمران المصري، أحمد عمار، جعفر زعيتر، وفتاتين الأولى تدعي ميرنا بو زيد والثانية مجهولة الهوية.
ويبدو أن الجيش اللبناني مرة جديدة يدفع ضريبة الإنفلات الامني في دولة غاب ساستها عن الواقع ليغرقوا في مستنقع الإجرام والإهمال والنفايات وإن قاربنا ماضي ساستنا "المحترمين "نتساءل : أي زعيم يتربع في دارته لا يتحمل جزءا من دماء شعب تعرض لأقسى أنواع الحروب ؟
وإن كان اليوم قد دفع عناصر الجيش ثمن تشتت الدولة عن حماية لبنان والقيام بمسؤوليتها فإننا بالعودة إلى الوراء خصوصا من نهر البارد إلى أحداث عرسال وصولا إلى المداهمات الامنية لا نجد في الواجهة سوى شباب رهنوا دماءهم لحماية لبنان ولم تكن مكافأتهم سوى تقصير من الدولة يودي بهم الى الموت والشهادة
وإن كانت مقولة "كل ديك على مزبلتو صياح"، تفضي الى أن كل طائفة تحمي من لها وتضعه تحت جناحها، لتبقى المؤسسة العسكرية وحيدة "صياحة على كل الطوائف وكل المذاهب" من أجل لبنان الواحد فقط، لكن المغرضين في الدولة حموا من لهم ووضعوا الجيش والمؤسسة العسكرية أمام الموت المحتم غير آبهين بأن هناك حياة أشخاص أبرياء ستهدر بسبب أنانيتهم الطائفية.
اليوم تودع المؤسسة العسكرية شهيدين بسبب تعنت العشائرية والمذهبية وتجذرها في البلاد ، اليوم بسبب "آل زعيتر" وقبلها "لعيون سعد" ومن قبل "لعيون بري" وقبل هذه المرات مدلج وحمية والسيد فداء لـ"داعش" ولو كان جيشنا ينتمي لطائفة معينة لكان المخطوفون العسكريون عادوا ولكان الوضع بلبنان الآن إنقلب على آل زعيتر رأسا على عقب، لكن الواقع في لبنان مختلف فالجيش سيبقى وحيدا يبكي شهداءه متمنيا عودة الساسة عن تفكيرهم الطائفي مع آماله بأن يكونوا ذخرا للبنان كما شعارهم "شرف تضحية ووفاء