تمر في الحياة قصص تكاد لا تصدق لنتساءل هل حدثت فعلياً أم أنها من نسج المخيلة ، إلا أن المجتمع هو حالة واعية تسقط عليها كل الإحتمالات ، وما القصص التي نحسبها "خيال" إلا حقائق مستنبطة من واقع نرفض الإعتراف به أو الخوض في تفاصيله ...
ليال ، هي قصة تختصر مجتمع بتناقضاته بتحوّلاته ، بكل ما به من أبيض وأسود ، و على ذمة الصديقة التي سردت لنا وقائع حياة جارتها ننقل إليكم حكاية ليال !
في بيئة فقيرة متدينة نشأت ليال ، ليفرض عليها الحجاب في عمر السابعة واللباس الشرعي عند التاسعة ، كان يمنع عليها اللعب مع الأطفال الصبيان وتمّ نقلها من المدرسة إلى معهد لتأخذ العلوم الشرعية ، هذا الجو الملتزم دينياً حد التعصب قيدها ومنعها من كل ما يحق لفتاة من عمرها أن تعيشه ، فكان عليها أن تقطع علاقتها بهذه الصديقة "غير المحجبة" وعدم التحدث مع ابنة الجيران "المتبرجة" ..
في قرارة نفسها كانت تعتبر أن ما يمليه عليها والدها غير منطقياً ولكن مبدأه المستند إلى "العصا لمن عصا" جعلها تخضع لتقي جسدها من ضربات لا ترحم !
والدة ليال لا رأي لها ولا صوت ، واجبها خدمة زوجها وطاعة ربها ، لا تخرج ولا حياة اجتماعية ولم تكن يوماً سنداً لابنتها بل على العكس كانت عوناً للزوج الذي فجّر عقده بإبنته !
في عمر السادسة عشر بدأت تتعقد حياة ليال ، وكانت تنظر لسائر الفتيات بحقد على وضعها ، في هذه المرحلة فرض عليها النقاب الأسود "تغطئة وجهها" ، كان لديها رغبة جامحة في التغيير في الخروج من هذا الكبت ولكنها لم تستطع وحدها أن تتحدى واقعها أولاً ، ولم تملك الجرأة على ذلك ثانياً .
إلا أنّ حدثاً هاماً أبدل حياتها في هذه المرحلة ، فإنتقال الشاب "اللعوب" إلى حي ليال كان هو النقطة المفصلية في تحوّلها ولكنه للأسف تحوّل سلبي من انحراف ديني لإنحراف أخلاقي ، هذا الشاب الذي أثارته تلك المنقبة فأراد أن يوقعها بشباكه ، وقد عزم على ذلك .
ليال التي لم تكن تخرج إلا لمعهدها لتلقي العلوم الدينية تفاجأت بظل يلاحقها ، بداية لم تأبه لذلك ولكن تكرر هذه الملاحقة استحوذ انتباهها ، غير أنها لم تتذمر فما عايشته من تهميش مجتمعي جعلها تستلم لأي إعجاب .
يوماً بعد يوم تجرأ هذا الشاب على محادثتها ، غير أنّ خوفها وعصا أبيها دفعاها لعدم الرد بل والهروب ركضاً ، ردة الفعل هذه لم تمنع الشاب من محاولة ثانية وثالثة حتى استجابت ليال ، ليصبح الجار الجديد رفيق الدرب ولترمي بأحضانه كل ما تحمله من مخاوف وأفكار و عُقد .
حتى هذه المرحلة لم يظفر بشيء منها وحتى وجهها لم يبصره بعد كان يكتفي بأن يمشي وراءها مراعياً عدم إثارة الشكوك ليتوقفا في ذلك الزقاق الفرعي البعيد عن النظرات فيتبادلا أطراف الحديث ..
استطاع الشاب أن يكسب ثقة ليال بعد مدة قصيرة بل وأكثر أن يسيطر عليها ، حتى طلب منها أن يرى وجهها في البداية مانعت غير أن أصراره وتهديده بالإبتعاد عنها جعلاها تستجيب وهي التي أصبح ترى به المنقذ من وضعها .
إلا أنّ مطامع الجار لم تتوقف عند الوجه فظل يحايلها حتى تمكن من كسر العديد من الحواجز بينه وبينها فأصبحت تتقبل أن يمسك يدها وأن يتلمس ملامح وجهها وحتى أن يطبع قبلة بريئة غافلة على خدها .
إلا أن طلب منها أن يصطحبها إلى منزلٍ فارغ يعود لأحد أصدقائه كونه يريد أنن يجلس معها بهدوء دون الخوف من أن يراهم أحداً ، عند أول محاولة رفضت ولكن مع تأكيده لحسن النوايا وأنه يحبها وهي زوجته المستقبلية التي لا يمكن أن يسبب لها أي أذى أو يمس شرفها قبلت ، فتغيبت عن معهدها وذهبت معه ، وبالفعل لم يمسها ولم يتعرض لها وإنما استطاع أن يستدرجها لتخلع حجابها أمامه ولترمي عباءتها ، فكانت المرة الأولى التي يبصرها فيه باللباس المعهود لسائر الفتيات اللواتي في مثل سنها .
هذا الإطمئنان الذي زرعه في نفسها جعلها تقبل الذهاب معه إلى ذلك المنزل كلما أراد ، ولكن كل مرّة كانت الأمور تزداد بينهما تصاعدياً ودون أن يجبرها على شيء خاصة وأنها هائمة به ، ولم ينتظر الشاب طويلاً لتحقيق مراده ففي المرة الرابعة كانت معه بالفراش وبملء إرادتها .
هذا التطور بالعلاقة لحد أن تتعرى أمامه وتمنحه جسدها وشرفها زرع بها الخوف ولكنها لم تتراجع فهذا الجموح كان يرتد من الضغط الذي عاشته منذ طفولتها ولثقتها العمياء بهذا الحبيب الذي لن يتركها حسبما ظنت ، إلا أن ما جرى بعد ذلك قد خالف توقعاتها .
فبعد حوالي الشهرين على العلاقة الجسدية التي جمعتها والشاب ، وفي الموعد المحدد للقائها معه في منزل الهوى ، تفاجأت بضيف دخيل ألا وهو صديق الشاب .
تواجد هذا الشخص في الشقة أخافها ولكن المخيف أكثر هو ردة فعل حبيبها إذ ما أجابها به حينما استنكرت وجود الضيف شكل لها صدمة ، حيث أنه طلب منها النوم معه وأن "تبسطه" وحينما صرخت واستنكرت كان التهديد بأشرطة مصورة وثقت كل ما جرى بينهما في الشهرين الماضيين ...
(قصة ليال لم تنتهِ هنا ولها جزء آخر ننشره في حلقة ثانية)