هل قادك سوء...يطالعك عند حضور مناسبة أو ندوة أو دعوة تكريم، لشخصية دينية أو وطنية أو شخصية حزبية، حينها ترى كثافة أوراقٍ ملصقاتٍ على المقاعد والكراسي الأمامية وربما الخلفية أيضاً، تقرأ "كرسيٌ محجوز"! أو"من فضلك مقعدٌ محجوزٌ"! نعم أيها المدعو عندما تصل إلى المقاعد وهممت أن تجلس على مقعدٍ منها،لأنك مدعوٌّ أيضاً بإعتبارك من أصحاب الفكر الحر،وكونك غير محزَّبٍ أو تابعٍ لأي جهة حزبيةٍ، أو لأنك معنيٌ بالمحتفى به، صاح بك أحد القيميين على المناسبة،أو صاحب نفس الدعوة التي تعنيه، وربما صاحب الدعوة لا يلتفت إليك " يعني دبِّر حالك".. عذراً لا تؤاخذني أرجوك؟هنا المكان ليس لك! لأرى لك مقعداً يناسبك!ها إنك ترى الملصق على ظهر المقعد محجوزٌ.. هنا تبدأ مطارتك من مقعدٍ إلى مقعدٍ ،ومن كرسيٍّ إلى كرسيٍّ، وترى نفسك أنك نكرة،وربما ترى نفسك حشرة، لا تدري لماذا وُجِّهت لك الدعوة، هل يريدونك ليكتمل "البروتوكول" كأن الذين يجلسون على المقاعد الأمامية هم أفضل منك، لا ندري ما هو مفهوم الأفضلية، هنا ينتابك"قهقهة، صهصهة فتصهصل"...
والأغرب من هذا (مُقدِّم الحفل، ما يسمَّى المُعرِّف) ما يقوم به نرحَّب بفلان نائب عن فلان، ممثِّل فلان، أوفليتان، ويتجاهل علتان وعليتان، حتى يبادر البعض من المدعويين ويصيح ،نسيتم فلان إبن فلان، ومن ثمَّ يكمل الترحيب مجدداً ويقدِّم الإعتذار من حديدان وسليمان، نعم نسيت خرمان وعجمان ،إلى آخر المعزوفة المخرومة المحفوفة المنتوفة، حتى يكادك الضجرُ والملل والكلل... عادةٌ غريبةٌ وعجيبةٌ في عالمنا العربي وخصوصاً في المحافل الرسمية وغير الرسمية،وفي كل مكان تدوسه الأقدام العربية والإسلامية،وأقدام المثقفين المدنيين، أليس من العيب المعيب أن تكون مناسباتنا مختصة بكم" ربطة عنق" لماذا لا يكون هناك إحترام للجميع فليبدأ نرحبُ بكم جميعاً سيداتي وسادتي،هنا من لم يكن إمرأة يكون من الرجال،ومن لم يكن رجلاً يكون من النساء، أليس هذا هو الإحترام بعينه؟...لأنَّ المثقف والمحترم هو الذي يحترم الجميع الصغير والكبير"والمُقمَّط بالسرير" فليكن الحضور بحسب الوصول ويبقى الإحترام فيما بينهم جميعاً حينها لا يكون هناك أي حرج أو مرج..هذا إذا أردنا أن نكون فعلاً من المثقفين الأحرار وأن نعطي الصورة الجميلة والمثل الصالح لمعنى الثقافة لنا ولإجيالنا، وحينها نرضي أنفسنا وكل المعنيين، وإلاَّ ماذا يميِّزنا عن لأحزاب وقوى الأمر الواقع والقوى المفروضة في مجتمعنا...؟؟