ما يُفهم من تسمية الأحزاب الإسلامية بأحزاب الله،أنَّ ما عداها ينطبق عليها أحزاب الشياطين، لأنها لا تحمل نفس التسمية،فعندما تسمي الأحزاب نفسها بحزب الله تحضر الآية الكريمة (ومن يتولَّ الله ورسوله والذين آمنوا فإنَّ حزب الله هم الغالبون) المائدة آية56.. وهذه الآية تعني شيئاً واحداًعند توظيفها لأغراض سياسية ودينية ،تكون هذه التسمية في وجه باقي الأحزاب،فيكون الهدف واضحاً من خلال آية المجادلة 19(إستحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله...أولئك حزب الشيطان،ألا إنَّ حزب الشيطان هم الخاسرون)...
وهذا يؤكد لنا أنَّ ما عدا حزب الله يكون من حزب الشيطان...ما يذكر أنَّ أول من أسَّس حزب أضاف إليه لفظ الجلالة،هو الشاعر محمود الزبيري الذي أغتيل عام (1965) وذلك أبان الصِّراع بين الملكيين والجمهوريين عقب ثورة/26أيلول/سنة (1962) اليمنية بصنعاء.."رشيد الخيُّون 100عام من الإسلام السياسي بالعراق-1 الشيعية-"..ويضيف:أنَّ الزبيري قال: سنفجر لهم قنبلة عظيمة ستكون شديدة الوقع عليهم،وسنعلن إنشاء حزب نسميه حزب الله،وهم سيقولون ونحن من حزب الله"...وهذا الزبيري كان مقرَّباً من الإخوان المسلمين السُّنة" من هنا كل الحركات والأحزاب الإسلامية التي تضيف إليها لفظ الجلالة إسم الله تستطيع رفعها شعاراً من أجل أغراضها السياسية والدينية...
ولهذا نجد أنَّ تسمية الأحزاب بإسم الله منتشرة بكثرة في العراق، فأحد مكوِّنات المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق هي "حركة حزب الله التي إنشقت عن حزب الله العراقي الذي يقوده "كريم ماهود المحمداوي في ميسان عام 2005 بتحريض من المجلس الأعلى للثورة اللإسلامية،وهناك أيضاً "حركة حزب الله النجباء" وهذه مختلفة عن حركة حزب الله، وهي إنشقت عن عصائب أهل الحق ،وقاده القيادي في العصائب ونائب الأمين العام "أكرم الكعبي" الذي شارك مقاتليه في المعارك بسوريا، ويبدو أن النظام الإيراني تعامل مع الخلاف الحاصل داخل العصائب كما تعامل مع الخلاف الحاصل داخل كتائب حزب الله ،وهذه الحركة نمت في سوريا على مجموعات قائمة من لواء"أبو الفضل العباس"وهي تتلقى الدعم اللوجستي من الحرس الثوري الإيراني ومن حزب الله اللبناني، وكتائب حزب الله تلك هي تنظيم شيعي مسلَّح ضمن المقاومة الإسلامية في العراق، ويُقال أنها كانت موجودة أيام النظام العراقي لصدام حسين، وأيضاً هناك حزب تحت إسم (حزب الله) لمحمد خالد البارزاني وله الفضل والأسبقية في ذلك، وعقيدة كتائب حزب الله هي عقيدة الدولة الإيرانية وحزب الله اللبناني، نفسها هي "ولاية الفقيه" والشيء بالشيء يذكر أنَّ تسمية"حزب الله " اللبناني والعراقي هو بفعل الجمهورية الإسلامية الإيرانية عام (1982) جاءت متأخرة على إبتكار هو أقدم منه بكثير،وهي ماركة من حق الحركة الإسلامية اليمنية ،لفرع الإخوان المسلمين منها، وهم كما يبدو خليط بين أصول زيدية وشافعية ...