بين الحين والآخر نسمع أن هذه العاملة إنتحرت..تلك قتلت..اخرى هربت..ما يعطي مظلومية لا مهرب منها لعاملات المنازل وربما يدفع بنا إلى التعاطف مع اوضاعهن باعتبار انهن إبتعدن عن الوطن ليعيلوا أولادهن وعائلاتهن في الغربة
لكن المفاجىء أن بعض هؤلاء العاملات بدأن يتعاملن بوقاحة مع أرباب العمل وربما يتصرفن أحيانا على أنهن سيدات المنزل.
ففي منطقة حي السلم تقوم وداد بالإستعانة أسبوعيا وعلى الساعة بعاملة أثيوبية لمساعدتها على أعمال المنزل، وبما أنها منذ زمن تتعامل معها فإنها تركتها بالمنزل لتنظفه وعندما عادت تفاجأت بان العاملة تقوم بتعاطي المخدرات في منزلها وبسرعة البرق ودون أي تفكير منها قامت بطردها حيث ان الموقف الذي فاجأها أفقدها التركيز فلم يخطر ببالها الإتصال بالقوى الأمنية.
هذه القصة ليست الوحيدة فمن المخدرات إلى الخروج من المنزل دون إذن مع إبنة رب منزلها البالغة من العمر 6 أشهر لتغيب ساعة دون إي إهتمام في المنزل بأن والد أو أم يغلي قلبها.
وبالتفاصيل فرغدة موظفة وزوجها أيضا كذلك من سكان كنيسة مار مخايل إستعانت بعاملة لمساعدتها على ابنتها وبعد أن أمنت لها أصبحت تخرج من المنزل لتتركه بعهدة هذه العاملة وفي يوم من الأيام وبالتحديد منذ أسبوع عاد الأب من عمله باكرا ليتفاجأ أن لا وجود لا للعاملة ولا لإبنته في المنزل وبين الذهاب والإياب وقف منتظرا على الشرفة عله يراها قادمة فيبرد قلبه وبعد مرور ساعة من الإنتظار رآها تختبئ من نظره خلف حائط البناية المجاورة فهرع مسرعا ليتأكد من سلامة إبنته وعندما سألها أين كنت؟ أجابت ببرودة أعصاب "كنت أتكلم مع أهلي"، وهنا كانت ردة فعله أن إتصل بالمكتب ليرجعها خوفا على سلامة طفلته.
هاتان القصتان وغيرهما الكثير من الروايات الشيقة المتعلقة بالخادمات في لبنان يفضحان المستور وإننا هنا لا نتكلم من باب العنصرية أو التمييز بين سيدات المنزل والعاملات لأن هناك الكثير منهن مظلومات ويعشن الأمرّين من قساوة البعد عن أوطانهن وقساوة المعاملة لأسيادهن.
وبين الظلم والمظلومية يبقى التأكيد الأهم أنه لا يجب النظر إلى العمل في المنزل بازدراء لكن مع الإنتباه إلى الفتيات اللواتي نضعهن في منازلنا قبل فوات الآوان