«الضبابية» تحكم ملف النفايات وعقبات عديدة لا زالت بحاجة الى «الحلحلة» لكن الثقة المفقودة بين الاطراف السياسية والطائفية تتحكم بمعادلة النفايات رغم ان نقاشات الساعات الماضية تركزت على العودة الى خطة شهيب الاولى دون تعديلات وتعويم سوكلين والاكتفاء بمطمرين في سرار ومطمر اخر يحدده حزب الله وحركة امل فيما اكدت مصادر وزارية انه لا يمكن الفصل بين خلافات المرحلة الماضية وتطيير خطة ترقيات العمداء عن الفشل الحالي في حل ملف النفايات لان الامور مترابطة جدا وتشير مصادر متابعة للملف ان كل التصريحات التفاؤلية ليست الا مجرد نوايا ومحاولة كل طائفة رمي المشكلة عند الطائفة الاخرى واتهامها بالتعطيل في ظل منطق طائفي تحكمه عصبيات عنصرية في معالجة الملف وعند الجميع.
وكشفت المعلومات بأن الحلول النهائىة لملف النفايات لم تنجز بعد رغم التقدم البطيء خلال الساعات الماضية، حيث سيعقد اجتماع صباح اليوم في السراي الحكومي بحضور الرئيس سلام والوزيرين شهيب وعلي حسن خليل.
واشارت المعلومات الى ان كل ما تردد عن اقامة مطمر في الجنوب غير دقيق وتحديدا في بلدة «كفور» الجنوبية بعد ان اعلن رئيس البلدية بأنه ليس له علم بهذا الامر وترددت معلومات ان حزب الله وحركة امل اقترحا رمي نفايات الضاحية في المطمر الموجود حاليا على تخوم الضاحية الجنوبية (العمروسية)، حيث يتم الرمي وفق المواصفات ويقوم اتحاد البلديات بمنع اي ضرر يلحق بالمواطنين.
وعلى ضوء اقتراح الوزيرين علي حسن خليل وحسين الحاج حسن بايجاد مطمر في الضاحية «منطقة العمروسية» حيث سيكون هذا الطرح موضع نقاش في اجتماع السراي اليوم وامكانية طمر جزء من نفايات المتن في هذا المكب.
وفي المعلومات ايضا ان مستشار الرئيس سعد الحريري السيد نادر الحريري الذي حضر اجتماع السراي ليل امس الاول، وتعهد بتدخل تيار المستقبل لاقناع اهالي عكار برمي جزء من نفايات المتن في سرار وحتى الان لم يتبلغ الرئيس سلام الجواب بعد.
وفي المعلومات ايضا ان الوزير شهيب الذي ابلغ التيار الوطني الحر بالعودة الى خطته الاولى التي لا تلحظ اي مطمر في المتن وكسروان ولكن بعض الاطراف السياسية لم توافق على طرح شهيب وما زالت متمسكة بايجاد مطمرين في كسروان والمتن وهذا الطرح يتمسك به الرئيس سلام وسخر من اقتراح البعض باقامة مطمر في جبيل في بلدة «المعيصرة» الشيعية واعتبر ان الامر غاية في الطائفية.
وفي المعلومات ايضا ان شهيب اقترح على الوزير الياس بو صعب والنائب سامي الجميل اقامة مطمر في منطقة أبو ميزان وان الكتائب والتيار الوطني رفضا اقامة اي مطمر في منطقتي المتن وكسروان وقال الوزير بو صعب للوزير شهيب «تحملنا سموم معمل الذوق لسنوات كثيرة ولم نحتج ولم نطالب بأن تتحمل كل منطقة هذه السموم ونقل المعمل الى مناطق اخرى ولم نتحرك طائفيا وهدد بو صعب انه في حال استثناء المتن وكسروان من خطة النفايات المبادرة الى وقف العمل في معمل الذوق ومنع الشاحنات من الوصول الى سرار».
المنطق الطائفي حسب مصادر متابعة للملف استخدمه الجميع حيث اشار النائب جنبلاط الى انه مستعد لحل مشكلة نفايات جبل لبنان الجنوبي فقط فيما مكب سرار في عكار يتولى نفايات المناطق السنية والمطمر المقترح من امل وحزب الله نفايات الطائفة الشيعية وبالتالي على المسيحيين تأمين مطامرهم، واعتماد حل فيدرالية النفايات، الامور ستتوضح في اجتماع اليوم وعلى ضوء النتائج سيحدد الرئيس سلام اذا كان سيعقد جلسة لمجلس الوزراء مطلع الاسبوع المقبل او يؤجل الدعوة في حين ان النائب اكرم شهيب اقفل هاتفه طوال نهار امس مؤكدا انه قام بكل ما عليه والجواب عند الاخرين.

ـ اتجاه لتقاسم نفايات كسروان والمتن ـ

واشارت مصادر قريبة من تيار المستقبل الى ان كل المؤشرات توحي بامكان حصول حلحلة بما تبقى من تعقيدات في ملف النفايات خلال الساعات القليلة المقبلة. واوضحت ان العقدة الاساسية التي كانت ما تزال عالقة تتعلق بكيفية ايجاد الحلول لنفايات كسروان وجبيل وبعد ان جرى مبدئىا تجاوز التعقيدات بخصوص المطامر الاخرى. وقالت ان الاتصالات حول نفايات كسروان وجبيل تتمحور حول تقسيم هذه النفايات ما بين مطمري «سرار» والجنوب مشيرة الى ان تيار المستقبل عبر الاتصالات التي يقوم بها وزير الداخلية مع رئيس التيار سعد الحريري لقيت جوابا مبدئىا بالموافقة على نقل جزء من نفايات كسروان والمتن الى «سرار» كما اشارت المصادر الى وجود مؤشرات ايجابية من جانب حزب الله وحركة «امل » للقبول بنقل قسم من نفايات المتن وكسروان الى المطمر الذي سيقام في الجنوب الا ان المصادر اشارت الى ان بت هذه القضية لا يزال تحتاج الى حلحلة بعض الرتوش وهو ما يجري العمل عليه من قبل الوزير اكرم شهيب والمعنيين.

ـ اوساط سلام ـ

وفي السياق ذاته اوضحت اوساط قريبة من رئىس الحكومة تمام سلام ان الاتصالات منكبة لمعالجة عقدة النفايات في قضاءي كسروان والمتن.
وابدت الاوساط تفاؤلها بامكان الوصول الى مخارج لهذه القضية قبل المهلة المحددة اليوم واوضحت ان الرئيس سلام لم يتجه حتى الان لتحديد موعد جلسة مجلس الوزراء لكنه سيقوم بتحديد موعد الجلسة فور معالجة التعقيدات المتعلقة بكسروان والمتن.

ـ رواتب العسكريين ـ

اما على صعيد رواتب العسكريين فان الاجتماعات بين القوى السياسية تهدف ايضا الى معالجة رواتب العسكريين في جلسة مجلس الوزراء وازالة الاعتراضات وحضور كل المكونات الحكومية وتذليل اعتراضات التيار الوطني ان تكون الجلسة للنفايات فقط وليس لاي ملف اخر.
وعلم ان رواتب العسكريين لم تصرف حتى نهار امس لكن المعلومات اشارت الى ان القضية متجهة الى الحل عبر مراسم «جوالة» اذا لم تعقد جلسة مجلس الوزراء وان الحل سيتم الوصول اليه خلال الساعات المقبلة.