في تغيير كبير للإستراتيجية الأميركية في العراق، أكد وزير الدفاع أشتون كارتر أمس تكثيف الغارات الجوية على «داعش»، والمشاركة في عمليات على الأرض، حين تدعو الحاجة. وأعلن أن العبادي تعهد بأنه لن يكون شريكاً لروسيا، في حين قال رئيس هيئة الأركان جوزيف دانفورد إن السماح لروسيا بالإغارة على «داعش» سيُجبر «واشنطن على سحب دعمها العراق».
وفي جلسة استماع أمام لجنة العلاقات المسلحة في مجلس الشيوخ أمس، قال دانفورد إن «ميزان القوى في سورية يميل لمصلحة (الرئيس بشار) الأسد، بعد التدخل الروسي الى جانب حزب الله وميليشيات موالية لإيران». وأكد وجود قوات إيرانية على الأرض أطلق عليها اسم «العسكريون العاملون»، قدّر عددها بأقل من ألفين في سورية، وأكثر من ألف في العراق.
وأقر كارتر أيضاً بوجود هذه القوات، وشدد على ضرورة تأهيل «قوة سنية في العراق لقتال داعش». ولفت إلى أن رئيس الوزراء حيدر العبادي «أحرز تقدماً في هذا المجال، إنما هو لا يسيطر على كل شيء»، في تلميح إلى معارضة الموالين لإيران تأسيس هذه القوة.
ورداً على سؤال للسناتور ليندسي غراهام عما إذا كانت واشنطن ما زالت «تريد إسقاط الأسد»، قال كارتر «بالتأكيد»، لكنه لم يلتزم أي عمل عسكري لهذه الغاية. وأضاف أن وزارة الدفاع «لم توص الرئيس باراك أوباما بإقامة منطقة عازلة أو منطقة حظر جوي في هذه المرحلة، لكن هذا الخيار على الطاولة». وأوضح ان «مواجهة الأسد عسكرياً مهمة كبيرة وإقامة مناطق عازلة يتطلب الدفاع عنها... حتى من النصرة وداعش، وهما أقوى مجموعتين اليوم على الأرض» وحذر من أن «الضربات الروسية التي لا تركز على داعش قد تعزز قوته».
وعن احتمال استهداف روسيا قوات دربتها وجهزتها الولايات المتحدة، قال كارتر إن «هذا الأمر لم يحصل، فالقوات المدربة أي الأكراد والتحالف العربي السوري لم يتم التعرض لها بعد». أما عن «الجيش الحر» الذي استهدفته ضربات روسية، فقال إن واشنطن «تدعم لكنها لا تدرب أو تجهز قواته». وزاد أن للولايات المتحدة مصالح في المنطقة وعليها «حماية شراكاتها مع دول الخليج وإسرائيل ومحاربة داعش». وانتقد التدخل الروسي لأنه «سيشعل الفتيل السوري ويقوي التطرف».
وأكد دانفورد العائد لتوه من العراق أن الزعماء العراقيين أكدوا له أنهم لن يسمحوا لروسيا بتوجيه ضربات ضد داعش في العراق، وقلنا لهم إن حدوث هذا الأمر سيجبرنا على سحب دعمنا». وأكد كارتر أن العبادي تعهد بأنه «لن يكون شريكاً لروسيا».