بالتزامن مع انعقاد الحوار الوطني في المجلس النيابي وعشية استئناف حوار عين التينة جولاته بين «تيار المستقبل» و«حزب الله»، آثر الرئيس سعد الحريري إعادة الأمور إلى نصابها الوطني مجدداً شدّ أواصر «ربط النزاع» مع سياسة «حزب الله» الإقليمية والمحلية سيما في ضوء الشطط المتمادي الذي انتهجته قيادة الحزب في مواقفها الأخيرة. وإذ جدد التمسك بالحوار الوطني مؤكداً عدم «إهداء حزب الله فرصة القضاء عليه» باعتباره «خيارنا منذ البداية ولن يكون شقة مفروشة بأثاث إيراني يدعو لها الحزب من يشاء ساعة يشاء»، ذكّر الحريري في المقابل «حزب ولاية الفقيه» وفق تعبير أمين عام الحزب السيد حسن نصرالله، بولائه لطهران بوصفه «حزباً إيرانياً كامل المواصفات»، وبـ«لاءاته» التي يضعها في مواجهة الحوار منعاً لمناقشة «خروجه على الإجماع الوطني وعلى النظام العام» ورفضاً لمقاربة انتشار السلاح والمسلحين في المناطق بغية إبقاء ما يسمى «سرايا المقاومة» عصيّة على الشرعية وقوانينها.

الحريري وفي بيان (ص 2) تناول فيه جملة الأوضاع اللبنانية خصوصاً منها أزمة النفايات وقضية الحوار الوطني، أكد إزاء شعور اللبنانيين «بالإهانة أمام مشهد النفايات التي طافت في شوارع بيروت والمناطق»، الوقوف «بكل قوة وراء رئيس الحكومة تمام سلام» مجدداً الثقة بإدارته وحكمته ورئاسته وقدرته مع فريق العمل المختص برئاسة الوزير أكرم شهيب على تذليل العقبات التي تحول دون تنفيذ الخطط العملية الممكنة والتأسيس لمشروع بيئي متكامل يكون في مستوى آمال المواطنين والحراك المدني، وسط تشديده على ضرورة «تحمّل الجميع مسؤولياتهم» لتمكين سلام من دعوة مجلس الوزراء للاجتماع وبتّ الإطار التنفيذي لخطة معالجة الأزمة.

أما على مستوى الحوار، فأكد الحريري وجوب استمراره «في نطاق المصلحة الوطنية وليس في نطاق الشروط والإملاءات والاستقواء بالعروض العسكرية والتهويل برايات «الانتصار» على الشعب السوري»، معرباً للمراهنين على التدخل العسكري الروسي في سوريا لقلب طاولة الحوار في لبنان عن يقينه بأنّ هذا التدخل «لا شأن له بتحديد مصير رئاسة الجمهورية» ولا بتنظيم العلاقة بين اللبنانيين. 

وفي مقابل «البدع السياسية» التي تستنزف الحوار، جدد الحريري التأكيد أن «لا وظيفة للحوار في هذه المرحلة سوى البت بمصير رئاسة الجمهورية والتوافق على شخصية وطنية تعيد الإمساك بمفتاح تكوين السلطة وتفعيل عمل المؤسسات الدستورية»، لافتاً انتباه «حزب الله» إلى أنّ دورانه في «دوامة الانتظار الإقليمي» لن يجديه نفعاً، وناصحاً الحزب في السياق عينه بأن «لا فائدة من المكابرة في سوريا، ولا من توسّل رضا ولي الفقيه برفع وتيرة العداء ضد المملكة العربية السعودية واستغلال المنابر الحسينية للتحريض عليها، ولا من ركوب مركب الحوثيين في اليمن وادعاء بطولات فارغة تنصر الظالم على المظلوم»، مع علمه بأنّ «حزب الله» لن يستجيب للمطالب الوطنية بإعلاء شأن الدولة والشرعية على أي شأن آخر باعتباره «حزب ولاية الفقيه ويستحيل أن يعمل خارج إرادة الولي الفقيه».