كانت هذه أول برقية يرسلها مسؤول الأمن في السفارة السعودية في بيروت إلى الرياض وصلت الى مكتب وزير الداخلية ولي العهد الامير محمد بن نايف، ثم تبعتها برقية ثانية تقول أن كمية المخدرات المضبوطة 2 طن مهربة بطائرته الخاصة.
سعد الحريري تبلغ الخبر واتصل بالسنيورة وطلب منه التحري وتحرك الرئيس السنيورة على محور وزير الداخلية وحاولوا تدبير الأمر بإعطاء جواز سفر ديبلوماسي للأمير عبد المحسن بن وليد بن عبد العزيز وتركيب قصة التهريب على مرافق الامير يحيى الشمري.
تيار المستقبل كله مُستنفر، النواب، الوزراء، والرئيس السنيورة ووزير الداخلية ورئيس الحكومة تمام سلام لانقاذ الامير عبد المحسن بن وليد بن عبد العزيز والحل الوحيد هو إيجاد مخرج بأن معه جواز سفر دبلوماسي وحقيقة الامر، أنه كان يسافر بجواز عادي، فمن يقوم بالتزوير للفلفة الامر من تيار المستقبل؟
عملية صعبة علمت بها الدول من واشنطن لباريس ولندن وضجت بها مواقع التواصل ولكن الامر لا يفيد، فالامير السعودي عبد المحسن بن وليد بن عبد العزيز يجب أن يتوقف لدى الشرطة القضائية، لكن نهاد المشنوق وزير الداخلية وضع ثقله في الموضوع والرئيس السنيورة كان يركض من جهة لجهة لتخليص القصة، والرئيس الحريري على الهاتف يتابع كل تفصيل. وكانت المشكلة أنه كيف يكون مع الامير عبد المحسن بن وليد بن عبد العزيز جواز سفر عادي ثم يتم تحويله لجواز سفر ديبلوماسي وإلصاق التهمة بالمرافقين مع الامير والكمية المصادرة هي 40 حقيبة وزنها 2 طن من المخدرات ولا يمكن تمريرها بسهولة، وولي العهد وزير الداخلية الامير محمد بن نايف وقع في ورطة كبيرة. فكيف يكافح المخدرات وفي ذات الوقت يغض النظر عن امير سعودي كان يقوم بتهريب 2 طن من المخدرات.
كل العمل الآن جار على إعطاء الامير عبد المحسن بن عبد العزيز جواز سفر دبلوماسي واعتقال مرافقيه بأنهم هم من قاموا بالتهريب وإلصاق التهمة بهم وتحييدها عن الامير، ولا زال الامير عبد المحسن بن وليد بن عبد العزيز موقوفا في المطار لدى الجمارك والقضية كبيرة وهذه قصتها من بيروت للرياض عاجل.. عاجل... عاجل.
ـ كيف إكتشفت الجمارك تهريب 2 طن من الكابتاغون؟ ـ
وصل الأمير السعودي إلى جناح الطائرات الخاصة وبصورة عفوية، قال لمرافقيه ضعوا هذه الحقائب على كاشفة الاشعة وأنا سأسبقكم إلى الطائرة.
ما إن مرت الحقيبة الأولى حتى إكتشفت الجمارك أن ليس بداخلها ثياب أو أغراض شخصية بل علب مغلقة بإحكام بشريط لاصق قاس، وكل الحقائب التي مرت وهي 40 حقيبة تزن كل واحدة 50 كلغ لم يكن فيها ثياب أو أغراض شخصية أو أي شيء سوى علبة مغلقة بشريط لاصق.
فقامت الجمارك بطلب فتح الحقائب واعترض المرافقون على ذلك قائلين أنه أمير سعودي، وبعد اصرار الجمارك وما إن فتحت الحقيبة الاولى وتم مزق الشريط اللاصق حتى تبين أنها تحوي على حبوب الكابتاغون.
إعتقلت الجمارك الامير السعودي عبد المحسن بن وليد بن عبد العزيز ومرافقيه وبدأوا بالتحقيق معه ولكن السفير السعودي ونواب ووزراء من تيار المستقبل كانوا قد حضروا للمكان وهم يجرون إتصالات ولدى التحقيق مع الامير السعودي نفى أن يكون معه حبوب كابتاغون وان المرافقين هم من قام بتهريب الكابتاغون ثم تبين بعد أخذ الامير الى مخفر حبيش أن مصدرا باع الامير الحبوب ولكن السفير السعودي أصر على القول للامير السعودي أن ينكر ويقول لا اعرف شيئا عن حبوب الكابتاغون وأن المرافقين هم الذين جاؤوا بها.
تحول مخفر حبيش لخلية مخابرات كبرى وبدأت الاتصالات من سعد الحريري ونهاد المشنوق والسنيورة لاخفاء وصمة العار عن الامير السعودي وعن تيار المستقبل وعن حديثه انه لا يتعاطى بالتحقيق.
والآن تجري دراسة حل أن تطلب المملكة تسليمها الامير السعودي على أن يتم توقيف الخمسة في لبنان أو أن يتم جلبهم للسعودية بناء على اتفاقية تبادل الاسرى الموقعة بين لبنان والسعودية والمهم أن السنيورة كان شغله الشاغل بالامس هو تغطية تهريب الامير للكابتاغون. وتخجل أن يكون رئيس للوزراء ونواب ووزراء لاعبين عن اسيادهم السعوديين يهرعون لاحقاً لإخفاء ما حدث وكيف يتم تهريب الكابتاغون من لبنان الى السعودية. ويبدو انه ليست المرة الاولى التي يتم فيها تهريب حبوب الكابتاغون من لبنان للسعودية وانها المرة الخمسون فوق المئة التي يتم تهريب المخدرات من لبنان للسعودية. أما المساكين الذين يتم ضبطهم بالسعودية فيتم قطع رأسهم بالسيف، أما الامير السعودي المهرب فيتم تكريمه من تيار المستقبل على مستوى رئيس حكومة وما دون بدل أن يترك القانون يأخذ مجراه ومحاسبة المهربين كما يجري في السعودية ولكن دون قطع رأس.
وفي التفاصيل، انه منذ ايام حضر خمسة سعوديين الى لبنان من بينهم الامير عبد المحسن بن وليد بن عبد العزيز لتمضية اجازة في بيروت حيث نزلوا في فندق «فور سيزون»، وبعد انتهاء الاجازة توجّهوا الى المطار ليغادروا في الثانية فجراً، لكن قبل وصولهم الى المطار توقّف احد المرافقين ويُدعى يحيى الى جانب الطريق المؤدي الى الطيران المدني وكان «فان» بانتظاره حيث تسلّم منه 40 طرداً تحوي 2 طن من حبوب الكابتاغون ومن ثم تابع طريقه الى المطار. وعندما بدأ التفتيش بواسطة اجهزة الاشعة في حضور عناصر من قوى الامن الداخلي تم تمرير حقائب ملابس الاشخاص الخمسة، ومن ثم تم تمرير الطرود التي كُتب عليها «خاص السمو الملكي الامير عبد المحسن بن عبد العزيز بن وليد آل سعود» الا ان احد المرافقين رفض التفتيش وقال ان الامتعة الخاصة بالامير لا يجب ان تخضع للتفتيش، لكن لم يحصل ذلك اذ تم تمرير الطرد الاوّل واشتُبه به عندها تم كشف الطرود الاخرى فتبيّن انها تحوي حبوب كابتاغون. وتم توضيبها في علب عليها اسم الامير وعلم السعودية.
وذكرت المعلومات ايضاً ان الامير كان متوجهاً إلى منطقة حائل في السعودية على متن طائرة خاصة يرافقه اربعة اشخاص هم بندر بن صالح الشراري ويحيى بن شائم الشمري وزياد بن سمير الحكيم ومبارك بن علي الحارثي، وقد قدرت كمية الكابتاغون بنحو 1900 كلغ، وثمنها 285 مليون دولار.
واجرت السلطات الامنية في المطار التحقيقات اللازمة في حضور النائب العام الاستئنافي في جبل لبنان القاضي داني شرابيه الذي استجوب الامير ومرافقيه وامر بتوقيفهم. الى ذلك اشرف المقدم يوسف درويش في الضابطة العدلية على التحقيقات مع الامير السعودي الذي بدا هادئاً وقال ان الكمية للاستعمال الشخصي والامير من مواليد 18/7/1996 .