لا تزال خطة الوزير أكرم شهيّب لحل أزمة النفايات موضع أخذ وردّ، في ظلّ العراقيل التي تطرأ على اعتمادها، لا سيّما عدم قدرة الدولة اللبنانية والقوى السياسية على اعتماد المطامر المقترحة حتى الآن، وسط اعتراضات أهلية وسياسية.

وفي الوقت الذي بدأ الحوار فيه مع فعاليات منطقة الشويفات والمحيط لاعتماد منطقة «الكوستابرافا» على شاطئ خلدة مكاناً للمطمر، وهو المكان الذي اتفق حزب الله وحركة أمل والحزب التقدمي الاشتراكي على اعتماده لاستيعاب نفايات الضاحية الجنوبية والجنوب وجبل لبنان «الجنوبي»، تراجع التفاؤل في ما خصّ مطمر سرار في عكّار، بعد عودة الاعتراضات بشكل كبير وسط رؤساء البلديات واتحادات البلديات على رغم جهود وزير الداخلية نهاد المشنوق، خصوصاً بعد الاجتماع الذي عُقد أول من أمس لفعاليات المنطقة، ووصفه أكثر من مصدر مشارك فيه لـ«الأخبار» بـ«المهرجان الانتخابي»، مع تأكيد المصادر على ازدياد الانقسام حول المطمر.


مطمر «الكوستابرافا»
يتقدم ومطمر سرار يتراجع بعد عودة الاعتراضات بشدة



وقالت المصادر إن «هناك أكثر من وجهة نظر في ما خص سرار؛ فالبعض يقبل بالمطمر، والبعض الآخر يصرّ على رفضه، وهناك من ينادي بأن يكون المطمر محصوراً بنفايات عكّار مع إيجاد حلول للبيوت المنتشرة حول قطعة الأرض الكبيرة». وتشير المصادر إلى أن «اجتماع أول من أمس انتهى من دون الاتفاق على شيء، باستثناء تشكيل لجنة من رؤساء الاتحادات والفعاليات، وناشطين من الحراك المدني، للاستمرار في التشاور».
وقالت المصادر إن «نواب تيار المستقبل كلٌّ يغني على ليلاه؛ فبعد أن كان النائب خالد الضاهر يعارض المطمر، صار اليوم يسوّق له ولتوزيع الأموال على بعض المعترضين، لا سيما أصحاب البيوت المجاورة، ومثله النائب هادي حبيش الذي يسوّق للمطمر».
وفي ما خصّ منطقة «الكوستابرافا» الواقعة ضمن نطاق بلدية الشويفات على الساحل، حيث يصبّ نهر «الغدير»، زار المعاون السياسي للسيد حسن نصرالله والوزير علي حسن خليل أرسلان يوم السبت للبحث في مسألة المطمر، بعد إعلان أرسلان رفضه له والتزامه قرار أهالي المنطقة بالرفض، حتى الآن. وقالت المصادر إن اجتماع أمس في منزل أرسلان لم يصل إلى نتيجة واضحة، إلّا أنه تم تليين المواقف والحديث عن هواجس الفعاليات والأهالي، فيما لا يزال أرسلان يتسلح بالإرادة الشعبية. واتفق أمس على إعداد اجتماع ثانٍ لأرسلان والفعاليات يوم الثلاثاء للبحث في آخر التطورات لرفع مجموعة من الأسئلة إلى الدولة لتوضيحها. ويتوقّع أن يطرح أرسلان الأمر على طاولة الحوار عصر الثلاثاء. وهو جدد في اتصال مع «الأخبار» تأكيده «الوقوف خلف خيارات الأهالي»، مشيراً إلى «أننا مع حل الأزمة ولكن ليس على العمياني وعلى حساب منطقتنا». بدوره، قال الوزير أكرم شهيّب لـ«الأخبار» إن «النقاش مع الأمير طلال والأهالي مستمر لشرح سلبيات المطمر وإيجابياته، ونعمل جاهدين لإنجاح الأمر، وهناك بعض التفاؤل، لكن لا شيء محسوماً حتى الآن».


قهوجي تلقّى تطمينات
من سلام وبري بحل أزمة الرواتب خلال ساعات



وفي ظلّ عدم الوصول إلى نتائج محسومة، لن يدعو الرئيس تمام سلام إلى جلسة لمجلس الوزراء من دون الوضوح في مسألة النفايات، ما يعني الاستمرار في أزمة الرواتب، التي باتت تحتاج إلى جلسة للحكومة لإصدار قرار بنقل الأموال اللازمة من حسابات الاحتياط إلى حسابات الرواتب. إلّا أن الضغوط على الحكومة بسبب التأخر في دفع رواتب العسكريين، دفعت بسلام إلى البحث عن بديل لدفع الرواتب في حال استمرار الفشل في الوصول إلى اتفاق حول النفايات وتأخر جلسة مجلس الوزراء. وبحسب مصادر وزارية، يجري البحث عن صيغة ما يتمكّن خلالها وزير المال علي حسن خليل من دفع الرواتب بطريقة قانونية، بعد رفض الرئيس نبيه بري اقتداء خليل بدفع الرواتب بما كان يحصل أيام الرئيس فؤاد السنيورة. وتشير مصادر وزارية إلى أن «الصيغة المقترحة قد تكون قراراً من رئيس الحكومة بدفع الأموال على مسؤوليته يصدر في القريب العاجل». وفي السياق، أشارت مصادر عسكرية لـ«الأخبار» الى أن «قائد الجيش العماد جان قهوجي تلقّى تطمينات من الرئيسين سلام وبري بأن أزمة رواتب العسكريين ستحلّ خلال ساعات».