التكريم الذي اقامته عدة مؤسسات وهيئات ثقافية لبنانية للعلامة الراحل السيد هاني فحص في مقر الحركة الثقافية في انطلياس مساء الخميس الماضي ، اكد مرة اخرى اهمية الدور الذي قام به السيد هاني فحص في نشر ثقافة التنوير والمحبة ان على المستوى اللبناني او العربي او الاسلامي ،وكانت المداخلات والكلمات التي القيت رسالة حب وتقدير للسيد هاني ولدوره التنويري والثقافي ، وقد دعا للقاء المجلس الثقافي للبنان الجنوبي والحركة الثقافية في انطلياس ورابطة اصدقاء كمال جنبلاط والنادي الثقافي العربي والرابطة الثقافية لمدينة طرابلس والمجلس الثقافي لمدينة زحلة ولجنة جبران الوطنية ومنتدى صور الثقافي ، وقدم للقاء واداره الشاعرة والكاتبة والاعلامية المبدعة ماجدة داغر ،والقيت فيه كلمات واشعار لكل من الوزير رشيد درباس والاستاذ كريم مروة والدكتور انطوان سيف والدكتور محمد شيا والدكتور الشاعر قزحيا ساسين، وحضر الاحتفال حشد من المحبين والشخصيات السياسية والفكرية والاعلامية والثقافية والتي اتت من كل المناطق اللبنانية.
لكن ما يحز في النفس ان هذا الاحتفال التكريمي الرائع غاب عنه "اهل البيت " والعديد من المؤسسات الدينية والثقافية والفكرية التي كان للسيد هاني علاقة عمل وتواصل معها وافنى السنوات الطويلة من عمره في خدمتها ولا سيما على الصعيد الشيعي الديني والسياسي ، وقد يكون صحيحا ان السيد هاني لم يعمل في يوم من الايام من منطلق مذهبي وشيعي ، لكنه كان عضوا في الهيئة الشرعية للمجلس الاسلامي الشيعي الاعلى وعمل طويلا مع مؤسسات المرجعيات الدينية الشيعية وعمل مع مؤسسات الجمهورية الاسلامية الايرانية وحركة امل ولم يكن بعيدا عن حزب الله والقوى الشيعية وكانت تربطه علاقات قوية مع عشرات العلماء والمفكرين ، ورغم انه وجه بعض الانتقادات لحزب الله واحيانا للسياسات الايرانية ، لكنه كان دائما يعبر عن الاحترام والحب لقيادة الحزب وخصوصا للسيد حسن نصر الله وكذلك للقيادة الايرانية.
وقد يكون غياب اهل البيت وبعض الجهات التي عمل معها السيد هاني لاسباب لوجيستية او عملية كعدم ارسال الدعوات او نظرا لبعد مكان الاحتفال عن بيروت او لاسباب اخرى ، لكن كل ذلك لا يلغي ان هناك حالة اهمال للدور الذي لعبه السيد هاني فحص في مسيرة الحوار والعمل الوحدوي والاسلامي وكذلك لخدمة القضايا العربية والاسلامية وبالاخص من اجل التشيع ، وكل ذلك يتطلب اعادة تسليط الضوء على هذا الدور ولو من ناحية نقدية ومن خلال اعادة دراسة مسيرة هذه الشخصية الاشكالية على الصعيد العربي والاسلامي العام وبالاخص على الصعيد الشيعي.
السيد هاني فحص اصبح في العالم الاخر بين يدي رحمة الله رب العالمين وسواء اقيمت احنفالات تكريم له او لم تقم لن يقدم له او يؤخر شيءعلى الصعيد الشخصي ، لكن طالما ان هناك مؤسسات ثقافية اسلامية وشيعية تبحث في التاريخ عن شخصيات دينية ومن جبل عامل لتكريمها وتسليط الضوء على دورها ، الا يستحق السيد هاني لفتة من المؤسسات الدينية وبالاخص الشيعية سواء المجلس الشيعي الاعلى وحركة امل وحزب الله او المرجعيات الدينية الشيعية ، كي لا نقول في يوم ما ان الاخرين سرقوا السيد هاني فحص وتراثه وافكاره