الشيعي الذي كسر المحظور وقال ما لا يجرؤ كثيرون على قوله، في زمن التفرد بالرأي، وفي زمن كمّ الأفواه ، وفي زمن حشو العقول بما يريد الزعيم وبما تريد الطائفة وبما يريد المرجع وحاشيته.
مواقف عدة أطلقها رجل الدين الشيعي الشيخ ياسر عودة تناول فيها مسلمات ولكنها خاطئة، مسلمات موروثة لا أساس لها في الدين ولا في الإسلام ، مجرد مسلمات كرستها التبعية المطلقة والعمياء للزعيم والمرجع.
أراد الشيخ عودة أن يحرر عقول كثيرين، ويستعيد العقائد والشعارات من أماكنها التي وضعت فيه قسرا وخطأً، وأراد أن يضع المقدسات في أماكنها الصحية والصحيحة دون غلو ولا تفريط، فتحدث عن العادات والتقاليد الدخيلة على مجتمعنا الاسلامي والشيعي تحديدا، وتحدث عن تقديس المرجعية الذي كان ولايزال في غير محله، وتحدث عن تحرير عاشوراء كمناسبة إنسانية يجب أن تكون خالية من الغلو والاستغلال والتي يجب أن تكون نقية من الشوائب والمهاترات التي ما انزل الله بها من سلطان، بعد أن كادت تلامس العقيدة والمذهب لتتهمه بالتخلف والخواء.
لقد أراد الشيخ عودة أن يحرر المرجعية من ذاتها ومن أحاديتها ومن حاشيتها، لتكون مرجعية الناس بحق، وتكون مرجعية الناس التي تلامس مشاعرهم ومشاكلهم وهمومهم وحاجاتهم.
انتفض الشيخ للمطالبة بحقوق الفقراء والمساكين من الطائفة وانتزاع هذه الحقوق من حاشيات المراجع بدل الصرف على المقامات والحاشيات والتوابع والأزلام.
قال الشيخ كلمته ليحررنا نحن الشيعة من التبعية العمياء ومن التقاليد الجوفاء ومن المرجعيات التي باتت أشبه بالمقدس الذي لا يمكن مناقشته ولا يمكن الحوار معه.
إنها صرخة كان يجب أن تقال في زمن أصبح فيه الإنتقاد كفرا وارتدادا عن الدين، في زمن أصبح فيه الرأي الآخر تمردا وعصيانا يحاسب عليه صاحبه كما في أنظمة الإستبداد.
صوت كان يجب أن يرفع بوجه هذا الظلام، وهذا الواقع الذي ملأت أخطاءه حياتنا وصلاتنا وشعائرنا ديننا وطائفتنا.
إنها كلمة حق في وجه التخلف والتسيب والإنتحار ، إنها كلمة الشيعي الذي كسر المحظور.