بعد أقل من اسبوع على انعقاد لقاء فيينا -1 بين وزراء خارجية أميركا وروسيا وتركيا والسعودية لبحث الأزمة السورية، تمت الدعوة لعقد لقاء فيينا – 2 لمتابعة هذا البحث ، لكن الجديد في اللقاء الثاني أنّه سيضم 14 دولة وإضافة للدول الأربعة تمت دعوة بريطانيا والعراق ولبنان وإيران ومصر والأردن والإمارات العربية المتحدة وفرنسا والاتحاد الاوروبي والمانيا وقطر.
وشكلت مشاركة ايران ومصر في المفاوضات اضافة مهمة بناء لطلب روسيا ، لان السعودية كانت تعارض ذلك ولكن الضغوط الاميركية والروسية ادت لتوسيع اللقاء ومشاركة ايران وهذا يؤكد اننا دخلنا في مسار جديد لحل الازمة السورية وهذا المسار هو تطوير للمفاوضات الدولية حول الملف النووي الايراني وهو يشير الى الاتجاه نحو نظام اقليمي – دولي جديد لحل الازمات في المنطقة والعالم.
وبموازة المباحثات الموسعة بشأن الازمة السورية، ستنطلق ايضا المباحثات بين الحكومة اليمنية وانصار الرئيس السابق علي عبد الله صالح والحوثيين بشأن الازمة اليمنية وقد اعلن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير : ان حملة "اعادة الامل" السعودية ضد اليمن ستتوقف قريبا بعد انجاز الاهداف المطلوبة منها، حسبما قال الوزير السعودي ، مما يعني الحوار السياسي بشأن الازمة اليمنية يسير بموازة المفاوضات السياسية حول الازمة السورية.
لكن هل يعني ذلك ان الصراعات ستتوقف وان الازمتين السورية واليمنية في طريق الحل النهائي، الجواب على ذلك ليس سهلا او بسيطا فالصراعات والمعارك قد تتواصل بموازة المفاوضات والحلول لن تكون سريعة لان الامور معقدة وقد تتوقف نتائج المفاوضات على مسار الاوضاع الميدانية ونتائج المعارك العسكرية.
اذن نحن دخلنا مسارات جديدة وكلما ادركت الاطراف المتصارعة ان الخيارات العسكرية والامنية لن توصل الى اي حل وكلما كانت المفاوضات والحوارات السياسية والدبلوماسية جدية وكلما ابدت الاطراف الاساسية استعدادا لتقديم تنازلات متبادلة كلما اسرعنا بوقف الحروب والصراعات وهذا لصالح شعبي سوريا واليمن ولصالح كل شعوب المنطقة والعالم.