على وقع تعاقب الازمات المترنحة من النفايات الى الجلسات الحكومية وتشريع الضرورة وصولا الى رواتب موظفي الدولة والعسكريين، تنعقد طاولة الحوار في مجلس النواب غداً وعلى جدول اعمالها ملفات عدة وعلى رأسها انتخاب رئيس الجمهورية ومواصفاته، على ان يسبقها اجتماع هيئة مكتب مجلس النواب والذي من المفترض ان تخرج عنه مؤشرات حاسمة حول الجلسة التشريعية التي سيدعو اليها الرئيس نبيه بري واقتراحات القوانين التي سيتم ادراجها على جدول اعمال الجلسة، في حين اعلن حزبا القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر موقفا واضحا في هذا الصدد، واشترطا لمشاركتهما في الجلسة بادراج قانوني الانتخابات واستعادة الجنسية على جدول الاعمال.
وبالعودة الى أزمة النفايات، افادت معلومات ان اجتماعا عُقد امس في منزل رئيس الحكومة تمام سلام ضم الوزيرين أكرم شهيب وعلي حسن خليل ورئيس مجلس الانماء والاعمار لمتابعة الملف ، في حين لم يتم تحديد بعد موعد لعقد جلسة لمجلس الوزراء، الا ان الاتصالات مستمرة من دون ان يتبلور شيء بعد.
في حين برزت عقدة جديدة امام خطة شهيب تكمن في اقامة مطمر للنفايات في الكوستا برافا على شاطئ الشويفات، الامر الذي رفضه بالمطلق رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني النائب طلال ارسلان معلنا امس ان "الرئيس سلام ابلغني الا مطمر في الشويفات من دون موافقتي".
وعقب لقاء مع فاعليات بلدة الشويفات في مبنى البلدية، قال ارسلان: "دعينا إلى اجتماع نهار الثلاثاء بعد طاولة الحوار لنبت مسألة المطمر بين خلدة والأوزاعي وفق ما يتوافق مع مصلحة الشويفات وأهل الشويفات مسلمين ومسيحيين وكل الأحزاب. فعلى ضوء كلام السياسيين نهار الثلاثاء سيقبل أهل شويفات أو لا بإنشاء مطمر". لافتاً إلى أن "الناس رأت ماذا حصل بمطمر الناعمة وكيف تعاملت الدولة معه فاذا لم تتمكن الدولة أن تضع سيطرتها على شركة خاصة اسمها سوكلين كيف يتمكن المواطن أن يصدقها".
بموازاة ذلك، أزمة اخرى بدأت تداعياتها تنذر بالاسوأ، عنوانها التأخر في رواتب العسكريين. فقد أكدت مصادر عسكرية لـ "ال بي سي" أن الحل الوحيد هو بدفع رواتب العسكريين، مشيرة الى ان إيجاد هذا الحل هو من مسؤولية الحكومة. في حين افادت المعلومات ان الاموال موجودة ولكن يجب قوننة صرفها ويجري البحث عن مخرج لهذه الازمة.
في غضون ذلك، انطلقت مسيرة الحراك المدني تحت شعار "ضد المرض" من سد البوشرية إلى مرفأ بيروت، حيث تحدثت فرح زاهر بإسم المشاركين قائلة: "بسبب طوفان النفايات وغرق السلطة، مشينا اليوم من البوشرية إلى نهر بيروت الغارق بالتلوث والمحول إلى مكب للنفايات، هذا هو الإنجاز الكارثي لنظام المحاصصة الطائفية والمذهبية منذ الحرب الأهلية حتى الآن".
وحمّلت قوى 14 و 8 آذار "مسؤولية هذه الأزمة"، معتبرة "أننا أمام سلطة تتقاعس بالحد الأدنى لإيجاد حل للأزمات الإجتماعية والإقتصادية ولا تزال تحتجز أموال البلديات كي تقوم بدورها الطبيعي". وأكدت أن "كل التسويات لن تمر"، وطالبت بـ "قانون إنتخابي نيابي عادل على أساس النسبية".