استطاع حزب الله أن يثبت منذ انطلاقته قدراته العسكرية والأمنية في مواجهة الإحتلال الاسرائيلي في لبنان، وسجل على هذا الصعيد انتصارات كبيرة أدت إلى اندحار الاحتلال عن لبنان عام 2000، وكرس معادلته العسكريه مع العدو ليضمن حماية لبنان بشكل دائم من الإعتداءات الاسرائيلية،وسجل ذلك في لائحة الإنجازات الإيجابية لحزب الله .

فيما بعد كبرت طموحات الحزب ليشكل حضورا كبيرا على المستوى الإقليمي خصوصا فيما يخص الصراع العربي الإسرائيلي ورفد الحزب محطات الصراع هذه بالمزيد من القوة العسكرية والمعنوية سجل خلالها الحزب المزيد من الإيجابيات والتعاطف الشعبي والسياسي على مستوى العالمين العربي والاسلامي.

أثبت حزب الله من خلال ذلك قدرته على تكريس مبدأ الجهاد الأصغر ونجح في ذلك إلى حد بعيد، لدرجة اتهم الحزب فيها بالغرور السياسي والعسكري وخصوصا عندما أصبح طرفا في النزاعات التي نشبت في المنطقة بدءا بسوريا مرورا بالعراق وصولا إلى اليمن وغيرها، أدى هذا الأمر الى انتكاسة كبيرة وأصبح حزب الله عدوا أو طرفا غير مرغوب به في هذه النزاعات وخصوصا مع ولاءه الدائم وتبعيته المستمرة لإيران.

شكلت هذه الإنتكاسة تحد كبير أمام حزب الله وهي بالعناوين الجهادية يمكن تسميتها بالجهاد الأكبر فهل أفلح حزب الله بالجهاد الأكبر كما عاد منتصرا من الجهاد الأصغر .

الإجابة على هذا السؤال ليست صعبة حيث أخفق حزب الله في جهاده الأكبر وضرب عرض الحائط بالدعوات الكثيرة بعودته من ساحات القتال الخارجية إلى الوطن ليلتزم شؤون مواطنيه وشجونهم ويقف الى جانب اللبنانيين في همومهم المعيشية والاجتماعية والمطلبية .

لقد أخفق حزب الله بالجهاد الأكبر وبقي خارج ساحات هذا الجهاد وترك مطالب اللبنانيين المحقة بالحد الأدنى من الخدمات الاجتماعية والصحية والتربوية، ولم يكن في حساباته أي مبادرة لمعالجة الأزمة المعيشية التي تمر بها البلاد أو على الأقل التي يمر بها جمهوره الذي يعاني ما يعانيه من الاهمال والبطالة والأزمات المتعددة.

وأخيرا فإن الإنجازات التي سطرها حزب الله في جهاده الأصغر لم تعد ذا قيمة إذا ما تخلى حزب الله من مطالب أهله وناسه ومواطنيه .