كشف مصدر عراقي مطلع أن رئيس الوزراء الأسبق وزعيم ائتلاف الوطنية إياد علاوي أجرى خلال الفترة الماضية تحركات ولقاءات مع مختلف الأطراف والقوى السياسية العراقية، من أجل وضع حد لما عده في رسالة سرية لرئيس
إقليم كردستان مسعود بارزاني إمكانية حصول انهيار شامل في كل شيء يصعب تفاديه ما لم يتم بحث مجموعة خيارات عاجلة. وقال المصدر المطلع لـ«الشرق الأوسط»، شريطة عدم الإشارة إلى اسمه أو هويته، إن «علاوي بعث
برسالة سرية إلى رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني، مضمونها أن البلد يمر اليوم بأزمة خانقة أمنية وسياسية، وأزمة حكم جعلته على حافة الهاوية، بحيث يصعب التكهن بما إذا كان العراق سيبقى قادرا على الصمود حتى عام 2017
ما لم يتم تدارك الأمر عبر قرارات جريئة ومسؤولة تنهض على دعامتين، هما إما وقف رئيس الوزراء حيدر العبادي عند حده لا سيما تفرده بالسلطة واتخاذه قرارات غير مدروسة، أو استبداله على الرغم من صعوبة إيجاد البديل الجاهز
بسبب مشكلة التوافقات السياسية أو العمل على تقويته». وأضاف المصدر أن «علاوي وبعد أن صعدّ مع العبادي قبل مدة على خلفيات اتهامات العبادي له بأن حكومته هي التي كانت بداية لشرعنة الفساد، بدأ بالعمل على تكوين لوبي
من ائتلاف الوطنية الذي يتزعمه واتحاد القوى السنية، كما حصل على ضوء أخضر من كل من زعيمي التيار الصدري مقتدى الصدر والمجلس الأعلى الإسلامي عمار الحكيم». وتأتي هذه التحركات في وقت يجري فيه العبادي الآن
مفاوضات صعبة مع الجناح الذي بدأ يتشدد ضده داخل ائتلاف دولة القانون، والذي لا يزال مواليا لرئيس الوزراء السابق نوري المالكي. إلى ذلك، وفي سياق متصل، كشف المصدر المطلع أن «لقاء جمع زعيم ائتلاف الوطنية إياد
علاوي قبل نحو شهر مع قائد فيلق القدس الجنرال قاسم سليماني». وفيما لم يوضح المصدر ما إذا كانت قد تحققت أي نتائج عقب هذا اللقاء أو الهدف الذي عقد من أجله، فإنه أشار إلى أنه كان «أول لقاء يجمع علاوي مع مسؤول
إيراني رفيع المستوى بحجم سليماني الذي يملك تأثيرا واسعا في العراق». كما لم يبين المصدر ما إذا كان هذا اللقاء الذي يقول إنه «جرى بترتيب من قبل القيادي البارز في المجلس الأعلى عادل عبد المهدي وزير النفط الحالي» قد سبق هجوم علاوي العنيف على العبادي في وقتها أم تلاه.